واشنطن ـ وكالات: في وقت لايزال مصير مدير صندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس ـ كان معلقا بيد القضاء الأميركي، يبقى صندوق النقد الدولي منشغلا بكيفية ملء فراغ رئاسته. ففيما أبدى الاتحاد الأوروبي أمس رغبته في تقديم مرشح «أوروبي» لشغل منصب مدير صندوق النقد الدولي في حال خلو المنصب، اعتبر وزير الخزانة الأميركي تيموثي غايتنر أن ستراوس لم يعد قادرا على إدارة صندوق النقد، داعيا إلى تسمية مدير مؤقت بشكل رسمي بعد اعتقال المدير العام للصندوق سترواس ـ كان بتهمة الاعتداء ومحاولة اغتصاب عاملة في فندق أميركي.
ونزولا عند تلك الرغبة، أعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية فرانسوا باروان أمس أن جون ليبسكي المسؤول الثاني في صندوق النقد الدولي سيمثل هذه المؤسسة في قمة مجموعة الثماني المقرر عقدها في اواخر مايو الجاري في دوفيل بشمال غرب فرنسا.
وفيما يخص التحقيقات، قالت واشنطن إن حصانة مدير الصندوق الدولي لا تنطبق على حال دومينيك ستراوس ـ كان.
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر في مؤتمر صحافي بأن «الحصانات المتعلقة بهذه الحالة بالذات مرتبطة بصندوق النقد الدولي وليس الشخص المعني».
كما اصدر المتحدث باسم صندوق النقد الدولي بيل موراي بيانا ذكر فيه ايضا ان حصانة ستراوس ـ كان «محدودة ولا تنطبق على هذه الحالة» بعد توقيفه في نيويورك بتهمة اعتداء جنسي.
ولفت تونر الى انه «من المهم الإشارة الى ان فهمنا هو ان صندوق النقد الدولي لا يسعى لتأكيد اي حصانات نيابة عن دومينيك ستراوس ـ كان» وختم قائلا «فهمنا ان الحصانة تشمل فقط صفتهم الرسمية وتنفيذ واجباتهم في دور رسمي وهذا لا ينطبق على هذه الحالة».
هذا وفيما تعتقد غالبية كبرى من الفرنسيين تقدر بـ 57% ان ستراوس ـ كان «ضحية مؤامرة»، حسبما اظهر استطلاع للرأي أجراه معهد «سي اس اي»، أكد شقيق عاملة الفندق التي تقدمت بشكوى ضد ستراوس ـ كان بتهمة الاعتداء الجنسي لوكالة فرانس برس انها لم تكن تعلم انه المدير العام لصندوق النقد الدولي وهي بالتالي ليست اداة لمؤامرة من اجل الإيقاع به.
وأشار شقيقها الى انها نقلت الى «مكان سري» في نيويورك. واضاف انها اتصلت به بعد ظهر السبت عندما كانت مع الشرطة وطبيب.
وروى الرجل المتحدر من غينيا داخل المطعم الذي يملكه في هارلم «لقد اتصلت بي اولا وقالت «لقد حصل امر فظيع» وكانت لا تتوقف عن البكاء». واضاف «لم ارها او اسمعها بمثل هذه الحالة من قبل».
وأوضح الرجل الذي رفض ان تلتقط له صورة والذي تمتنع وكالة فرانس برس عن كشف هويته لحماية الضحية المفترضة، ان شقيقته كانت تعمل في فندق سوفيتل منذ 3 سنوات وانها تجيد الفرنسية مثله تماما.
وتابع الرجل الذي عاش في باريس خلال طفولته «انها مسلمة صالحة وهي تغطي شعرها ولو انها لا تضع حجابا».
لكنه تضايق عند اثارة احتمال وجود مؤامرة ضد ستراوس ـ كان. وقال «لم تكن تعلم من هو دومينيك ستراوس ـ كان لحظة وقوع الحادث. انا من فسر لها من يكون عندما اتصلت بي». وقال «ان الإعلام الغربي الذي يشك في القضية يثير اعصابي».
وللمرة الأولى، يخرج محاميها جيف شابيرو عن صمته ليعلق على قناة «سي ان ان» الإخبارية ان الضحية المفترضة «تعاني من صدمة فظيعة» منذ انتشار الفضيحة.
وقال شابيرو «لقد انقلب عالمها رأسا على عقب. فهي لم تتمكن منذ الحادث من العودة الى منزلها كما لا يمكنها استئناف العمل ولا فكرة لديها عما يحمله لها الغد».
ووصف شابيرو موكلته بأنها «انسانة تعمل بكد فهي ام عزباء تربي ابنتها البالغة 15 عاما وحدها». وينتظر ستراوس ـ كان قرار هيئة المحلفين التي ستجتمع خلال 3 ايام، للاطلاع على عناصر الإثبات والتقرير بشأن توجيه الاتهام اليه او الإفراج عنه.
وفي حال وجهت هيئة المحلفين الاتهام رسميا الى مدير صندوق النقد الدولي، فسيتعين عليه المثول امام محكمة نيويورك العليا لإطلاعه على التهم. وتحددت جلسة لهذه المحكمة يوم غد.
من جهتها ذكرت محطة ان بي سي الاميركية من دون ان تسمي مصدرها أنه وضع تحت المراقبة لمنعه من الانتحار في سجن رايكرز ايلاند الكبير في نيويورك.
واوضحت ان ذلك يعني تفقد المعتقل كل 15 الى 30 دقيقة، وعدم ترك اي شيء يمكن استخدامه للانتحار معه. إلا أن إدارة السجن رفضت التعليق على هذا النبأ.
ويواجه ستراوس ـ كان 7 تهم من بينها فعل جنسي اجرامي ومحاولة اغتصاب واحتجاز حرية وذلك بعد الاتهامات التي تقدمت بها عاملة التنظيف (32 عاما) في فندق وفيتل بنيويورك.
واثارت هذه القضية الارتباك في الأوساط السياسية الفرنسية قبل عام على الانتخابات الرئاسية حيث كان ستراوس من ابرز المرشحين.
وفي حال ادانته، فان ستراوس ـ كان يواجه الحكم عليه بالسجن بين 15 و74 عاما لمجمل الاتهامات الموجهة اليه. وتشكل هذه القضية صدمة قوية لليسار الفرنسي.
وانتقد اعضاء في الحزب الاشتراكي الفرنسي النظام القضائي الاميركي الذي يسمح بنشر صور مهينة مثل صورة ستراوس ـ كان ويديه مقيدتان وراء ظهره وهو منهك ويلتزم الصمت أمام القاضية.