اشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس بـ«الفوز» الذي حققه حزبه في الانتخابات التشريعية، وقال ان هذه الاخيرة عززت «شرعية» البرلمان الروسي.
وقال بوتين امام الصحافيين اثناء زيارة مركز البناء الفضائي «ان بي او لافوتشكين» في خيمكي في ضاحية موسكو «فيما يتعلق بروسيا الموحدة، انه ولاشك نجاح، انه نصر».
واضاف «ان شرعية البرلمان الروسي زادت من دون ادنى شك». وتابع بوتين «من الواضح ان الروس لن يتركوا بلدهم ابدا يسلك طريقا تدميرية مثلما حصل في بعض دول الاتحاد السوفييتي السابق».
في المقابل ندد زعيم المعارضة وبطل الشطرنج السابق غاري كاسباروف بنتائج الانتخابات وقال «لاشك ان ما حصل واطلق عليه انتخابات ما هو الا اسوأ وأقذر حدث في التاريخ الروسي الحديث».
وكان عضو في اللجنة الانتخابية قد اعلن لوكالة الانباء الروسية «ايتار تاس» امس أن حزب الرئيس فلاديمير بوتين فاز بـ315 من المقاعد الـ450 في مجلس النواب الروسي (الدوما) بغالبية تسمح له بتعديل الدستور حيث تتطلب مراجعته او البدء بإجراءات لاقالة الرئيس اغلبية دستورية محددة بثلثي مقاعد المجلس.
وقالت عضو اللجنة الانتخابية المركزية لودميلا ديمياتشينكو ان الشيوعيين سيشغلون 57 مقعدا والقوميون المتشددون بزعامة فلاديمير جيرينوفسكي 40 مقعدا وروسيا الصحيحة 38 مقعدا.
بدوره أعلن رئيس لجنة الانتخابات المركزية لروسيا الاتحادية فلاديمير تشوروف انه بعد فرز نحو 98% من أوراق الاقتراع في الانتخابات البرلمانية التي أجريت أمس الاول ان حزب «روسيا الموحدة» حصل على 64.1%، يليه الحزب الشيوعي الروسي بنسبة 11.6%، ثم الحزب الليبرالي الديموقراطي القومي الروسي المتشدد بـ8.2%، وحزب «روسيا العادلة» القريب من الكرملين بـ7.8%.
ونقلت وكالة الانباء الروسية «نوفوستي» عن تشوروف قوله إن نسبة المشاركة في الاقتراع تجاوزت 63%، مشيرا الى ان الوضع لم يتغير بالنسبة للأحزاب التي لم تتجاوز حاجز الـ7%، لأنه لم يحصل أي حزب منها حتى على 3% من أصوات الناخبين.
وأضاف أن حزب «روسيا الموحدة» والحزب الشيوعي الروسي والحزب الليبرالي الديموقراطي وحزب «روسيا العادلة» حصلت مجتمعة على نحو 7.91%.
وسيتم إعلان النتائج الرسمية لانتخابات مجلس الدوما في 7 أو 8 ديسمبر الجاري.
وأكد مراقبون دوليون من دول أجنبية قدموا إلى روسيا لمراقبة سير انتخابات مجلس الدوما الروسي الجديد غياب مخالفات تذكر في أثنائها.
وانسجمت نتائج الانتخابات التشريعية مع توقعات المراقبين السياسيين الذين تنبأوا بفوز ساحق لحزب روسيا الموحدة.
واتسمت هذه النتيجة بأهمية كبيرة نظرا لانها شكلت تجربة ميدانية للانتخابات الرئاسية التي من المقرر ان تجرى في مارس المقبل وتأتي برئيس جديد الى الكرملين.
وضمنت نتيجة الانتخابات للحزب الحاكم السيطرة على الاغلبية الدستورية في مجلس الدوما المقبل والتي تعادل ثلثي المقاعد النيابية ما سيجعله قادرا ليس فقط على ضمان استمرارية نهج التأييد الكامل للكرملين في سياسته الداخلية والخارجية بل والحيلولة دون حدوث تراجع عن الانجازات التي تحققت اثناء ولاية الرئيس بوتين.
ويلاحظ المراقبون السياسيون انسجاما في الرؤية الاستراتيجية لمصالح البلاد العليا لدى جميع الاحزاب السياسية الاربعة التي حالفها الحظ في دخول البرلمان، وبالتالي فإن اي تغاير في وجهات النظر سيتعلق اساسا بالمسائل التكتيكية ولن يطول القضايا الاستراتيجية القومية خاصة فيما يتعلق بنهج السياسة الخارجية الذي رسمه الرئيس بوتين.
الصفحة في ملف ( pdf )