- الرئيس الفرنسي يؤكد أن حدود الـ 1967 هي حدود الدولة الفلسطينية المقبلة
دوفيل ـ وكالات: اختتمت مجموعة دول الثماني الصناعية الكبرى قمتهم في دوفيل أمس بتقديم دعم سخي لربيع الثورات العربية. وتعهدت الدول الاعضاء في المجموعة بتقديم دعم سياسي ومالي لمساعدة «ربيع العرب»، على أن تتلقى تونس ومصر -أولى الدول التي اطاحت بالنظم الديكتاتورية الحاكمة ـ مساعدات مالية بقيمة عشرين مليار دولار.
وقال رئيس الوزراء التونسي الباجي قائد السبسي الذي دعي للمشاركة في القمة المنعقدة بمنتجع دوفيل الفرنسي، إن نجاح هذه العملية الديموقراطية أمر مهم لانها «ستكون نموذجا يحتذى لدول أخرى في العالمين العربي والإسلامي»، مشيرا إلى أن بلاده تريد أن تظهر للعالم أن الإسلام والديموقراطية ليس بينهما تعارض.
وفي اعقاب مباحثات استمرت يومين، قال زعماء دول المجموعة وهي: بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وروسيا والولايات المتحدة، ان التغيرات «التاريخية» التي تشهدها منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط تشبه ما حدث في دول أوروبا الشرقية الشيوعية قبل انهيار سور برلين.
أطلقت مجموعة الثماني ما اسمته «شراكة دوفيل» بحضور رئيسي وزراء مصر وتونس المؤقتين، وقال قادة الثماني: «نحن على استعداد لمد هذه الشراكة العالمية بعيدة المدى لكل بلدان المنطقة التي تسعى للتحول إلى مجتمعات حرة، ديموقراطية، ومتسامحة».
وبالإضافة إلى التعهد بدعم دول المنطقة التي تصبو لخلق «مناخ سياسي تزدهر فيه الديموقراطية والحرية»، تعتزم الشراكة تقديم مساعدات إضافية، في شكل قروض، بقيمة 20 مليار دولار تغطي الفترة بين عامي 2011 و2013، واعتبروا أن التمويلات التي من المقرر أن تدبر أمرها مؤسسات مالية دولية مثل صندوق النقد الدولي، تتوقف على بذل «جهود الإصلاح اللازمة» من قبل القيادات الجديدة في مصر وتونس.
في الوقت نفسه، ندد قادة مجموعة الثماني بالحملات القمعية ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة في سورية واليمن.
غير أن البيان الختامي أسقط الإشارة التي ضمها مشروع البيان أمس الأول حول: «تحرك في مجلس الامن التابع للأمم المتحدة» لاصدار قرار يدين سورية واكتفى بالقول ان المجموعة «ستنظر تبني مزيد من الإجراءات».
أما فيما يتعلق بالشأن الليبي، فقد أعلنت مجموعة الثماني عزمها على أن ترى القذافي يغادر السلطة، حيث حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما، من أن الحملة التي يشنها حلف شمال الأطلسي (الناتو) لن تتوقف حتى تتم الإطاحة بالزعيم الليبي.
وقال أوباما «نتفق على أننا أحرزنا تقدما في حملتنا في ليبيا، غير أن الوفاء بتفويض الأمم المتحدة بحماية المدنيين، لن يتم والقذافي لايزال في ليبيا يوجه قواته لارتكاب اعتداءات ضد الشعب الليبي».
وأضاف عقب محادثات ثنائية مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي: «نحن نتفق وبإصرار على إنهاء المهمة».
وفي مؤتمر صحافي ختامي للقمة التي وصفت بأنها قمة الربيع العربي، اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان المجتمع الدولي يعكف على توفير مساعدات قدرها 40 مليار دولار لدول الربيع العربي.
وقال ساركوزي إن مجموعة الثماني وافقت على 20 مليار دولار من مقرضين دوليين، وأضاف أن عشرة مليارات أخرى ستأتي من دول عربية خليجية والباقي من اتفاقات ثنائية.
وأوضح «20 مليارا للبنوك العالمية ولا أدمج فيها صندوق النقد الدولي. ارتأينا أن من الأمانة ألا ندخل صندوق النقد الدولي في هذه الحسبة».
