بيروت - عمر حبنجر
لأن الاكثار من الكلام يرفع منسوب الخيبة احيانا، استمر وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير عاقدا لسانه في بيروت على غير عادته وقتا طويلا، وهذا ما ولد الارباك الحاصل على مستوى التقويم والتحليل لجولاته المكوكية التي استأنفها صباح امس بلقاء رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، ومن السراي الكبير انتقل الى بكركي حيث التقى البطريرك نصرالله صفير، ومن هناك الى اليرزة، وبعد لقائه العماد ميشال سليمان قائد الجيش ومرشح التزكية التوافقي لرئاسة الجمهورية توجه الى قريطم، ومنها مع زعيم الاكثرية سعد الحريري الى مقر رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة حيث كان اللقاء على مائدة غداء. بيد ان المصادر القريبة من كوشنير تلاحظ انه في زيارته الماضية لبيروت انشغل بالبحث في اسماء المرشحين للرئاسة، اما هذه الزيارة فلم تكن للوساطة بين صديقيه نبيه بري وسعد الحريري بقدر ما هي لتذليل العقبات التي طفت على سطح الاستحقاق الرئاسي منذ توجه البوصلة ناحية العماد ميشال سليمان من شروط للمعارضة ترفضها الموالاة، ومبادرات للموالاة تعتبرها المعارضة متأخرة التوقيت.
بري يرفع «الدوز»
قبل اللقاء على الغداء في عين التينة، رفع الرئيس بري «دوز» تصريحاته، معتبرا ان العماد عون محق في شروطه، ومؤكدا للوزير كوشنير ان الاجماع على قائد الجيش العماد ميشال سليمان مرشحا توافقيا لرئاسة الجمهورية بات مكتملا في الداخل والخارج، قائلا: لقد بات رئيسا بالقوة، لكنه لم يصبح رئيسا بالفعل بعد.
واشار الى ان ما يؤخر انتخابه هو جملة امور، وقال ان ما يطرحه العماد ميشال عون محق فيه، ومن حقه ان يحصل والمعارضة من الموالاة على اجوبة عن اسئلة استيضاحية حول الحكومة الجديدة.
وقال بري لكوشنير، بحسب «الأخبار»، ان على الحريري والاكثرية الاجابة عن اسئلة المعارضة الآن اذا كانوا حريصين على الشراكة الوطنية في القرار، واضاف: الاكثرية تصر على اجراء الانتخابات الرئاسية كأولوية وقبل اي شيء آخر، لكن المعارضة تتخوف من عودة هذه الاكثرية الى عقلية الاستئثار بالسلطة، وان هذه الامور يجب ان تكون واضحة حتى ننظف الطريق من الالغام السياسية المزروعة امام العهد الجديد في بداية انطلاقته، والعماد سليمان يمثل الرجاء للبنانيين، فكم ستكون الصدمة كبيرة اذا ما بدأ عهده بخلافات كتلك التي عرفناها حول تأليف الحكومة وغيرها من القضايا، ونكون في هذه الحال قضينا على هذا الرجاء واغلقنا الطريق امام طموحات الرجل لوطن آمن مستقر. وقال بري: اذا لم نعالج هذه القضايا فسيتحول العماد سليمان الى رئيس لادارة الازمة لا الى رئيس للانقاذ، وهذا امر يجعل من ترشحه فخا سياسيا يبقي البلاد عرضة للاهتزازات.
ورأى ان لا مشكلة في ترشيح سليمان وان مشروع تعديل الدستور جاهز بصيغ عدة، وكل المخارج قانونية ودستورية ولا يمكن الطعن بها فيما بعد.
السنيورة: الوقت لا يوضع بالثلاجة
غير ان السنيورة سارع الى الرد بالدعوة الى انتخاب رئيس الجمهورية دون ان نكبله بالالتزامات ليستطيع لعب دوره، وقال خلال التوقيع على مذكرة بين وزارة الاتصالات وشركات هاتف: علينا الا نضع العراقيل والشروط لأن من يقوم بذلك كأنه يريد ان تبقى حال الفراغ، وقال: هناك امر لا نستطيع ان نضعه في الثلاجة وهو الوقت، متهما من يطالب بصلاحيات رئيس الجمهورية بانه هو من يسحب منه هذه الصلاحيات، وقال: نحن على مشارف الحل، وعن كلام الرئيس بري ان الحكومة تصرف الاعمال قال: ان دستورنا شديد الوضوح وليس علينا ان نفتش عن اقتراحات مخالفة للدستور.
في غضون ذلك، توقع نائب بيروت «الاكثري» عمار حوري تأجيل جلسة الجمعة (غدا)
لـ «اسباب تقنية»، ملاحظا ان لا نية صادقة بالذهاب الى الحل من خلال اختراع العقبات. وقال حوري، وهو عضو في تيار المستقبل ان السلة المتكاملة التي تطالب بها المعارضة مجرد حجة وذريعة.
درع واقية
بدوره، تحدث النائب المستقبلي مصطفى علوش عن «مظلة متبادلة» بين العماد عون وحزب الله والاسباب التي يستخدمانها اصبحت الدرع الواقية لكل منهما، لافتا الى انهما يحاولان الاختباء خلف بعضهما البعض، فحزب الله يريد دولة ولاية الفقيه وعون يريد ان يكون نابليون جديدا.
عون لا ينسج الفراغ
لكن اللواء عصام ابوجمرة عضو كتلة العماد عون رد عبر اذاعة «لبنان الحر» نافيا ان يكون الفراغ السياسي من نسج العماد ميشال عون الذي يضع الشروط ولا يختلف على الحصص، نافيا ان يكون عون طلب من كوشنير وزراء وحقائب، انما عرض معه مبادرته ووثيقة طروحاته، وشدد ابوجمرة على ان حزب الله لا يستتر وراء عون.
الصفحة في ملف ( pdf )