- واشنطن وباريس: نحمّل صالح المسؤولية الكاملة عن المأزق وندعوه لتوقيع المبادرة الخليجية
دعا الشيخ صادق الأحمر امس القبائل الموالية له الى الالتفاف حوله بسرعة في وجه الرئيس اليمني لكنه طلب منها التعقل، متهما علي عبدالله صالح بالسعي الى جر البلاد الى حرب أهلية بينما استمرت المعارك في صنعاء لليوم الرابع.
وأكد زعيم قبائل حاشد النافذة انه مستعد لوقف اطلاق النار اذا ما أوقفت النار قوات الرئيس اليمني فيما اتخذ صالح خطوة تصعيدية بإصدار أوامر بإلقاء القبض على الأحمر واخوانه، فيما ترددت انباء عن اعتقال اثنين من اخوانه بالفعل على يد القوات الموالية للرئيس اليمني.
وفي ظل تصاعد العنف، يبدو ان تحرك الشباب المطالبين بإسقاط النظام يتأثر سلبا مع انخفاض اعداد المعتصمين.
وقال الأحمر للعربية «أنا في منزلي ولا أحد يستطيع ان يعتقلني وصالح سيغادر اليمن حافي القدمين».
وفي حديث آخر مع قناة «الجزيرة»، قال الأحمر انه مازال في منزله في حي الحصبة في شمال صنعاء وهو بخير، داعيا القبائل الى «ألا يتأخروا» وإلى «دعم اخوانهم المجاهدين الواقفين» في وجه قوات صالح.
الا انه دعا القبائل الى ان «يتعقلوا»، متهما صالح بانه «كذاب يريد جر البلاد الى حرب أهلية». وأكد ضرورة «ردع البلطجية» التابعين له.
ودعا الأحمر الدول الخليجية والولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي الى الضغط على صالح «لوقف القتال والتنحي»، وأعرب عن استعداده «من موقع قوة» لوقف النار.
وقال في هذا السياق «إذا التزم علي صالح بوقف النار فانا مستعد من هذه اللحظة وقف النار. مستعد استعدادا كاملا لوقف النار اذ أوقف صالح الحرب»، الا انه شدد على انه «مستعد للقتال لسنين، وأقول هذا من موقع قوة».
وأشار الشيخ القبلي الأكثر نفوذا في اليمن الى ان لديه سبعين عنصرا من قوى الأمن «سلّموا أنفسهم او قتلوا»، مؤكدا ان الوساطة القبلية «انتهت من قبل امس».
وذكر ايضا ان الاشتباكات دائرة حاليا بالقرب من مطار صنعاء وخلص الى القول بانه «على صالح ان يوقف اطلاق النار ويرحل يمشي».
وقتل 24 شخصا في المعارك التي جرت ليل امس الأول في صنعاء بين القوات الموالية للرئيس اليمني ومسلحين قبليين بحسب حصيلة جديدة حصلت عليها وكالة «فرانس برس» الخميس من مصادر رسمية وقبلية.
وأفاد مصدر قبلي بان 18 شخصا قتلوا في المواجهات التي جرت امس الأول ليلا بين الحرس الجمهوري، وحدة النخبة، وعناصر من قبيلة أرحب شمال مطار صنعاء، وهي قبلية من تحالف قبائل باكيل، وهي ايضا قبائل من الأكثر نفوذا في اليمن.
وبين القتلى 12 عنصرا من الحرس الجمهوري وستة أفراد من القبيلة ومدنيون، كما أوضح المصدر نفسه. وأدت المعارك الى اغلاق مؤقت للمطار وتم تحويل الرحلات الى عدن (جنوب).
وفي حي آخر من العاصمة قتل ستة أشخاص، اربعة مدنيين وعنصران من قوات الأمن، في المعارك التي استمرت طوال الليل بين القوات الموالية لصالح ومسلحين مناصرين للشيخ صادق الأحمر زعيم قبائل حاشد النافذة في اليمن، كما أفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
وبذلك يرتفع الى عدد القتلى 68 منذ بدء المعارك بين الموالين والمعارضين لصالح الاثنين بحسب حصيلة أعدتها وكالة «فرانس برس» استنادا الى مصادر من الطرفين.