ومضى قائلا «علاوة على هذا هناك ارتباطات ثنائية بحوالي عشرة مليارات لم نذكرها في الإعلان. وأخيرا هناك عشرة مليارات دولار أخرى مساهمات من دول خليجية منها السعودية وقطر والكويت في صندوق خاص أنشىء لهذا الغرض».
وبخصوص عملية السلام اكد الرئيس الفرنسي ان حدود عام 1967 هي حدود اقامة الدولة الفلسطينية، وذكر ساركوزي أن تلك الحدود هي المعتمدة قائلا «لا يمكن الحديث عن دولة الا بالحديث عن حدودها وهو ما يبين شجاعة خطاب الرئيس الأميركي باراك اوباما حيث ذكر هذه الحدود».
واشار الى ان وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه سيقوم بزيارة الى الشرق الاوسط في الاول من الشهر المقبل لدفع استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وخصصت القمة جل وقتها للدول التي تشهد احتجاجات ومطالبات بالحرية لاسيما في تونس ومصر بعد الثورة، وكذلك بحث القادة الكبار الوضع في اليمن وسورية وليبيا، التي اعلن ساركوزي انه يعتزم التوجه الى بنغازي، معقل الثوار الليبيين، مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.
وقال ساركوزي «سنتوجه أنا والان جوبيه في الوقت المناسب الى بنغازي نامل عندما يحين الوقت المناسب، بالقيام بزيارة عمل ولقاء جميع من يريدون بناء ليبيا الغد الديموقراطية».
واضاف «تحدثنا في هذا الامر مع ديفيد كاميرون، سيكون الامر مبادرة فرنسية ـ بريطانية. نحن على صلة وثيقة ولدينا التحليل نفسه، ويبدو لي ان القيام بذلك بشكل منفصل لن يكون حكيما»، واوضح ساركوزي ان زيارة بنغازي «مطروحة اليوم» ولكن «لعدد معين من الاسباب لم نتمكن من تحديد الموعد».
واعتبر الرئيس الفرنسي انه من المستحيل الوساطة مع الزعيم الليبي معمر القذافي حتى رغم قول روسيا انها مستعدة للمساعدة على التفاوض من اجل تنحيه عن السلطة، وقال ساركوزي في قمة مجموعة الثماني في دوفيل «الوساطة مستحلية مع القذافي». وفيما يخص الموضوع السوري، طالب الرئيس الفرنسي نظيره السوري بشار الاسد بقيادة تحول ديموقراطي في بلاده يرضي طموحات الشعب السوري او «التنحي».
وقال «لقد فعلنا كل شيء لاعادة سورية الى المنظومة الدولية ولفرنسا بعض المصداقية في طرح الخيار المعروض على الرئيس السوري الان»، واضاف الرئيس الفرنسي ان «الرئيس بشار الاسد يعلم تماما ان فرنسا لم تفعل ذلك الا بعد هذا التراجع الديموقراطي الذي لا يمكن قبوله».
واعرب عن اسفه لقيام القادة السوريين بما اعتبره «خطوة للوراء» لا ترضي المجتمع الدولي قائلا ان «فرنسا في هذه الظروف تسحب ثقتها وتندد بما ينبغي التنديد به»، من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني إن الحملة التي يشنها حلف شمال الأطلسي لإسقاط الزعيم الليبي معمر القذافي تدخل مرحلة جديدة وإن نشر طائرات هيليكوبتر بريطانية سيزيد الضغط على القذافي.
وقال كاميرون امام مؤتمر صحافي «توجد الآن علامات على ان قوة الدفع ضد القذافي تتصاعد فعليا. لذا فصحيح اننا نزيد الضغط العسكري والاقتصادي والسياسي».
من جانبه، اعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف انه سيرسل موفدا الى بنغازي بعدما عرض على شركائه القيام بوساطة في النزاع الليبي، وقال مدفيديف للصحافيين ان الممثل الروسي الاعلى لشؤون افريقيا ميخائيل مارغيلوف سيتوجه الى معقل الثوار الليبيين، مضيفا «سيغادر الى بنغازي في وقت وشيك»، وتابع «عرضت وساطتنا على شركائنا، الجميع يرون ان الامر سيكون مفيدا».
وخلال قمة مجموعة الثماني، وافقت موسكو على توقيع بيان يدعو الى تنحي معمر القذافي. وقال مدفيديف ايضا خلال مؤتمره الصحافي ان «المجتمع الدولي لم يعد يعتبره زعيما لليبيا».