الخرطوم ـ وكالات: بعد أيام من سيطرة شمال السودان على منطقة ابيي المتنازع عليها مع الجنوب، كلف الجيش السوداني العميد عز الدين عثمان لإدارة منطقة «أبيي»، داعيا المنظمات وموظفي الخدمة المدنية والمواطنين الذين خرجوا من المنطقة بسبب الأحداث الأخيرة، للعودة وممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
وقال الحاكم العسكري بعد أن التقى ممثلين للمنطقة متفقدا أحوالهم، إن المنطقة الآن آمنة تماما، ودعا الجهاز التنفيذي للعودة مجددا للمساهمة في استقرار المنطقة. واجتمع الحاكم العسكري مع الإدارة الأهلية لمناقشة دور المنظمات في المجتمع وتوفير الخدمات للمواطنين وتيسير عملية الزراعة.
وقال الملازم أول بالجيش السوداني رامي صديق، إن مستشفي أبيي بدا خاليا واستطاعت القوات المسلحة إعادة تشغيله بغرفة عمليات صغيرة وتقديم الخدمات الطبية الأولية.
وذكرت شبكة «الشروق» الفضائية السودانية في تقرير لها من منطقة أبيي أن القوات المسلحة السودانية تسيطر تماما على الوضع الذي يشهد هدوءا كاملا.
في هــــذا الوقت ذكرت صحيفة «آخر لحظة» الســــودانية أن المبعوث الأميركي الخاص للسودان السفيــــر برنستون ليمــــان يقود مبــــادرة لتحقيق تسوية سياسية بين شريـــكي نيفاشا «المؤتمر الوطني والحركة الشعبية» بشأن الأزمة في منطــــقة «أبيي» لكن الصحيفة لم تتحدث عن تفاصيــــل هذه المبادرة وقالت الصحيـــفة إن دولا غربية تمارس ضغوطا على قيـــــادة الحركة الشعبية للقبول بالتسوية السياسية، لافتة النظر إلى وجود خلافات بشأنها بين قيادات الحركة.
وأكد د.نزار محجوب المسؤول السياسي للمؤتمر الوطني بولاية الخرطوم في تصريح للصحيفة بعددها الصادر امس التزام حزبه التام بالسعي لتجاوز نقاط الخلاف حول المنطقة سلميا لكنه تمسك في الوقت ذاته بضرورة الاتفاق على ترتيبات أمنية وسياسية تحفظ أمن واستقرار المواطنين، وأكد استعداد حزبه التام للجلوس مع الحركة لبحث كيفية إدارة المنطقة.
وطالب نزار قيادة الحركة بضرورة التوافق على أسس للحوار بدلا عن التمادي في خرق اتفاقية السلام الشامل، من أجل مصلحة الشعبين في الشمال والجنوب، قائلا إن حزبه «قد صبر على سلوكيات الحركة وتفلتاتها منذ بدء اتفاقية نيفاشا لمعالجة وتضميد تشوهات الحرب للحفاظ على السلام وإنهاء القتال».
وشبه القيادي بحزب المؤتمر الوطني العلاقة بين الشريكين بعلاقة الأب الواعي بالابن العاق حسب قوله، لكنه أكد أن صبر الأول قد نفد وأنه رأى أن الوقت قد حان لوضع النقاط على الحروف وتحديد لغة التعامل مع الابن «في إشارة للحركة الشعبية».