كشفت وسائل اعلام رسمية أمس أن ايران فككت شبكة تجسس جديدة واعتقلت 30 شخصا قالت انهم كانوا يتجسسون لصالح الولايات المتحدة. وورد في نشرة اخبار الظهيرة في التلفزيون الايراني ان «قوات وزارة المخابرات النشيطة والتقية اعتقلت خلال مواجهاتها المتحمسة مع عناصر وكالة المخابرات المركزية 30 شخصا كانوا يتجسسون لصالح أميركا». وذكرت وكالة فارس شبه الرسمية للانباء ان المشتبه بهم نقلوا معلومات الى مسؤولين أميركيين في سفارات وقنصليات في دول أخرى ومنها ماليزيا وتركيا والامارات العربية المتحدة. وقالت الوكالة ان ايران حددت 42 مسؤولا بالمخابرات الأميركية في هذه الدول قائلة «انهم شاركوا في جمع معلومات بخصوص مجالات الطاقة النووية والدفاع الجوي والتكنولوجيا الحيوية الايرانية» اضافة الى مجالات اخرى.من جهة أخرى لا يزال قرار الرئيس محمود احمدي نجاد تولي ادارة وزارة النفط مؤقتا موضع انتقاد دستوري وسياسي، في حين كشف النائب غلام علي مغلي نجاد عن اجتماع قريب بين البرلمان والرئيس لتعيين وزير انتقالي لهذه الحقيبة الرئيسية.
وفي التفاصيل فقد أعلنت وزارة الامن الايرانية امس عن ضبط شبكة تجسس أميركية والقبض على ثلاثين ايرانيا اعضاء في الشبكة.
وقالت ادارة العلاقات العامة بوزارة الامن في بيان امس «انه بعد اجراءات امنية واسعة النطاق قام بها رجال الامن في داخل ايران وخارجها فقد تم الكشف عن خيوط هذه الشبكة التجسسية والقضاء عليها بشكل كامل قبل قيامها بأي عمل تخريبي في البلاد «وذلك حسبما ذكرت وكالة انباء فارس في موقعها الالكتروني.
واضاف البيان «ان هذه الشبكة التي كانت تضم عددا كبيرا من كبار الضباط بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وتمارس نشاطها في عدة دول بادرت وبذرائع مختلفة مثل تقديم سمة الدخول ووعود الاقامة وتوفير فرص العمل والدراسة في الخارج الى تضليل عدد من المواطنين».
وأضاف البيان قائلا «ان وزارة الامن اكتشفت هذه الشبكة التي كانت تقوم بنزع المعلومات من هؤلاء واجبارهم على الاعتراف بكل مالديهم من معلومات وقبضت في عمليات واسعة النطاق عبر المطاردة والمراقبة في داخل وخارج ايران على عناصرها».
وأكد بيان وزارة الأمن «أنه وحسب المعلومات التي حصلت عليها بعد القضاء على الشبكة فقد اتضح أن ضباط الـ (سي آي ايه) يحاولون الحصول على معلومات من خلال السفارات والقنصليات الأميركية في عدة دول وخاصة الامارات وماليزيا وتركيا عن المراكز العلمية والجامعية والمختبرات والصناعات الجوية والدفاعية والطاقة النووية(الايرانية)».
واعلنت المخابرات الايرانية في مناسبات عدة عن القبض على عملاء محليين في شبكات تجسس أميركية وبريطانية او اسرائيلية بدون تقديم وثائق تدعم هذه الاتهامات.
الى ذلك، يبدأ وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الاسبوع الجاري زيارة رسمية الى اندونيسيا يلتقي خلالها نظيره المصري نبيل العربي.
وتأتي زيارة صالحي لاندونيسيا للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية دول حركة عدم الانحياز المقرر عقده في جزيرة بالي الاندونيسية في الفترة ما بين 23 و27 من الشهر الجاري.
وقالت وكالة انباء (مهر) الايرانية «من المقرر ان يعقد على هامش هذا الاجتماع اول لقاء بين المسؤولين الايرانيين والمصريين بعد رحيل النظام المصري السابق».
واضافت ان «عقد لقاء بين صالحي بصفته الرئيس الدوري المقبل لحركة عدم الانحياز مع وزير الخارجية المصري نبيل العربي بصفته الرئيس الحالي للحركة مدرج على جدول اعمال صالحي خلال هذه الزيارة».
وشهدت العلاقات المصرية ـ الايرانية تحسنا ملحوظا بعد تغيير النظام في مصر وتأكيد طهران والقاهرة على فتح صفحة جديدة في علاقاتهما الثنائية وضرورة عودة العلاقات المقطوعة منذ نحو ثلاثة عقود بينهما.
من جهة اخرى سيزور صالحي قريبا العاصمة الصينية بكين في اطار تعزيز العلاقات بين البلدين.
وقال رئيس لجنة الصداقة البرلمانية الايرانية ـ الصينية حسن سبحاني نيا في تصريح للوكالة ذاتها ان «وزير الخارجية سيقوم قريبا بزيارة الى الصين لاجراء محادثات مع عدد من المسؤولين هناك تتعلق بسبل تنمية العلاقات بين البلدين».
في سياق اخر، اعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ان الطلبة والزائرين الايرانيين يمكنهم الحصول على تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة متعددة الدخول لمدة عامين.
وأعربت كلينتون في بيان صحافي صدر الليلة قبل الماضية عن بالغ سعادتها لاعلان خطوة تقدم كبيرة في ادارة الرئيس الأميركي باراك اوباما تدعم الشعب الايراني.
وأوضحت ان قانون تأشيرات الدخول كان يسمح للزائرين والطلبة الايرانيين بالحصول على تأشيرة دخول لمدة ثلاثة أشهر فقط ويمكن الدخول بها مرة واحدة فقط.
وأضافت ان القانون الجديد «يمنح الشباب الايراني فرصة العودة الى بلادهم في مناسبات عائلية ولإنجاز بعض الأعمال وكذلك من اجل التنقل خارج الولايات المتحدة ولا يضطرون الى طلب تأشيرة جديدة في كل مرة».
وأكدت ان القانون الجديد تم اعتماده بناء على طلب تكرر من الطلبة والزائرين الايرانيين الى الولايات المتحدة.
وطالبت باجراء المزيد من الحوارات وتبادل وجهات النظر مع «من يرسمون مستقبل ايران».
وشددت وزيرة الخارجية الأميركية على استمرار واشنطن في تغذية المزيد من الفرص التي من شأنها تحقيق تغير حقيقي في ايران.
الى ذلك، ذكر تقرير لموقع «ألف» الإيراني امس أن قرارا صدر بمنع أحد نواب الرئيس محمود أحمدي نجاد من المشاركة في أنشطة الحكومة لمدة أربع سنوات على خلفية «انتهاكات» لم يتم تحديدها.
يذكر ان حميد بقائي يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية الإيرانية للشؤون التنفيذية.
ولم يتأكد التقرير كما لم ينفه رئيس المحكمة المخولة بالفصل في الشؤون الإدارية والتي يفترض أن يكون القرار صدر عنها.
يشار إلى أن «ألف» هو موقع إلكتروني محافظ معارض لأحمدي نجاد.
وجدير بالذكر أن الرئيس الإيراني مشتبك حاليا في خلاف مع رجال الدين والفصائل المحافظة حول بعض خططه الإصلاحية.