دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يترأس لائحة حزب روسيا الموحدة في الانتخابات التشريعية، اثر ادلائه بصوته امس، دعا الناخبين الروس للتصويت لمن «يثقون بهم».
وقال بوتين للصحافيين اثر الادء بصوته في مكتب الاقتراع رقم 2074 في موسكو «الحمد لله لقد انتهت الحملة الانتخابية. انا واثق من ان الناخب حدد خياراته، عليكم الآن ان تأتوا وتصوتوا لصالح الحزب الذي اقنعكم برنامجه الانتخابي، ان تصوتوا لاولئك الذين تثقون بهم».
جاء ذلك عشية ادلاء الناخبين الروس بأصواتهم امس في انتخابات برلمانية ينظر لها على نطاق واسع على أنها استفتاء على شعبية الرئيس فلاديمير بوتين وخيمت عليها اتهامات المعارضة بأن القوى الموالية للكرملين تتمتع بميزة غير عادلة.
وتتوقع مؤسسات استطلاع الرأي تحقيق حزب روسيا المتحدة الذي ينتمي له بوتين فوزا ساحقا وتأمين أكثر من 60% من مقاعد البرلمان، حيث يحق لأكثر من 100 مليون روسي الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التي تجرى في درجات حرارة دون درجة التجمد.
أول الناخبين
وقال فلانتين نيناشيف، وهو متقاعد يبلغ من العمر 68 عاما بعد أن أدلى بأول صوت في مركز الاقتراع رقم 130 في فلاديفوستوك بوابة روسيا الى المحيط الهادي والقاعدة البحرية «اعطيت صوتي لبوتين، اعطيته من أجل حياة أفضل، من أجل الاستقرار».
وبوتين (55 عاما) هو أكثر الساسة شعبية حتى الآن في البلاد بعد أن قاد فترة من الازدهار الاقتصادي استمرت 8 أعوام ويهدف إلى الاحتفاظ بنفوذه بعد التنحي عن الرئاسة في أوائل عام 2008 ويقول إن تفويضا قويا من الناخبين سيعطيه ذلك الحق.
وصرح مسؤولون انتخابيون بان أول مركز اقتراع من بين حوالي 96 ألف مركز في مختلف أنحاء البلاد، التي تتضمن 11 توقيتا مختلفا، فتح أبوابه بإقليم تشوكوتكا في اقصى الشمال الشرقي على حدود الاسكا في الساعة الثامنة صباح امس بالتوقيت المحلي 20 بتوقيت غرينتش امس الاول وبعد 9 ساعات من ذلك الموعد بدأت أول دفعة من الناخبين في الادلاء بالاصوات في العاصمة موسكو.
وفي مدينة كاترينبورغ في الاورال قام المنظمون باشاعة أجواء تشبه العطلات تحمل ملامح اقتراعات العهد السوفييتي السابق وسعوا لزيادة الاقبال من خلال التغاضي عن شرط وجود عنوان مسجل للناخبين.
المشردون يصوتون
وقال محصل في محطة حافلات بمركز المدينة «للمرة الأولى سيصوت المشردون هنا» اثناء انطلاق اعلانات من مكبر للصوت تحث المسافرين على الادلاء بأصواتهم. وتشكو احزاب المعارضة المهمشة على نحو متزايد من التغييرات العديدة لقواعد الانتخابات والتغطية الاعلامية المشوهة للحقائق بشكل كبير والضغط الحكومي على الناخبين، بالاضافة الى ان بوتين قام بالدعاية الانتخابية بنفسه مما جعل المنافسة غير عادلة.
ومع ان نشر استطلاعات الرأي محظور خلال الايام السابقة للانتخابات وتقول معاهد الاستطلاع ان الشيوعيين بخلاف حزب روسيا المتحدة واثقون من تجاوز حد 7% اللازمة للفوز بمقاعد في مجلس الدوما الجديد والى جانبهما توقعت الاستطلاعات فوز القوميين بقيادة فلاديمير جيرينوفسكي بحصوله على ما بين 6 و9%، ويصر بوتين على ان الانتخابات ستكون ديموقراطية تماما وهاجم الاجانب لتدخلهم في الشؤون الداخلية لروسيا واتهم الساسة المعارضين بانهم عملاء للدول الغربية.
مراقبون دوليون
واجيز لنحو 300 مراقب اجنبي فقط نصفهم تقريبا من دول الاتحاد السوفييتي سابقا بمراقبة الانتخابات ويقول الكرملين ان عمليات مراجعة المراقبين الاجانب غير ضرورية لان روسيا لديها معايير عالية من الديموقراطية.
وأدى توقع نتائج الانتخابات بالاضافة الى حملة الانتخابات التي افتقرت الى مناقشة القضايا الاساسية الى حالة من اللامبالاة بين الناخبين.
وأثار هذا حملة رسمية لجعل نسبة المشاركة الجماهيرية تصل على الاقل الى نفس نسبة انتخابات مجلس الدوما الماضية في عام 2003 التي بلغت 56%، واستمرت الجهود حتى آخر لحظة في شتى انحاء روسيا لتعزيز المشاركة الجماهيرية مع قيام شركات التلفون المحمول بإرسال رسائل نصية الى المشتركين تحثهم على التصويت واصدار بعض الشركات الحكومية اوامر لموظفيها بالادلاء بأصواتهم في العمل امس.
وشكا حزب يابلوكو الليبرالي الصغير للجنة المركزية للانتخابات من ان رسالة وجهها بوتين عبر التلفزيون يوم الخميس لحث الروس على التصويت لحزب روسيا المتحدة خرقت قواعد الانتخابات.
وقال فلاديمير شوروف رئيس اللجنة المركزية ان من حق بوتين القيام بحملة دعاية لمصلحة حزبه لانه مرشح مسجل.
الصفحة في ملف ( pdf )