وجهت المرجعية الشيعية العليا في العراق بزعامة المرجع الشيعي الاعلى اية الله علي السيستاني انتقادات للحكومة العراقية وأجهزة الأمن امس لعدم اعلانها عن نتائج التحقيقات حول عمل اللجان التي تشكل بعد كل حادثة لهروب سجناء وانفجارات واغتيالات التي اتسعت في البلاد بشكل كبير.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي، معتمد المرجعية الشيعية، في خطبة صلاة الجمعة أمام آلاف من المصلين الشيعة في صحن الامام الحسين خلال خطبة صلاة الجمعة، «كثرت في الآونة الأخيرة عمليات التفجيرات والاغتيالات في أرجاء البلاد والتي أدت إلى سقوط كثير من الضحايا والجرحى».
وأضاف «بمقتضى الامانة التي حملها ابناء الشعب العراقي للأجهزة الامنية وللمسؤولين ان تكشف الحقائق مهما كانت مرة حتى لوكانت الحقيقة تقول ان هناك بعض المسؤولين السياسيين او الامنيين متورطون في هذه العمليات».
وقال «نحن نرى أن هناك حالة من التخبط في بيان النتائج وان عدم التوصل الى النتائج الحقيقية هو اما لكثرة أعمال التفجير وحالات الهروب من السجون اما ان هذ اللجان ليست مهنية او اختصاصية».
وشدد الكربلائي «حتى لا يبقى نزيف الدم مستمرا لابد ان تشكل لجان تحقيقية تتصف بالمهنية والحيادية ولا تخاف في الله لومة لائم وتكشف الحقائق لان مصير هذا البلد وارواح الناس امانة بأعناق هؤلاء المسؤولين وان لم تكشف الحقائق فسيبقى نزيف الدم مستمرا ولا ينتهي».
الى ذلك، شيع العشرات في بغداد امس جثمان المدير التنفيذي لهيئة المساءلة والعدالة علي اللامي الذي اغتيل برصاص مسلحين، وسط مخاوف من ان يتسبب اغتياله بزيادة التوترات في بلد يشهد اعمال عنف يومية.
وكان مسلحون مجهولون اغتالوا مساء امس الاول اللامي بأسلحة مزودة بكواتم للصوت عندما كان داخل سيارته في منطقة القناة شرق بغداد.
واكد السياسي القريب من المدير التنفيذي للهيئة انتفاض قنبر لـ «فرانس برس» ان اللامي «كان متوجها من شارع فلسطين نحو منزله في شرق بغداد حين اعترض مسلحون سيارته التي كان يقودها شقيقه بعدما كانوا يتتبعونها لفترة».
واضاف لقد «اطلقوا النار على رأس اللامي، واعلنت وفاته بعد وصوله الى المستشفى بنحو عشرين دقيقة».
وحمل العشرات من اقارب اللامي ورفاقه في العمل واهالي مدينة الصدر التي تسكنها غالبية شيعية كبيرة في شرق بغداد، جثمان اللامي الذي غطي بالعلم العراقي ليحمل الى مثواه الاخير في مدينة النجف جنوب بغداد.
وقالت النائبة سميرة الموسوي عن قائمة «دولة القانون» بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي لـ «فرانس برس» ان «هذه الحادثة تمثل دليلا على استمرار سياسة البعث الدموية ورسالة بأننا موجودون ونستطيع العودة للسلطة».
وطالبت بـ «اتخاذ خطوات جدية لوضع قوانين تمنع عودة البعث باي شكل من الاشكال». واكدت رفضها «للضغوط الاميركية على السياسيين العراقيين خلال الاعوام السبعة الماضية لاستيعاب البعثيين».
واكدت الموسوي انه «لا يمكن ان نترك اجيالنا يعيشون تحت ظل الخوف والرعب ويجب ان نستمر برفض البعثيين وبشكل اكثر قوة».
وقال نائب من كتلة التحالف الكردستاني وينتمي الى حزب رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ان «اغتيال اللامي رسالة واضحة بان للإرهابيين قدرة على الوصول الى اي مسؤول (...) والدليل واضح بأن البعثيين هم من استهدف اللامي».
وحول تأثير ذلك على مسار المصالحة الوطنية، قال لفرانس برس ان «الامر يعرقل العملية السياسية عموما (...) لكننا لن نقبل بان نتصالح مع من تلطخت ايديهم بدماء العراقيين».
ورأى النائب ان «هيئة المساءلة والعدالة دستورية وستستمر في عملها والحادث سيعطي دافعا اكبر للعاملين فيها لمواصلة عملهم».