عواصم ـ وكالات: مرة أخرى عادت الأزمة اليمنية الى نقطة الصفر، بعد فشل المحاولة الخامسة لدول مجلس التعاون الخليجي في اقناع الطرفين بتوقيع مبادرة انتقال السلطة. وكما في المرات السابقة، تبادل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح واحزاب المعارضة الممثلة في اللقاء المشترك الاتهامات بإفشال المبادرة. واحتجاجا على الطرفين، خرج شباب الثورة في مظاهرات ليلية اول من امس بعد ورود انباء عن فشل المحاولة ومغادرة أمين عام المجلس عبداللطيف الزياني صنعاء.في هذه الاثناء، قال مسؤول يمني معارض إن وزراء مجلس التعاون الخليجي سيعقدون جلسة طارئة خلال الأيام القادمة لبحث أزمة اليمن بعد انهيار الاتفاق.
وقال محمد باسندوة الذي تواترت أنباء عن احتمال توليه منصب رئيس الوزراء في حكومة مؤقتة إن مجلس التعاون الخليج أبلغ المعارضة اليمنية بعقد اجتماع لوزراء خارجيته سيكرس لبحث المبادرة الخاصة باليمن.
وأضاف أن الاجتماع قد يعقد غدا في الرياض وإن كان مسؤولون خليجيون لم يتمكنوا من تأكيد الموعد.
في غضون ذلك، قالت صحيفة «الأولى» اليمنية ان الرئيس علي عبدالله صالح ابلغ الامين العام عبداللطيف الزياني وسفراء دول الخليج عند امتناعه عن التوقيع على المبادرة الخليجية لحل الأزمة السياسية في اليمن «لن أوقع على قطع رأسي».ونقلت الصحيفة الواسعة الاطلاع عن مصادر وصفتها بالموثوقة قولها «ان الزياني وسفراء الخليج أبلغوا الرئيس صالح في نهاية اجتماع يوم أمس بأن أمامه يومين إضافيين كمهلة في حال أراد الموافقة على توقيع المبادرة والا فإنهم سيتخذون قرارا بسحبها».
وبحسب المصادر، انفعل الرئيس صالح في نهاية الاجتماع وقال «لن أوقع على قطع رأسي».
وأفادت الصحيفة نقلا عن مصادرها بأن الزياني أثنى على اللقاء المشترك وتجاوبه وتقديمه الكثير من التنازلات والقبول بالكثير من التعديلات التي اشترطها الرئيس، وقال الزياني «قدمتم كل ما تستطيعون لكن لا فائدة، أنا الآن مسافر».
وفي سباق الاتهامات بين المعارضة والحزب الحاكم، قال الامين العام للحزب الاشتراكي والرئيس الدوري للقاء المشترك المعارض ياسين احمد نعمان لوكالة «فرانس برس» ان «النظام افشل المبادرة برفضه توقيعها رغم انها كانت تستجيب لجزء كبير من مطالبه».
واضاف نعمان ان رفض التوقيع على الخطة الخليجية «يضع النظام في مواجهة الشعب الذي سيواصل انتفاضاته السلمية وسيصعدها».
وتابع ردا على سؤال «لن يكون هناك رد فعل حتى لو استخدم النظام السلاح».
وختم نعمان «نحن مصممون على الاستمرار في العملية السياسية، لكن يبدو ان النظام مصر على خيارات اخرى، اي رفض الخيار السلمي، كما انه مستعد لكل شيء لكي يبقى في السلطة».
في سياق متصل، قال مسؤول في اللقاء المشترك طالبا عدم ذكر اسمه ان صالح فرض شروطا تعجيزية قبل التوقيع على المبادرة التي تنص على رحيله.ولم تصدر اي مؤشرات حول رغبة الرئيس بالتنحي، داعيا انصاره الى حشد صفوفهم اليوم كما يحصل كل يوم جمعة في صنعاء.
كما وجه صالح دعوة الى الصحافيين لحضور عرض عسكري الاحد المقبل بمناسبة الذكرى الحادية والعشرين للوحدة اليمنية، لكن «شباب الثورة» اكدوا انهم يحضرون لاقامة «حفل كرنفالي» في المناسبة.
من جهتها، قالت توكل كرمان الناشطة في شباب الثورة ان «المبادرة الخليجية لا تعنينا ونصر على المضي في ثورتنا الى النهاية حتى خلع صالح».
واضافت «لقد بدأنا التحرك في اتجاه الدوائر الحكومية والقصر الرئاسي منذ الاربعاء الماضي وسنواصل ذلك».
واعتبرت كرمان ان «المعارضة خسرت الكثير من انصارها بعد ان وافقت على المبادرة الخليجية».
في المقابل، اتهم المؤتمر الشعبي العام (الحزب الحاكم باليمن) تحالف أحزاب اللقاء المشترك بأنه تسبب في عدم توقيع المبادرة الخليجية بشأن حل الأزمة السياسية باليمن أمس في صنعاء، مؤكدا أن المؤتمر على استعداد لتوقيعها في أي وقت، ولكن مع أحزاب معترف بها.
وقال مصدر مسؤول في الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام في تصريح صحافي له امس إن المؤتمر وحلفاءه من أحزاب التحالف الوطني الديموقراطي رحبوا منذ البداية بالمبادرة المقدمة من وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتعاملوا معها بإيجابية تامة وأبدوا الاستعداد للتوقيع على تلك المبادرة مع الأحزاب المعترف بها قانونا والممثلة في مجلس النواب.
وتابع المصدر قائلا إن أحزاب اللقاء المشترك ومن معهم من القوى المتطرفة والإرهابية ظلت على موقفها المتشدد وتصعيدها للأوضاع وأصرت بتعنت شديد على أن يتم التوقيع على الاتفاقية من قبل عناصر وكيانات غير شرعية خارجة على القانون وغير معترف بها وغير قادرة على الوفاء بما ورد في الاتفاقية وآلية تنفيذها من بنود والتزامات وهو ما رفض المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه القبول به مؤكدين تمسكهم بالتوقيع على الاتفاق من قبل أحزاب معترف بها قانونا.