قالت الأمم المتحدة امس ان أربعا من طائراتها الهيليكوبتر تعرضت لاطلاق نيران في منطقة أبيي المتنازع عليها بالسودان لكن أفراد أطقم الطائرات الأربع هبطوا بسلام.وقالت هوا جيانغ المتحدثة باسم الامم المتحدة ان 14 قذيفة اطلقت لدى اقلاع الطائرات اول من امس.وتابعت ان ميليشيات قبيلة المسيرية وهي قبيلة عربية تؤيدها الخرطوم هي المسؤولة على الارجح عن الهجوم وذكرت ان الميليشيات ربما تتحرك جنوبا الآن.وأضافت «هناك تقارير تفيد بأنهم يتحركون جنوبا».
وذكرت جيانغ ان القتال واعمال النهب في أبيي توقفت وان بعض مخزونات الوكالات التابعة للامم المتحدة تعرضت للنهب.
في هذا الوقت، حسم الرئيس السوداني عمر حسن البشير الجدل بشأن مصير نحو مليوني جنوبي مقيمين بالشمال بإعلانه ترحيلهم الى دولتهم الجديدة بعد تدشينها في التاسع من يوليو المقبل.ونقلت وكالة الانباء السودانية امس عن الرئيس البشير قوله «بعد يوم 9 يوليو 2011 سيكون الجنوبي جنوبيا والشمالي شماليا وبعد التاريخ المحدد ستكون هناك مهلة للمواطنين الجنوبيين بالشمال لتوفيق اوضاعهم وبعدها سيتم ترحيل كل الموجودين في الشمال بصورة غير قانونية».
وتشير تقديرات المنظمات الدولية في السودان الى ان عدد الجنوبيين الموجودين في الشمال يربو على المليوني شخص منهم نحو 170 الفا للجنوب خلال فترة الاستفتاء على تقرير المصير في يناير الماضي.ويعيش غالبية الجنوبيين في الشمال حول العاصمة الخرطوم وتقدر المنظمة الدولية للاجئين عددهم بنحو 1.3 مليون شخص في المدينة وضواحيها وثمة اجماع على ان معظم هؤلاء انتقلوا الى الشمال هربا من الحرب لا بحثا عن فرص العمل.وابلغت مصادر سودانية وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان المهلة القانونية التي ستمنح للجنوبيين لتوفيق اوضاعهم القانونية ستكون في حدود 60 يوما يقوم خلالها اي جنوبي يريد الاقامة في الشمال بتسجيل نفسه في مراكز امنية لاستخراج تصاريح اقامة مؤقتة له.واشارت المصادر الى وجود لوائح وخطة متكاملة لضبط اوضاع الجنوبيين سيتم طرحها خلال الايام القليلة المقبلة على الاجهزة التنفيذية والتشريعية لاقرارها بشكل نهائي.
وقالت المصادر ان اعلان البشير بترحيل الجنوبيين بعد الانفصال يعني عمليا عدم وجود اي اتجاه لمنح الجنسية المزدوجة او استثناء الجنوبيين سواء القياديون منهم في حزب البشير او غيرهم من المعاملة كاجانب في حال رغبته البقاء في الشمال.