لندن ـ إيلاف: قال مدير صندوق النقد الدولي ستراوس كان إن هناك ثلاث عقبات في طريق حملته للفوز بالرئاسة الفرنسية وهي المال والنساء ويهوديته.
وقال «نعم، أحب النساء ثم ماذا؟» وأضاف أن الحديث يجري منذ سنوات عن صور تفضحه في حفلة جنسية ولكنها لم تنشر قط، داعيا خصومه الى نشر الصور التي تقول شائعات تسري بشأنها منذ زمن طويل انه يظهر فيها خلال ليلة حمراء في احد الأندية الراقية.
وقال كان انه حذر الرئيس نيكولا ساركوزي من الاستمرار في تشويه سمعته بسبب حياته الخاصة. ثم تبرع ستراوس كان للصحافيين بمثال افتراضي على حادث يمكن ان يحكم عليه بالسقوط: «امرأة تتعرض للاغتصاب في موقف سيارات بعد ان تتلقى وعدا بنصف مليون يورو مقابل تلفيق قصتها».
كان ستراوس حريصا على تصوير نفسه ضحية حملة غاشمة حتى قبل ان يبدأ خصومه رمي ما أسماه احد الاشتراكيين «قنابل كريهة الرائحة» صوبه. وكان الجميع في الاوساط السياسية ووسائل الاعلام الفرنسية يعرفون ان عقب اخيل ستراوس هو موقفه من النساء.
واعترف حتى أقرب حلفائه السياسيين بأنه زير نساء، وفاسق بلا حياء. ولكن ما يجعل الفضيحة الأخيرة جديدة وغير معهودة في سباق رئاسي هو تجاوز الممارسات السابقة الى العنف الجنسي ومحاولة الاغتصاب والاعتداء الوحشي.
ستراوس ينفي هذه التهم، وحلفاؤه يسمونه زير نساء من دون «صفات المغتصب». ولكن مراقبين يتساءلون إذا كانت باريس كلها تعج منذ زمن بالحديث عن «علاقته المرضية» بالنساء، فلماذا لم يوقف ستراوس كان عند حده في فرنسا نفسها. وسبق لصندوق النقد الدولي ان وبخه بشأن علاقة اقامها مع مرؤوسة عام 2008.
ويثار في هذا الشأن سؤال مزعج في وسائل الاعلام والسياسة الفرنسية عن وجود عالمين يتعايشان بموازاة احدهما الآخر: ما ينشر وما يكمن وراءه من اقاويل، وما يتعين ان يبقى «مسكوتا عنه» رسميا.
كما قامت الروائية والصحافية تريستان بانون بتقديم شكوى إلى الشرطة لاتهام ستراوس كان بالاعتداء عليها جنسيا عام 2002. وكان الصحافيان كريستوف ديلوار وكريستوف دوبوا كسرا التابو في كتاب نشراه عام 2006 عن سلوك السياسيين الجنسي وتناولا نزعة ستراوس كان في ممارسة «الإغواء الى حد الهوس» مشيرين الى صحافيات انزعجن من تحرشاته دون ان يذكرا اسماءهن، كما تحدثا عن موظفة كبيرة في الحكومة رفضت دعوته «للمجيء الى مكتبه كي تستريح».
اللافت ان صحافيا واحدا اثار نزعات ستراوس كان الجنسية حين غادر لتولي ادارة صندوق النقد الدولي في واشنطن عام 2007 يوم تساءل كثير من السياسيين في مجالسهم الخاصة كيف سيتعامل ستراوس كان في مجتمع اميركي متزمت ينظر الى التحرش الجنسي باستنكار.
وكتب الصحافي جان كواتريمير في مدونته ان مشكلة ستراوس الوحيدة هي علاقته بالنساء، فهي علاقة ثقيلة.... تقترب من التحرش». وطلب منه طاقم ستراوس كان ان يغلق المدونة. ولكن الصحافي رفض وتحداهم ان يقاضوه بتهمة التشهير فصرفوا النظر عن الموضوع.
في عام 2008 بدأت الصحافة الفرنسية تعالج قضية ستراوس والنساء بانفتاح أكثر بعد التحقيق الذي اجراه صندوق النقد الدولي في علاقته بموظفة تعمل في مقر الصندوق هي الاقتصادية المجرية بيوشكا ناغي. وبرئ ستراوس من تهمة استغلال المنصب لكنه أجبر على الاعتذار.
وقالت ناغي ان لدى ستراوس «مشكلة» تؤثر في قدرته على العمل مع النساء. بعدها نطق آخرون في فرنسا وقالت النائبة الاشتراكية اوريلي فيليبيتي ان ستراوس تحرش بها وانها بعد ذلك حرصت على ألا تبقى معه بمفردها في مكان مغلق.