وفي خطوة تصعيدية، امر الرئيس اليمني بالقبض على الشيخ صادق الاحمر واشقائه، مع العلم ان الرئيس ينتمي الى قبائل حاشد.
وأعلن موقع وزارة الدفاع اليمنية 26 سبتمبر في رسالة نصية «صدور أمر من الرئيس صالح بالقبض القسري على المتمردين أولاد الأحمر بغية محاكمتهم بالتمرد المسلح».
الى ذلك، اعلن مصدر رسمي ان 28 شخصا قتلوا في انفجار في مخزن ذخائر في صنعاء يعود لقبيلة حاشد، الا ان الشيخ صادق نفى ذلك.
وجاء في رسالة نصية من موقع وزارة الدفاع الالكتروني 26 سبتمبر ان مخزن الذخيرة تابع لحميد الأحمر شقيق الشيخ صادق الأحمر زعيم قبيلة حاشد النافذة في اليمن.
ولم يتسن تأكيد هذه المعلومات من مصدر مستقل.
وكذلك نفى هذه المعلومات مصدر عسكري مقرب من اللواء المنشق علي محسن الأحمر.
وفي ساحة التغيير حيث يعتصم الشباب المطالبون بإسقاط النظام منذ 21 فبراير، تقلصت اعداد المحتجين الى نحو 1500 شخص أمس الخميس بينما بدت عشرات الخيام فارغة.
وقال باسم الشاب المعتصم باسم الحاكمي «اذا استمرت الأوضاع على هذا النحو فثورة الشباب لن تصل الى نتيجة وقد نكون مضطرين للأسف لمغادرة الساحة». الا ان القيادي في حركة الشباب وليد العماري قال ان الشباب يدعون لجمعة تظاهر كبيرة اليوم.
وقال «نحاول ان ندعو لحشد الجمعة تحت عنوان جمعة «الثورة السلمية» فيما انصار الرئيس سيتظاهرون تحت عنوان «جمعة النظام والقانون».
ودوليا، دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اطراف النزاع الدامي في اليمن الى «الوقف الفوري لأعمال العنف» وقالت كلينتون في باريس «نحن قلقون جدا من الاشتباكات الدائرة».
وأكدت ان الولايات المتحدة تعمل مع الجميع من مجلس التعاون الخليجي وأوروبا لانهاء القتال في اليمن مجددة موقف بلادها من «ضرورة وجود يمن موحد ومستقر والاستمرار في دعم تنحي الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي كان قد وافق على التنحي ثم عاد عن ذلك متجاهلا عهوده والمطالب المشروعة للشعب اليمني».
من جانبها، أعربت فرنسا عن «أسفها» «للمعارك الجارية في مدينة صنعاء» وحمّلت الرئيس علي عبدالله صالح «المسؤولية الكاملة» عن المأزق السياسي، كما جاء في بيان.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية في مؤتمر صحافي «نأسف للمعارك الجارية منذ الاثنين في مدينة صنعاء، نتيجة المأزق السياسي الراهن الذي يتحمل الرئيس صالح مسؤوليته الكاملة بسبب رفضه توقيع الاتفاق الانتقالي الذي أعده مجلس التعاون الخليجي».
وأضاف المتحدث رومان نادال «ندين اعمال العنف هذه التي أسفرت عن خسائر كبيرة في الأرواح البشرية. ندعو السلطات القائمة وأطراف النزاع في العاصمة الى فرض وقف المعارك وحماية السكان في المناطق التي شملتها المواجهات المسلحة».
وقال «لا يتوافر للرئيس صالح الآن سوى خيار واحد: التوقيع في النهاية على الاتفاق الذي أعد برعاية مجلس التعاون الخليجي».