أعلن رئيس الحكومة الانتقالية التونسية الباجي قائد السبسي امس إن أزمة البطالة في البلاد كبيرة مع وجود أكثر من 700 ألف عاطل عن العمل ولكنه أكد وجود خطط لمعالجة الوضع من ضمنها توفير 60 ألف وظيفة.
وقال السبسي في مقابلة مع برامج «أسواق الشرق الأوسط» على شبكة «سي ان ان» إن «التحديات كبيرة ونحن بصدد السيطرة عليها تدريجيا وما من شك أن هناك أزمة بطالة فتونس دولة صغيرة ولكن نسبة البطالة فيها مرتفعة للغاية».
وأضاف «لدينا أكثر من 700 ألف عاطل عن العمل ولكن هذه الشريحة تمتاز عن سواها من الشرائح المماثلة في العالم بأنها مكونة في معظمها من حملة الشهادات العليا وهذا ما يتطلب معالجة حقيقية وسريعة». وحول تأثير التظاهرات المستمرة والاعتصامات في البلاد على سير الأعمال أعرب السبسي عن تفهمه للوضع قائلا: «لا يمكن أن تكون هناك ثورة هادئة بالكامل وقد تقبلنا الوضع على أنه طبيعي وبدأنا نعالجه».
وبالنسبة للمصاعب الاقتصادية في البلاد والعجز المتوقع في الموازنة قال «بالتأكيد هناك صعوبات ولكن الحكومة التونسية المؤقتة أعدت خططا قصيرة وطويلة الأجل لمعالجة الوضع».
وأضاف «على المدى القصير سنوفر أكثر من 60 ألف فرصة عمل وسنعطي الألوية في برامجنا لمساعدة المناطق الداخلية التي كانت تعاني من إهمال اقتصادي على يد النظام السابق الذي ركز التنمية في مناطق الساحل».
ولدى سؤاله عن كيفية سير حكومته قدما لتجاوز «إرث» الرئيس السابق زين العابدين بن علي الذي أطاحت به انتفاضة شعبية عارمة أكد السبسي أن الأمور بحاجة لوقت وأنه «من الصعب أن ينتقل المرء من الأسود إلى الأبيض بحركة واحدة بل لابد أن يمر الأمر بمراحل متعددة».
من جهة أخرى دعا رئيس الوزراء التونسي الى «مزيد من التضامن الدولي» في مواجهة تدفق اللاجئين من ليبيا على حدودها.
وقال رئيس الوزراء الانتقالي في مقابلة مكتوبة مع وكالة «فرانس برس» ان «تونس استقبلت منذ بداية الأحداث في ليبيا في 23 فبراير حوالي 415 ألف لاجئ من أكثر من أربعين جنسية وأمنت لهم احتياجاتهم بانتظار إعادتهم الى بلدانهم».
وأوضح قائد السبسي الذي شارك في قمة مجموعة الثماني في دوفيل ان «الحكومة والمواطنين التونسيين وخصوصا في الجنوب بذلوا جهودا هائلة (...) والحكومة امنت مدارس للتلاميذ الليبيين الصغار»، وأضاف ان حوالي خمسين ألف ليبي لجأوا إلى الجنوب التونسي.
في سياق آخر أعلنت وزارة الداخلية التونسية ان عدد الأحزاب المعترف بها في تونس حتى أمل الأول بلغ 81 حزبا وذلك بعدما تم الاعتراف بعشرات الأحزاب الجديدة، وكانت مصادر متطابقة في تونس أشارت الى ان عدد طلبات الأحزاب التي تم تقديمها بعد الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي في 14 يناير الماضي، فاق مائة طلب، وكان عدد الأحزاب المعترف بها في تونس قبل الإطاحة ببن علي ثمانية أحزاب بما فيها حزبه
من جهة اخرى كشفت إحصائيات رسمية جديدة أن ربع سكان تونس التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 10 ملايين نسمة، حسب آخر تعداد للسكان، يعيشون تحت خط الفقر، أي يقل دخلهم عن دولارين اثنين في اليوم. ونقلت وكالة الأنباء التونسية امس عن وزير الشؤون الاجتماعية محمد الناصر عمار قوله إن الفقراء يمثلون 24.7% من سكان تونس.
وتعرف منظمة الأمم المتحدة «الفقير» بأنه كل شخص يقل دخله اليومي عن دولارين اثنين.وتفيد أخر إحصائيات صدرت في عهد الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن على بأن عدد الفقراء في تونس لا يتعدى 4% من مجموع السكان، وأن 80% من التونسيين ينتمون إلى «الطبقة المتوسطة».
ويقول معارضون إن أغلب الإحصائيات «الإيجابية» الصادرة في عهد بن علي «مزورة» وأن الغاية من تزويرها «تبييض وجه النظام» و«التغطية» على تورطه في الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان طيلة 23 عاما من الحكم «الديكتاتوري».