صنعاء ـ وكالات: يندفع اليمن بصورة متسارعة الى شفا حرب أهلية مع انهيار الهدنة الهشة بين القوات الحكومية وأنصار زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر باشتباكات استمرت ليلة أمس الأول بين الطرفين وأسفرت حتى أمس عن سقوط أكثر من سبعة قتلى، واستعاد مقاتلون موالون للأحمر السيطرة على مبنى الحزب الحاكم في اليمن في حي الحصبة بالعاصمة صنعاء الذي وقع فيه معظم القتال.
واتهمت السلطات الأحمر بإنهاء الهدنة، وفي المقابل، اتهمت مصادر قريبة من الأحمر السلطات بإطلاق النار مجددا على منزل الزعيم القبلي، وأوضحت المصادر ان مقاتلي الأحمر استعادوا السيطرة على مبنى وزارة الإدارة المحلية بعدما كانوا قد سلموه الى الوسطاء القبليين الذين تفاوضوا في شأن الهدنة مع السلطات اليمنية.
وقال شهود ان سحابة من الدخان الأسود تصاعدت من منزل الأحمر الذي كان قد أعلن هدنة الجمعة الماضي بعد ثلاثة ايام من المواجهات، وخرقت الاشتباكات التي وقعت لليلة الثانية على التوالي هدنة بين قوات صالح وقبيلة حاشد ذات النفوذ والتي يتزعمها الأحمر في أعقاب القتال الذي سقط فيه 115 قتيلا وهو أكبر عدد من القتلى منذ بدأت التظاهرات المناهضة لصالــح في ينايــر.
ودعت قوى المعارضة الى تنظيم احتجاجات تشمل البلاد كلها في وقت لاحق وفرقت قوات صالح هذا الاسبوع احتجاجات مماثلة في تعز التي تبعد نحو 200 كيلومتر الى الجنوب من العاصمة وفتحت الذخيرة الحية على الحشود ودهست البعض بالجرافات وقتلت 15 على الاقل وجرحت مئات.
وقتل سبعة اشخاص بالرصاص الحي امس عندما اطلقت القوات الامنية النار على المتظاهرين في تعز حسبما افاد ناشطون وشهود عيان لوكالة فرانس برس.
وذكر الشهود ان خمسة متظاهرين فارقوا الحياة بين ايدي رفاقهم وسط تعز، فيما اكد مصدر طبي مقتل اثنين فقط.
وفي وقت لاحق، افاد شهود بأن حشودا من ابناء الارياف المجاورة لتعز كانوا يحاولون الدخول الى المدينة للتظاهر واشتبكوا مع الشرطة فسقط قتيلان.
وذكر الشهود ان حالة فوضى تعم تعز احدى اكبر مدن اليمن وبدأت الاعتصامات المطالبة باسقاط النظام فيها قبل ان تنتقل الى صنعاء. واضاف الشهود ان الشوارع مقطوعة بالحجارة من قبل المحتجين.
واكدت مصادر من المدينة تسجيل انتشار امني كثيف لمنع تشكل تظاهرات ضخمة يسعى المحتجون المطالبون باسقاط النظام الى تنظيمها غداة اقتحام واخلاء ساحة الاعتصام في تعز بالقوة ما اسفر عن عشرات الضحايا.
وقالت نافي بيلاي مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان إن تقارير تفيد بسقوط أكثر من 50 قتيلا في مدينة تعز اليمنية منذ الأحد الماضي على أيدي القوات اليمنية التي تحاول كبح التجمعات الحاشدة المناهضة للحكومة.
وتابعت في كلمة على الانترنت التقطت في دبي «تلقى مكتب حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة تقارير لم يتسن التأكد بعد من صحتها بشكل كامل تفيد بمقتل أكثر من 50 محتجا منذ الأحد الماضي في تعز بأيدي الجيش اليمني والحرس الجمهوري وعناصر أخــرى مرتبطــة بالحكومـة».
من جهة اخرى، قتل 13 جنديا وأصيب عشرات آخرون بجروح في هجومين احدهما انتحاري ومواجهات مع مسلحين من القاعدة في مدينة زنجبار الجنوبية التي يسيطر عليها التنظيم ومحيطها، بحسب ما افادت مصادر امنية وطبية.
الى ذلك، قتل خمسة جنود يمنيين واصيب 23 اخرون بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف موكبا عسكريا عند النقطة العسكرية نفسها.
وذكرت المصادر ان جثث خمسة عسكريين نقلت الى مستشفيين في المنطقة اضافة الى 23 عسكريا جريحا.
وقال مصدر طبي لوكالة فرانس برس «انها حصيلة اولية» ملمحا الى امكانية ارتفاع حصيلة الضحايا. الى ذلك، افاد مصدر طبي لوكالة فرانس برس بأن جنديين اصيبا امس الاول توفيا امس متأثرين بجروحهما في المستشفى العسكري في عدن، كبرى مدن الجنوب.
وقد اسفرت المواجهات في المدينة وجوارها منذ يوم الجمعة عن 43 قتيلا عسكريا ومدنيا حتى الآن بحسب مصادر امنية وشهود. الى ذلك، شن سلاح الجو اليمني لليوم الثاني قصفا صاروخيا استهدف مواقع يعتقد أن مقاتلي القاعدة يتحصنون فيها، وفق شهود عيان.
وذكر شهود ان القصف طال مصنعا للذخائر كانت القاعدة سيطرت عليه. دوليا أدانت بريطانيا أعمال العنف الأخيرة في اليمن ودعت رعاياها الموجودين هناك إلى المغادرة فورا.
من جانبها اعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان استخدام القوة في تعز باليمن قد «صدمها»، وكررت مطالبة الرئيس علي عبدالله صالح بالتوقيع «فورا» على اتفاق انتقال السلطة بمبادرة من مجلـــس التعــاون الخليجــي.
وقالت اشتون في بيان «آن الاوان الآن لتوقيع عرض وساطة مجلس التعاون الخليجي وتطبيقه، من دون ذرائع جديدة».