حسمت سورية امرها امس واكدت قبولها دعوة الولايات المتحدة لحضور مؤتمر السلام في انابوليس وعينت نائب وزير الخارجية فيصل مقداد رئيسا لوفدها في المؤتمر.
وقالت وكالة الأنباء العربية السورية إن دمشق قررت الحضور بعد تلقيها نسخة من جدول الاعمال تنص على ان هناك جلسة تتناول إحياء محادثات السلام بين إسرائيل وسورية.
وكانت سورية قد أعلنت انها لن تحضر ما لم تدرج هضبة الجولان التي احتلتها اسرائيل في عام 1967 على جدول الاعمال.
وقال ديبلوماسي ان نسخة جدول الاعمال التي سلمتها السفارة الاميركية لوزارة الخارجية السورية امس بها عنوان فرعي يشير الى مسار المحادثات السورية الاسرائيلية، سيكون خلال جلسة حول السلام الشامل في الشرق الاوسط.
بدورها رحبت اسرائيل بالقرار مؤكدة ان هذه المشاركة قد تفتح مسارا للسلام بين البلدين الجارين.
وصرحت ميري ايسين المتحدثة باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بان «اسرائيل تنظر بإيجابية الى المشاركة السورية العالية المستوى في اجتماع انابوليس».
واضافت «من الواضح ان هدف هذا المؤتمر هو دفع عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين واحتمال فتح مسارات اضافية للسلام».
وفور ورود الاعلان اعرب وزير خارجية تركيا علي باباجان عن «سروره البالغ» بقرار سورية المشاركة في مؤتمر انابوليس للسلام الذي تستضيفه الولايات المتحدة بعد غد، مؤكدا أمله في ان تمهد هذه المشاركة الطريق لاجراء محادثات سلام جديدة.
وقال باباجان للتلفزيون قبيل توجهه لحضور المؤتمر «حسب المعلومات التي وردتني من سفارتنا في دمشق قبل دقائق، فقد قرر السوريون المشاركة في الاجتماع».
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت قال ان مؤتمر انابوليس للسلام سيسمح بالشروع في اجراء مفاوضات شاملة مع الفلسطينيين تتطرق الى جميع القضايا الجوهرية بهدف تحقيق الدولتين القوميتين للشعبين الاسرائيلي والفلسطيني.
ونقلت الاذاعة عن اولمرت قوله للصحافيين، الذين كانوا يرافقونه على متن الطائرة التي اقلته للولايات المتحدة امس، ان اسرائيل ستنظر بالايجاب الى مشاركة سورية في المؤتمر، والى امكانية استئناف المفاوضات معها بعد مؤتمر انابوليس اذا تهيأت الظروف لذلك.
وقالت الاذاعة ان وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني ووزير الدفاع ايهود باراك يرافقان اولمرت للمشاركة في هذا المؤتمر الذي يفتتح رسميا الثلاثاء المقبل.
بدوره وبعد وصوله الى اميركا للمشاركة في المؤتمر، اكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس انه توجه الى انابوليس «على امل ان نصل الى حلول واعتقد ان هناك فرصة ليس لنا فقط انما ايضا للاسرائيليين وعليهم استغلالها وان يفهموا ان الفرصة من اجلهم كما هي من اجلنا ولذلك يجب بذل كل جهود ممكنة لانجاح المؤتمر».
وصرح عباس على متن الطائرة التي اقلته الى واشنطن بأنه متوجه الى الاجتماع: «لأحقق لشعبي الفلسطيني اهدافه واحلامه باقامة دولة فلسطينية مستقلة»، مؤكدا ان: «امامنا ثمانية اشهر سنبذل كل جهودنا لتحقيق السلام خلال هذه الفترة».
واشار محمود عباس الى «الحضور الدولي الكبير» للمؤتمر، وقال «ستكون هناك خمسون دولة ومؤسسة دولية. العالم كله يريد احلال السلام في الشرق الاوسط، ورؤيتنا ان العالم يدعم عملية السلام ويريد حصول سلام في المنطقة».
كما شدد على وجود «موقف عربي موحد بالكامل»، موضحا ان «15 دولة عربية وافقت على الذهاب الى انابوليس بمستوى وزراء الخارجية، وهذا يدل على ان الموقف العربي موحد اكثر من اي وقت مضى حول القضية الفلسطينية والكل يدعم القضية الفلسطينية».
وفي تصريحات ادلى بها لوكالة «فرانس برس» بعد وصوله الى واشنطن، عبر رئيس فريق المفاوضات مع اسرائيل احمد قريع عن امله في التوصل الى اتفاق سلام بين الفلسطينيين واسرائيل قبل انتهاء ولاية الرئيس جورج بوش.
وقال «نأمل ان يتكلل هذا المؤتمر بالنجاح ويحقق الاهداف التي دعي للانعقاد من اجلها وخصوصا اطلاق المفاوضات بآلية متابعة فعالة لتؤدي الى نتائج خلال ولاية الرئيس بوش».
واكد ان احتمال توصل الاسرائيليين والفلسطينيين قبل المؤتمر الى وثيقة مشتركة تشكل اساسا لمفاوضاتهم المقبلة، ضئيل.
من جهته، قال الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى انه لا تطبيع مع اسرائيل الا في اطار السلام الشامل، مبينا ان الذهاب الى انابوليس لا يعني حدوث تغيير في الموقف العربي ازاء المبادرة العربية للسلام.
واضاف موسى للصحافيين لدى مغادرته القاهرة متوجها الى الولايات المتحدة لحضور مؤتمر انابوليس: ان المؤتمر محاولة يرجى ان تكون جادة ويتحقق منها اي استفادة.
وبين ان الذهاب الى مؤتمر أنابوليس للسلام في الشرق الاوسط «لا يعني حدوث تغيير في الموقف العربي وهو التطبيق الكامل للمبادرة العربية للسلام، وانه لا تطبيع الا في اطار ما جاء في مبادرة السلام العربية اي في اطار السلام الشامل».
الصفحة في ملف ( pdf )