بيروت - عمر حبنجر
بات بحكم المؤكد أنه لا جلسة انتخابية لرئيس الجمهورية غدا، وبات من المؤكد في المقابل ان ورقة العماد ميشال سليمان قائد الجيش الرئاسية باتت الاقوى، وان الاتصالات الدائرة خلف الكواليس السياسية والنيابية تتركز على اعداد عريضة يوقعها عشرة نواب تطالب بتعديل المادة 49 من الدستور والتي تحظر على موظفي الفئة الاولى التقدم للمناصب السياسية قبل مضي سنتين على تركهم الوظيفة، لا بل ان هناك من يطالبون بالغاء هذا الحظر نهائيا بدل تعديله المرة تلو الاخرى.
وسجلت امس سلسلة نقاط ومؤشرات على اتجاه الامور نحو العماد سليمان الذي زار مفتي الجمهورية د.محمد رشيد قباني امس في اطار جولة له على المرجعيات الدينية بغية شرح الاجراءات «الامنية الوطنية»، وقد شد المفتي د.قباني على يد العماد سليمان بعد رفعه العصا الغليظة بوجه الجماعات التي تبادلت اطلاق النار في طرابلس اول من امس ما افضى الى سقوط قتيلين وتسعة جرحى، وترتب على ذلك نزوح عائلات علوية من منطقة بعل محسن في طرابلس، رغم ان العراك حصل بين جماعة التوحيد الاسلامي وبين افواج طرابلس التابعة لقوى 14 مارس.
وهنأ المفتي د.قباني قائد الجيش على الحكمة التي عالج بها احداث طرابلس الفردية الطابع في الاساس، وتمنى المزيد من الاهتمام تجنبا لتداعياتها في ضوء معلومات عن وفاة احد الجرحى وهو المحامي اسامة شعبان نجل مؤسس التوحيد وشقيق بلال شعبان رئيس الحركة الموالية لقوى 8 مارس.
ولوحظ في هذا السياق ان التصريح الذي صدر عن مفتي الجمهورية بعد اللقاء الذي تم في «منزل الافتاء» لم يتطرق للاستحقاق الانتخابي رغم ان الطروحات التي عرضها العماد كانت اشبه بـ «برنامج انتخابي امني»، كما قصر المفتي اشاداته على الجيش وقيادته وتضحياته حتى لا يعطي للاشادة الشخصية بالقائد معاني اخرى.
العماد سليمان زار امس ايضا رئيس مجلس النواب نبيه بري وهذا ما اوحى باستعجال الحل، لكن رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي كان اكثر وضوحا وصراحة، حيث اعلن بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري قوله: في المبدأ، اذا كان هناك تفكير بتعديل الدستور فأنا مع الغاء الفقرة من المادة 49 المتعلقة بظروف ترشيح موظفي الفئة الاولى نهائيا، وفي المضمون فإن قائد الجيش العماد سليمان قد جُرب في اصعب المراحل وكان رجلا ذا حنكة وحكمة وصاحب مسار يثبت ذلك.
وكان اللافت امس اعلان نائبين من قوى 14 مارس دعمهما العلني لانتخاب سليمان رئيسا، وهما عمار حوري نائب بيروت والياس عطا الله نائب طرابلس اليساري. واهمية كلام النائب حوري تكمن في كونه عضوا في كتلة المستقبل التي يرأسها النائب سعد الحريري، حيث ابلغ حوري قناة «العربية» انه بعد حصول الفراغ في موقع الرئاسة وبعد ان اعلن البطريرك صفير موافقته على اي اسم من خارج لائحته يحظى بالتوافق الوطني لموقع الرئاسة، نقوم اليوم بخطوة ايجابية اضافية وخلافا للتوجهات التي سادت سابقا، ونعلن قبولنا بتعديل الدستور في سبيل الوصول الى توافق على اسم قائد الجيش العماد ميشال سليمان كونه رمزا لوحدة المؤسسة العسكرية التي قدمت الشهداء والدم دفاعا عن الوطن تجاه العدو وتجاه من هدد السلم الاهلي.
ولفت حوري الى ان هذا الموقف يسقط اتهام البعض لنا باحداث الفراغ او محاولة تمديده، مستبعدا حصول ذلك قبل يوم غد.
وفي معلومات لـ «الأنباء» فإن هناك اتصالات ناشطة لتسريع اللقاء بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وبين رئيس الاكثرية سعد الحريري لدراسة الوضع المستجد.
يذكر انه سبق لرئيس «القوات» د.سمير جعجع ان ايد تعديل الدستور من اجل انتخاب العماد سليمان، في حين لايزال رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي يدرس الموقف مع حلفائه.
وتشمل اتصالات الرئيس بري حلفاءه في حزب الله الذين قد تكون لهم حسابات مختلفة.
غير ان مصادر معلومات «الأنباء» تؤكد ان الاتصالات الناشطة تشمل دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد يوم السبت او بعده لاصدار قرار الطلب الى مجلس النواب بتعديل المادة الدستورية المعيقة لترشيح العماد سليمان، وان الرئيس فؤاد السنيورة الذي كان رفض تعديل الدستور منذ اسبوعين اعرب عن قناعته بأن التطورات والفراغ السياسي افضيا الى ضرورة اعادة النظر بأمور كثيرة.
في هذا الوقت، اعلن العماد ميشال عون انه سيعلن كل ما كان مخفيا، وذلك بعد تلقيه صدمة من حليفه الانتخابي ميشال المر الذي كسر مقاطعة تكتل عون للحكومة «اللا شرعية واللا دستورية» كما يسميها المعارضون، وزار رئيس الحكومة في السراي الكبير امس الاول وخرج ليقول «لا شأن لي بالمشاورات التي يجريها العماد عون في الرابية»، مذكرا السائل ان ابنه الياس وزير في هذه الحكومة.
اوساط المعارضة تقول ان النائب المر يرى ان الحل للاشكالات الرئاسية يكمن في اختيار العماد ميشال سليمان رئيسا، لأنه يمثل الآن الشخصية المارونية الاكثر اهلية لتحمل المسؤوليات الرئاسية في الوقت الحاضر.
اما ممثل «القوات اللبنانية» في الحكومة جو سركيس فقد عزا سبب الفراغ الرئاسي الى موقف العماد ميشال عون وادائه السياسي، ودعاه الى النزول الى مجلس النواب «بدل البكاء على الاطلال ورمي المسؤولية على الآخرين».
الصفحة في ملف ( pdf )