إسلام آباد ـ وكالات: أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن السلطات في باكستان لم تكن تعلم بوجود أسامة بن لادن على أرضها، وقالت كلينتون أمس في حديثها إلى ممثلي وسائل الإعلام في لقاء عقد بمقر السفارة الأميركية في إسلام آباد، ان العلاقات الباكستانية ـ الأميركية وصلت إلى مفترق طرق، وان الولايات المتحدة تريد من باكستان أن تشارك في جهود المصالحة في أفغانستان وأن تتخذ موقفا حاسما ضد الإرهابيين.
ودعت كلينتون الى ضرورة أن يتكاتف البلدان لمحاربة الارهابيين، وقالت ان نظريات المؤامرة المعادية للولايات المتحدة لن تحل مشاكل باكستان، وأوضحت كلينتون أن القيادة الباكستانية تعتقد أن شخصا ما في باكستان كان يساعد أسامة بن لادن، مؤكدة أهمية مشاركة باكستان لإنجاح الحوار مع طالبان.
وقالت ان هناك ملاذات آمنة في باكستان وقد وعدت السلطات بالتحرك ضد الارهابيين وأكدت وزيرة الخارجية أن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم باكستان فيما حث الرئيس آصف علي زرداري المجتمع الدولي على رفع مستوى التعاون مع بلاده.
وذكرت وسائل إعلام باكستانية ان كلينتون التي وصلت أمس إلى باكستان في زيارة لم يعلن عن موعدها سابقا اجتمعت بالرئيس آصف علي زرداري في قصر الرئاسة بحضور رئيس الحكومة يوسف رضا جيلاني وقائد الجيش أشفق كياني وقائد هيئة الأركان المشتركة الأميركية الأميرال مايكل مولن.
وبحث المجتمعون العلاقات الثنائية بعد عملية أبوت آباد التي قتلت فيها قوة كوماندوس أميركية زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن إضافة إلى مسائل أمنية ذات صلة، وطمأنت كلينتون المسؤولين الباكستانيين إلى استمرار الدعم الأميركي وقالت ان الولايات المتحدة تحافظ على «دعم قوي جدا لعلاقتها مع باكستان والتزامها بالعمل معها ودعمها»، واشارت الوزيرة الأميركية إلى مساهمات باكستان في الحرب على الإرهاب.
وقالت مصادر باكستانية ان كلينتون سلمت المسؤولين الباكستانيين لائحة بالمطالب الأميركية حول عمليات في عدد من المناطق الباكستانية وسلطت الضوء على نجاح غارات طائرات الاستطلاع الأميركية في المناطق القبلية.
وأبلغ المسؤولون الباكستانيون كلينتون بأن القرار بشأن عمليات عسكرية في البلاد سيتخذ بناء على الوضع الداخلي، وأشار زرداري في الاجتماع إلى التضحيات الباكستانية في الحرب على الإرهاب وقال ان بلاده لعبت دورا رياديا في مواجهة هذا التهديد لافتا إلى أنها دفعت ثمنا باهظا من ناحية الضحايا ومن ناحية الأضرار الاقتصادية.
وحث المجتمع الدولي على رفع مستوى التعاون مع باكستان ومساعدتها لتجاوز هذه المشكلة التي تحظى باهتمام عالمي.
وقالت مصادر باكستانية ان زيارة كلينتون تهدف إلى إعادة الثقة بين الدولتين بعد الانتقادات التي وجهتها الحكومة الباكستانية لواشنطن على خلفية قتل بن لادن في عملية استهدفت مجمعا كان يسكن فيه بمنطقة أبوت آباد قرب إسلام آباد دون إبلاغ الجانب الباكستاني.
في غضون ذلك قال مسؤولون أميركيون إن باكستان أغلقت 3 مراكز ارتباط استخبارية عسكرية أميركية في كويتا وبيشاور بعد أن طلبت من إدارة الرئيس باراك اوباما تخفيض عديد القوات الأميركية في باكستان على خلفية التوتر بين البلدين بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
وذكرت صحيفة «لوس انجيليس تايمز» امس أن مراكز الارتباط في كويتا وبيشاور والتي تعرف بـ «خلايا الانصهار» تشكل القناة الأساسية التي تتشارك من خلالها الولايات المتحدة صور الاقمار الصناعية وبيانات الأهداف وغيرها من المعلومات الاستخبارية من القوات البرية الباكستانية التي تشن عمليات ضد متشددين بينهم عناصر من حركة طالبان يتسللون على أفغانستان لمهاجمة القوات الأميركية وقوات التحالف.
وقال المسؤولون الأميركيون إن الولايات المتحدة اعتمدت على المراكز الثلاثة للتنسيق لعمليات على جانبي الحدود وقد بدأ حاليا انسحاب الوحدات الأميركية من المواقع الثلاثة وبدأ العمل على إغلاقها.
ويؤدي الإقفال إلى إبعاد المستشارين الأميركيين عن الجبهة الأمامية للحرب ضد الجماعات المسلحة في باكستان وتخوف المسؤولون الأميركيون من أن يعوق الجهود التي تبذلها إدارة أوباما لحث باكستان على شنع عمليات برية في منطقة شمال وزيرستان التي تشهد نشاطا للمتمردين.
غير أن المسؤولين قالوا إن قرار باكستان لم يؤثر على قدرة وكالة الاستخبارات الأميركية »سي آي آيه» عن إطلاق صواريخ من طائرات من دون طيار.