بلغراد ـ رويترز: أكد الرئيس الصربي بوريس تاديش إلقاء القبض على مجرم الحرب الجنرال الصربي راتكو ملاديتش المتهم بارتكاب جرائم إبادة جماعية في البوسنة.
واضاف تاديتش في مؤتمر صحافي عقده في بلغراد بشكل عاجل ان قوات الأمن الصربية ألقت القبض على ملاديتش في قرية لازاروفو الواقعة على بعد 60 كيلومترا شمالي غرب بلغراد واقتادته الى السجن وعملية التسليم جارية». في إشارة الى تسليم ملاديتش الى محكمة الجزاء الدولية للنظر في جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة في لاهاي.
واوضح أن الجنرال ملاديتش المختفي عن الأنظار منذ أكثر من 10 أعوام كان يحمل وثائق شخصية تحت اسم ملادين كوماديتش، ولم يشأ تاديتش اعطاء اي تفاصيل إضافية عن عملية الاعتقال مكتفيا بالقول ان اعتقال ملاديتش كان مطلبا اوروبيا ودوليا رئيسيا وان الاتحاد الأوروبي اشترط قبول طلب صربيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي ورفع بعض العقوبات عنها بضرورة اعتقال الجنرال ملاديتش وتسليمه للمحكمة الدولية.
وقد هنأ الرئيس الصربي كل من شارك في تنفيذ عملية اعتقال سفاح البوسنة، والتي ساهمت في إنهاء فصل صعب في تاريخ صربيا الحديث، وطالب كل دول العالم بالتحقيق في جميع الجرائم التي ترتكب على أراضيها، ومعاقبة مرتكبيها، معربا عن اعتقاده بأنه بعد اعتقال ملاديتش في صربيا باتت جميع الأبواب مفتوحة أمامها للانضمام للاتحاد الأوروبي.
وأكد الرئيس الصربي أن التحقيقات تجري حاليا لتحديد هوية كل من ساعد ملاديتش أثناء هروبه، وما إذا كان هناك أي مسؤولين حكوميين متورطين في الأمر.
يشار إلى أن ملاديتش كان قائد جيش صرب البوسنة، ويعد أحد المسؤولين الرئيسيين عن ارتكاب مذبحة سربرنيتسا التي تعد أبشع مذبحة في تاريخ أوروبا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وقد وقعت المذبحة عندما قامت قوات صرب البوسنة خلال حرب البوسنة والهرسك في 11 يوليو 1995 بقتل نحو 8 آلاف صبي ورجل مسلم ودفنهم في مقابر جماعية، وطرد أكثر من 30 ألف امرأة وطفل ومسن، على الرغم من إعلان الأمم المتحدة للمدينة منطقة آمنة وإخضاعها لحماية قوات حفظ السلام الهولندية.
وأعلن التلفزيون الصربي الرسمي أن اعتقال ملاديتش تم في منزل أحد أقاربه في قرية لازاريفو شمال صربيا.
ولم تكشف السلطات عن أي تفاصيل خاصة باعتقال ملاديتش، إلا أن شهودا قالوا للتلفزيون الصربي إن الشرطة داهمت منزلا لأحد أقارب ملاديتش صباحا.
وكان بحوزة ملاديتش بطاقة هوية باسم ميلوراد كوماديتش. وأكد أهل القرية أنهم لم يروا ملاديتش أبدا.
وقد أشاد مسؤولون أوروبيون بالعملية ونقلت شبكة «بي بي سي» الاخبارية البريطانية عن أندريس فوغ راسموسن الأمين العام لحلف شمال الاطلسي (الناتو) اشادته بالاعتقال.. واصفا اياه بأنه «فرصة لتحقيق العدالة».
كما رحب وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني امس بخبر القبض على الجنرال الصربي باعتباره «تحولا يقرب صربيا من الالتحاق بقطار الاتحاد الأوروبي».
وقال فراتيني في أول تعقيب رسمي على إعلان الحكومة الصربية القبض على ملاديتش انه يمثل «بالفعل تحولا حقيقيا نحييه بعميق الرضا» مضيفا ان بلاده كانت «تتطلع وتنتظر هذا التحول منذ أكثر من 15 عاما بعد أن دانت المحكمة الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة ملاديتش على جرائمه البشعة في سربرينتسا».
حيث تطالب محكمة الجزاء الدولية منذ سنوات باعتقال راتكو ملاديتش بسبب دوره خلال الحرب الاهلية في البوسنة (1992-1995).
ويواجه ملاديتش اتهامات بارتكاب ابادة بسبب دوره في مجزرة سريبرينيتسا (البوسنة) التي قضى فيها حوالى ثمانية ألاف رجل وشاب من المسلمين البوسنيين وفي حصار سراييفو.