عواصم - هدى العبود
اشترطت سورية مجددا الانسحاب الاسرائيلي من كل الأراضي العربية المحتلة قبل ان تقيم الدول العربية علاقات طبيعية مع الدولة اليهودية.
وشددت دمشق على لسان نائب وزير خارجيتها فيصل المقداد في جلسة مغلقة لمؤتمر انابوليس على ان «اقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل يجب أن تكون ثمرة سلام شامل لا أن تسبقه».
وقال في كلمة حصلت عليها «الأنباء» قال فيها «وللتعبير بوضوح وبشكل قاطع فان هذا (اقامة علاقات طبيعية) يأتي بعد الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الارض العربية المحتلة عام 1967».
واضاف قوله «نحن مخلصون في السعي الى سلام شامل وعادل ونملك الارادة السياسية لتحقيقه».
وكرر المقداد التزام سورية بمبادرة السلام العربية التي اطلقت في عام 2002 التي تتركز على اقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل مقابل انسحابها من كل الاراضي العربية التي احتلتها منذ اربعة عقود بما فيها مرتفعات الجولان.
وكرر المقداد الموقف السوري القائل بان احتلال اسرائيل ارضا عربية هو سبب عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
وقال انه من الواضح لاي مراقب للمنطقة ان استمرار الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية بما فيها القدس، ومرتفعات الجولان السورية، ومزارع شبعا اللبنانية مصدر رئيسي للتوتر وتهديد الامن والاستقرار في المنطقة كلها.
وقال مسؤولون سوريون ان العديد من المشاركين في الاجتماع المغلق طالبوا بان تشمل جهود السلام التي ترعاها الولايات المتحدة المسارين السوري واللبناني وعدم التركيز فقط على المسار الفلسطيني.
كما جدد نائب وزير الخارجية السوري التأكيد على أن مشاركة سورية في الاجتماع «خطوة اضافية من جانبها للمساهمة في صنع سلام عادل وشامل في منطقتنا المضطربة».
واضاف «ليس جديدا ان نقول ان سورية قامت بدور حاسم في اطلاق عملية السلام التي بدأت في مدريد عام 1991».
وتابع المقداد «رغم كل الصعوبات وما يثار من آراء مختلفة حول انعقاد هذا المؤتمر، فان سورية يحدوها الامل بان يشكل اجتماعنا نقطة انطلاق لعملية سلام عادل وشامل على كل المسارات التي اطلقها مؤتمر مدريد للسلام».
وذكر الممثل السوري الذي شغل لفترة طويلة منصب مندوب سورية في الامم المتحدة ان دمشق اجرت مفاوضات مع خمس حكومات اسرائيلية متعاقبة دون جدوى، مؤكدة ان هذه المحادثات توقفت بقرار اسرائيلي في العام 2000.
واكد «نحن جادون في سعينا الى سلام شامل وعادل ولدينا الارادة السياسية» لتحقيق ذلك.
وقال المقداد ان سورية دعت دوما لاستئناف مفاوضات السلام «وشاركت مشاركة فعالة في اطلاق مبادرة السلام العربية وظلت طيلة الفترة التي اعقبت القرار الاسرائيلي بوقف مفاوضات السلام معها تدعو لاستئناف المفاوضات».
واضاف ان «الجميع يعلم ان اسرائيل لم تتجاوب مع الدعوات السورية».
والقى الوزير السوري كلمته خلال الجلسة الثالثة والاخيرة لمؤتمر انابوليس التي كانت مخصصة لـ «السلام الشامل» في الشرق الاوسط.
ورحب وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير بخطاب المقداد.
وقال للصحافيين بعد الاجتماع ان «المؤتمر برهن على ان عدم اغلاق كل الابواب امام دمشق كان فكرة جيدة».
واضاف ان «مشاركة سورية هي خطوة اولى مهمة».
الصفحة في ملف ( pdf )