وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس المرسوم القاضي بتعليق مشاركة روسيا في معاهدة القوات التقليدية في أوروبا ابتداء من 12 ديسمبر المقبل، وهو القانون الذي أصدره مجلس دوما الدولة في 7 نوفمبر الماضي وصادق عليه المجلس الفيدرالي في 16 من نفس الشهر.
وذكر بيان صادر عن المكتب الاعلامي للكريملين ان المعاهدة المذكورة وقعت في باريس في 19 نوفمبر عام 1990، وهي تفرض منظومة من القيود العددية على الـ 5 فئات الاساسية للاسلحة والمعدات الحربية في منطقة تنفيذها وهذه الفئات الخمس هي الدبابات والمدرعات والمدافع وطائرات الهليوكوبتر الضاربة والطائرات الحربية وخلافا للالتزامات التي قطعتها دول حلف شمال الاطلنطي على نفسها تماطل هذه الدول في المصادقة على اتفاقية التطويع وتمتنع في ذات الوقت ايضا عن تنفيذ التدابير الاخرى الرامية الى تعزيز قدرة نظام الرقابة على الاسلحة في اوروبا.
وعلى الفور، نددت واشنطن بالقرار، واعتبرت على لسان مساعد وزيرة الخارجية للشؤون السياسية نيكولاس بيرنز ان «روسيا ارتكبت خطأ» بتعليق مشاركتها في المعاهدة، ووصف الخروج الروسي من المعاهدة بالتصرف الأحادي الجانب.
من جانبه، جدد المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر انتقاده لسياسة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تجاه روسيا، وأضاف أنه ينتابه أحيانا انطباع ان «أوقات الحرب الباردة قد عادت».
وقال شرودر ان البعض «يؤيد التباعد، بل معاداة روسيا»، محذرا من معاملة روسيا ورئيسها بمعايير مختلفة عن تلك التي تستخدم مع دول أخرى.
ومن ناحية اخرى يرى الخبراء السياسيون والعسكريون الروس ان تعليق روسيا تنفيذ معاهدة الاسلحة والقوات الاعتيادية في اوروبا يهدف اساسا الى عدم هدم منظومة الحد من الاسلحة بل حث الشركاء على المشاركة في اتفاقية التطويع.
واعرب قسطنطين كوسا تشون رئيس لجنة العلاقات الدولية بدوما الدولة عن أمله في ان يدرك الشركاء الاوروبيون ان روسيا لا تهدف الى الخروج من المعاهدة بل الى مصادقة هؤلاء الشركاء على الاتفاقية المطوعة.
من جانبها قالت النائب الأول لرئيس مجلس الدوما (البرلمان) الروسي امي لوبوف سليسكا انها لا تستبعد أن يكون قرار تعليق المشاركة الروسية في المعاهدة الخاصة بالقوات المسلحة والأسلحة التقليدية في أوروبا امس خطوة في اتجاه اعادة النظر في المشاركة الروسية في اتفاقيات ومعاهدات دولية أخرى.
وذكرت وكالة أنباء نوفوستي أن سليسكا استحسنت أمام الصحافيين قرار الانسحاب المؤقت من المعاهدة.
من جهته نبه كونستانتين كوساتشوف، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي الى أن روسيا علقت مشاركتها في المعاهدة حتى اشعار آخر، أي ان عودتها للالتزام بالمعاهدة أمر ممكن.
وفي شأن روسي آخر اختتمت في روسيا أمس الحملة الانتخابية لانتخابات مجلس الدوما الروسي، ويعقبه يوم من «الهدوء الانتخابي» قبل انطلاق الانتخابات غدا الاحد.
وفي هذا الاطار اعلن ايغور بوريسوف عضو لجنة الانتخابات المركزية الروسية أمس ان الخطاب التلفزيوني الذي القاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ودعا فيه الناخبين للتصويت الي حزب سياسي بعينه لا يمثل انتهاكا للقواعد الانتخابية الروسية.
ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عن بوريسوف قوله في تصريحات للصحافيين ان القانون الخاص بانتخابات اعضاء مجلس الدوما يوفر امكانية إخبار الناخبين عن طريق وسائل الاعلام، مؤكدا ان الحق في حرية التعبير ونشر المعلومات مكفول وفقا للدستور الروسي.
الصفحة في ملف ( pdf )