عواصم ـ وكالات: على وقع المظاهرات المتجددة يوميا والإضراب الشامل الذي عم محافظات جنوب وغرب البلاد، بدا أن الأزمة اليمنية قد وجدت طريقها الى الحل مع الإعلان عن اتفاق الرئيس علي عبدالله صالح والمعارضة على توقيع المبادرة الخليجية لنقل السلطة بعد إدخال تعديلات بسيطة وتوسط ديبلوماسيين من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ولكن شيطان التفاصيل كان للاتفاق بالمرصاد فعادت الأزمة الى نقطة الصفر وغادر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي د.عبداللطيف الزياني اليمن بعد ان رفض الرئيس صالح التوقيع على الاتفاق، بحسب «قناة الجزيرة».
وكان القيادي في أحزاب اللقاء المشترك المعارض يحيى أبو أصبع قال امس ان الرئيس صالح والمعارضة اتفقا على توقيع المبادرة الخليجية بعد زوال العقبات التي كانت تحول دون ذلك.
وقال أبو أصبع في تصريح لقناة «العربية» الفضائية ان المعارضة اصرت على أن يوقع عنها محمد باسندوة، رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني، بعد أن طلب الرئيس صالح أن يوقع ياسين سعيد نعمان على المبادرة بصفته رئيسا للمجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك المعارضة.
وأوضح القيادي في اللقاء المشترك أن صيغة المبادرة التي سيتم التوقيع عليها هي الصيغة الثالثة التي سبق للمعارضة الموافقة عليها، وتتضمن استقالة الرئيس بعد 30 يوما من التوقيع عليها.
وأكد أبو أصبع أن المعارضة أصرت أيضا على استثناء الاعتصامات في ساحات التغيير من أي اتفاق وأن الساحات لا سلطان عليها وستبقى مستمرة في كل اليمن لأنها الضمانة الوحيدة لرحيل هذا النظام والضمانة الوحيدة لانتصار الثورة.
من جانبه، اكد احمد الصوفي مستشار الرئيس اليمني علي عبدالله صالح لقناة العربية أيضا اتفاق صالح مع المعارضة على توقيع المبادرة وردا على سؤال حول ما اذا كان التوقيع على المبادرة الخليجية سيتم، قال الصوفي «سيتم».
وكان الفريق الثالث وهو الشباب المعتصم في الساحات، التقى الأمين العام لمجلس التعاون مع عدد من ممثلي ثورة الشباب السلمية للتعرف على وجهات نظرهم بشأن حل أزمة اليمن، وكذا للرد على اتهامات هؤلاء لدول الخليج بتجاهل مطالب الشارع اليمني والعمل على توفير غطاء آمن للرئيس علي عبدالله صالح والنظام الحاكم باليمن.
وقد ضم الاجتماع قيادة اللجنة التنظيمية للثورة وممثلي بعض الائتلافات الشبابية في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء.
وأكدت مصادر في اللجنة أن اللقاء كان إيجابيا وأن الوفد الخليجي أبدى تفهما لمطالب شباب الثورة، وأن الوفد أكد أنه يقف على الحياد من كل الأطراف اليمنية، وأن هدفه الأساسي من المبادرة هو تجنيب اليمن الانهيار وحقن الدماء بدافع الأخوة والحب والحرص على اليمن وليس شيئا آخر. وقالت المصادر إن الوفد الخليجي رد على انتقادات قيادة شباب الثورة من تسمية المبادرة ما يحدث في اليمن بأنه أزمة سياسية وليس ثورة، بأن هدف المبادرة الرئيسي هو تلبية مطالب وطموحات الشعب اليمني في التغيير بأقل ثمن بغض النظر عن المسميات.
وأوضحت المصادر أن قيادة الشباب الذين التقوا الوفد الخليجي طلبوا منهم سحب المبادرة الخليجية باعتبارها شجعت الرئيس صالح على التشبث بالكرسي وارتكاب المزيد من المجازر الدموية ضد المعتصمين والمتظاهرين السلميين.
وكان من المقرر أن يتم التوقيع على المبادرة الخليجية ظهر أمس بصنعاء، إلا أن مصادر بالمؤتمر الشعبي العام الحاكم أشارت إلى أن هناك بعض النقاط مازالت محل مشاورات مع المبعوث الخليجي دون أن يوضح تفاصيل هذه النقاط.