عواصم ـ أحمد عبدالله والوكالات
يبدو ان الأمور في ليبيا تتجه نحو الحسم بعد شهور من اندلاع الثورة بوجه العقيد معمر القذافي فالجديد في هذا الموضوع ما أكدته مصادر موثوقة في واشنطن لـ «الأنباء» ان العقيد معمر القذافي بعث برسالة شفوية الى مسؤولين أميركيين عن طريق طرف ثالث ـ يعتقد انه موسكو ـ تهدف الى جس نبض واشنطن بشأن اقتراح يدعو الى تحديد فترة انتقالية متفق عليها للانتقال الى الديموقراطية في ليبيا شرط ان يبقى العقيد زعيما رمزيا للبلاد خلال تلك الفترة التي لا تتجاوز عدة شهور. ويقضي الاقتراح بإعلان وقف لإطلاق النار بعد التوصل الى اتفاق ثم الدعوة الى مؤتمر وطني تأسيسي يضم كل القوى المؤثرة وممثلين عن القبائل والعشائر والمناطق المختلفة في ليبيا يقوم بوضع دستور جديد للبلاد واختيار حكومة وقيادة ثم يقوم القذافي بعد ذلك بتسليم السلطة للهيكل المنتخب الجديد ويرحل عن البلاد.
وكان الناطق بلسان الحكومة الليبية موسى إبراهيم قد المح الى الاقتراح دون ان يخوض في تفصيلاته اذ قال ان رحيل القذافي على اي نحو مفاجئ سيخلف وضعا مشابها لوضع العراق في عام 2003 من حيث انتشار الصراعات القبلية، وأضاف «القذافي راغب في ان يصبح جزءا من دستور لا يمنحه سلطة تنفيذية باي شكل ولكنه سيصبح زعيما رمزيا، ان بقاء القذافي هو شرط بناء الديموقراطية وتجنب الحرب الأهلية والفوضى وانتشار القاعدة».
وقالت المصادر الأميركية ان الاقتراح الليبي لا يلقى قبولا في واشنطن إلا انها أوضحت ان هناك ضغوطا من روسيا للبحث عن حل ديبلوماسي ينهي عمليات حلف الناتو العسكرية ويفتح الباب نحو تغيير سلمي في ليبيا.
في هذا الوقت قالت اسبانيا وهي إحدى أعضاء حلف شمال الأطلسي المشاركين في عمليات في ليبيا امس إنها تلقت اقتراحا من رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي بوقف إطلاق النار فورا، وقال متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء الاسباني «تلقينا الرسالة وسنتخذ نفس موقف باقي أوروبا».
وأضاف «الجميع يتطلع للتوصل إلى اتفاق... لكن لابد من اتخاذ خطوات بعينها أولا وهي لم تتخذ حتى الآن»، وكانت صحيفة «اندبندنت» البريطانية قد ذكرت أن المحمودي كتب رسائل إلى عدد من الحكومات الاجنبية يقترح فيها وقفا فوريا لإطلاق النار تراقبه الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي.
وأضافت أنه طلب أيضا إجراء محادثات غير مشروطة مع المعارضة والعفو عن طرفي الصراع وصياغة دستور جديد لكنه لم يشر إلى دور القذافي في مستقبل البلاد.
ميدانيا تعرضت مواقع في العاصمة الليبية طرابلس ليل أمس الاول لقصف من قوات «الناتو».
ونقلت وكالة الجماهيرية الليبية (جانا) أمس عن مصدر عسكري قوله ان «مواقع مدنية في مدينة طرابلس» تعرضت «لقصف العدوان الاستعماري الصليبي»، وأضاف المصدر أن العدوان الاستعماري الصليبي قصف مدرسة فنية للتعليم المتوسط المهني وذلك ضمن استهدافه للبنية التحتية بليبيا. في غضون ذلك، قال مهاجرون أفارقة ألقى المعارضون الليبيون القبض عليهم وسجنوهم بعد قتالهم في منطقة الجبل الغربي إنهم خدعوا وأجبروا على القتال في صفوف قوات الزعيم الليبي معمر القذافي ظنا أنهم يواجهون غزوا لتنظيم القاعدة.