Note: English translation is not 100% accurate
نجوى بسيوني: عشت أياماً من القلق داخل إسرائيل ولم أكن أعلم أن حياتي ستمتد في تل أبيب 21 عاماً
الثلاثاء
2006/9/26
المصدر : الانباء
اسامة ابو السعود
امرأة حديدية وان شئت فقل فولاذية، هي المرأة التي عايشت وتعايشت داخل المجتمع الصهيوني قرابة نصف عمرها، عرفت رموز السياسة والفاعلين في القرار الاسرائيلي وتعرفت الى نسائهم واقتربوا منها وتقربت هي اليهم.
21 عاماً قضتها داخل اسرائيل متنقلة بين تل ابيب والقدس وحيفا تاركة ابناءها في القاهرة التي عشقتها يدرسون منذ الصغر الى ان تخرجوا اطباء في جامعة القاهرة.
انها المرأة التي عاشت اياماً من الرعب لكن ذلك لم يفتر عزيمتها وثقتها وشعورها بالاعتزاز والكرامة ولم يوهن قدرتها على الوقوف الى جوار زوجها في اخطر بقعة من العالم من وجهة نظر العرب والمسلمين.
حوارنا اليوم مع امرأة ولدت في حلب وعاشت فيها وتزوجت في مصر، انها نجوى بسيوني حرم السفير المصري السابق لدى اسرائيل محمد بسيوني التي اختصت «الأنباء» بحديث مطول عن «الحياة في اسرائيل كما عايشتها هي» وكشفت الكثير والكثير عن تفاصيل الحياة داخل المجتمع الاسرائيلي الغامض للعرب واسرارا لم تكشف من قبل.
واوضحت بسيوني ان السياسة مخترقة داخل كل بيت في اسرائيل فرئيس الوزراء الاسرائيلي شارون يهودي متعصب بينما كانت زوجته تميل الى السلام، وكذلك حال وايزمان الذي اصيب ابنه في حرب 1973 فتحول من تعصبه ضد السلام الى المطالبة بالسلام.
وحكت زوجة السفير المصري عن حياة اليهود العرب في اسرائيل وخاصة المصريين والسوريين والعراقيين والمغاربة مؤكدة ان كلاً منهم جاء بطبائعه وعاداته وتقاليده ووصفت معيشتهم في الاكل والملبس وحتى سماع الاغاني وبخاصة فيروز وعبدالوهاب وفريد الاطرش وام كلثوم وعبدالحليم، الى الملابس والصلوات.
كما تحدثت عن يهود الغرب الذين اتو الى اسرائيل من روسيا واوروبا واميركا وغيرها مشيرة الى ان المجتمع الاسرائيلي لم ينصهر في بوتقة واحدة لانه يجمع شعوباً شتى ولكل منهم عاداته وتقاليده وحتى حياته واسلوب معيشته وغناه وفقره.
واشارت الى ان اليهود من اصول عربية ويطلق عليهم «سفرديم» يعيشون حياة الفقر والبطالة بينما يعيش يهود الغرب «الأشكناز» حياة الترف والمال.
مؤكدة ان اليهود العرب لا يزالون يأكلون الكبيس والكبة البرغل «بالنسبة للعراقيين»، اما المغاربة فالكسكسي وغيره والمصريون «الفتة» والسوريون الحمص والمتبل والفتوش والزعتر وغيرها.
والى داخل المجتمع الاسرائيلي تنقلنا حرم السفير المصري..
بداية ما شعورك عندما أبلغ زوجك بأن عليه حزم حقائبكم للتوجه الى اسرائيل للعمل ضمن البعثة الديبلوماسية المصرية في تل ابيب؟
اتذكر أن خبر تكليف زوجي محمد بسيوني كان في عام 1979 وكان مفاجأة كبيرة لي ورفضت في بداية الامر الذهاب لاسرائيل لدرجة انني ظللت عاماً بأكمله ارفض التوجه الى هناك وتركت زوجي يذهب الى اسرائيل بمفرده.
ولكن بعد عام، وتقريبا في عام 1980 وجدت انني يجب ان اظل بجوار زوجي اينما ذهب فالعمر واحد والرب واحد، كما نقول في مصر، وكانت المشكلة في عدم ثقتي في البداية في عملية السلام فكنت اقول انها لن تستمر لشهور وستعود الحرب ثانية خاصة ان الجماعات الاسلامية في مصر اغتالت الرئيس السادات وقاطعت مصر عدداً من الدول العربية بسبب السلام مع اسرائيل.
المهم في نهاية الامر كان علي الذهاب الى اسرائيل لاكون بجوار زوجي وبالفعل توجهت الى تل ابيب وكنت متحفظة جداً في بداية الامر وشعرت بالقلق وربما الخوف او التخوف من التعامل مع اليهود او الاسرائيليين.
ولكن هذا التخوف بدأ يتبدد شيئا فشيئا خاصة عندما تعرفت على بعض الاسر من العرب واليهود العرب في تل ابيب من المصريين والمغاربة والسوريين وبدأت اطمئن لانهم يتحدثون نفس اللغة وهي العربية ـ حيث انني لم اكن اعلم شيئا من العبرية ـ ولهم نفس العادات ولم يكونوا قد انصهروا بعد ـ وحتى الآن ـ داخل بوتقة واحدة نظرا لان منهم الروسي والهولندي والمصري والسوري وغيرهم وجاءوا من الشتات ـ كما يقال.
كيف رأيت الشارع الاسرائيلي وهل كنت تتخوفين من التجول بمفردك والتسوق من المحلات الاسرائيلية؟
في بداية اقامتي في اسرائيل كنت متخوفة جداً من الشارع الاسرائيلي وكنت اعتقد انه شارع غير آمن وخاصة بالنسبة لي كزوجة ديبلوماسي مصري هناك.
ولكن بعد ذلك بدأت انزل الى الشارع بمفردي وبدون حراسة وبدأت ادير الامور دون خوف واشتري مستلزمات معيشتنا.
يتبع...
اقرأ أيضاً