اعلن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية ان الوزارة قررت سحب بعثتها الديبلوماسية في صنعاء نظرا للتوتر الحاصل في الاوضاع الامنية في الجمهورية اليمنية.
وقال المصدر لـ «كونا» ان البعثة الديبلوماسية في صنعاء غادرت الاراضي اليمنية صباح امس وان السفارة الكويتية اكتفت بالابقاء على ادارييها من العاملين المحليين هناك فقط لتصريف اعمال السفارة.
بدوره قال وكيل وزارة الخارجية خالد الجار الله لرويترز ان سحب البعثة الديبلوماسية جاء نظرا للظروف الراهنة.واضاف الجار الله ان البعثة الديبلوماسية وعلى رأسها السفير غادرت اليمن صباح امس.
الى ذلك وفيما أعلنت السلطات اليمنية امس استعادتها لمبنى وزارة الإدارة المحلية ومقر اللجنة الدائمة لحزب المؤتمر العام الحاكم في منطقة الحصبة في العاصمة صنعاء بعد اشتباكات عنيفة مع أنصار المعارض اليمني الشيخ صادق الأحمر زعيم قبيلة حاشد خلال ليل امس الاول، اكدت مصادر طبية ان 39 شخصا قتلوا في المعارك بين الطرفين.
وفي مدينة زنجبار الجنوبية التي يسيطر عليها مسلحو تنظيم القاعدة، تسود حالة من الفوضى العارمة وسط تفاقم للاوضاع «المأساوية» في المدينة وفي صفوف النازحين منها بحسب مصادر متطابقة.
وذكر شهود عيان ان اشتباكات عنيفة شاركت فيها قوات مكافحة الارهاب التابعة لقوات الامن المركزي الموالية لصالح اندلعت في محيط مبنى وزارة الادارة المحلية ومبنى شرطة حي الحصبة في شمال العاصمة في محاولة لاستعادتهما بعد ان سيطر المسلحون القمليار عليهما.
وقد خفت حدة المواجهات بعد الظهر مع استمرار التوتر وانتشار عشرات المسلحين القبليين في شوارع حي الحصبة الذي تتركز فيه المواجهات.
واكدت مصادر رسمية لوكالة فرانس برس ان مسلحي آل الاحمر سيطروا منذ مساء امس الاول على مكتب النائب العام في صنعاء بمساعدة من قوات الجيش التي يقودها اللواء المنشق علي محسن الاحمر، مع العلم ان المكتب يقع في الجهة الغربية من مقر قيادة قوات على محسن الاحمر.
وذكر موقع 26 سبتمبر التابع لوزارة الدفاع في رسالة نصية ان عناصر من انصار الشيخ صادق الاحمر سجلوا خرقا بارزا خلال ليل امس الاول في جنوب صنعاء اذ سيطروا على مبنى في دوار 14 اكتوبر الواقع في الجهة الجنوبية الغربية من دار الرئاسة.
واكدت مصادر طبية ان القتال العنيف الذي دار ليل امس الاول في صنعاء اسفر عن 37 قتيلا.
وذكرت مصادر من مستشفى الجمهورية ان المؤسسة تلقت 37 جثة خلال الليل غالبيتها جثث جنود من القوات الموالية لصالح ولمقاتلين قبليين.
وفي وقت لاحق، افاد مصدر طبي من مستشفى العلوم عن تلقي جثتين لمقاتلين قضيا امس.
واستمرت المعارك في حي الحصبة بشمال صنعاء طوال ليل امس الاول بحسب سكان المنطقة.
وقال احد السكان لوكالة فرانس برس «سمعنا اصوات سيارات الاسعاف طوال الليل وكانت تنقل الضحايا» ومازالت المعارك تتركز في حي الحصبة، معقل الشيخ صادق الاحمر.
وذكر شهود ان معسكر اللواء الرابع في الجيش الواقع بالقرب من مبنى الاذاعة والتلفزيون تعرض لقصف مباشر بالقذائف خلال الليل فيما استهدف مبنى وزارة الداخلية بقذائف صاروخية.
وكان المقاتلون القمليار سيطروا ايضا على مقر اللجنة الدائمة للحزب الحاكم في حي الحصبة فيما اكد شهود ان الحرس الجمهوري استقدم تعزيزات عسكرية الى الحي الذي اغلقت الطرقات المؤدية اليه بواسطة حواجز نصبها طرفا القتال.
وبدأ سكان العاصمة اليمنية يشترون الحاجات التموينية لتخزينها خوفا من تطور الامر نحو الاسوأ.
وفي محافظة ابين الجنوبية، استمر نزوح مئات الاسر من مدينة زنجبار ومحيطها نتيجة اشتداد المواجهات بين الجيش ومسلحي القاعدة.
وقال الناشط الحقوقي اسامة الشرمي وهو من ابناء المدينة، لفرانس برس ان «اوضاعا ماساوية جدا يعيشها السكان جراء الاشتباكات المستمرة فيما عشرات الاسر لم تستطع الخروج من المدينة بسبب ارتفاع تكلفة اجرة المواصلات».
واضاف ان عشرات الاسر التي نزحت الى عدن او الى مدن اخرى في الجنوب تعاني من عدم وجود مساعدات غذائية، مقدرا عدد النازحين الى عدن بحوالي خمسة آلاف شخص فيما قدر ان يكون هناك عدد مماثل نزحوا الى مدن جعار وشقرة واحور وغيرها.
الى ذلك اعلن عبدالرب السلامي رئيس جمعية الاحسان الخيرية في عدن ان الجمعية «تكفلت بإعالة ورعاية النازحين القادمين من مدينة زنجبار لمدة ثلاثة ايام» في مختلف مراكز الايواء لاسيما في المدارس.
من جهته قال مدير جمعية الهلال الأحمر اليمني عمر الزغلي في بيان صحافي ان فريقا فنيا من ادارة الكوارث والايواء «سينزلون الى مدارس التعليم الأساسي في مديريات ومركز التعليم الاساسي والثانوي في عدن والقيام بعملية الحصر وتقديم المساعدات الفنية من قبل اللجنة الدولية للهلال والصليب الأحمر.
اما النازح الى عدن عوض المطري فاكد لفرانس برس ان الوضع في زنجبار «مأساوي» وهي تحولت الى «مدينة اشباح».
وذكر ان المقاتلين المتطرفين الذين يقدمون على انهم من القاعدة ويطلقون على انفسهم اسم «انصار الشريعة» قالوا انهم يستعدون لاعلان امارة اسلامية في المنطقة.
وقد اسفرت المواجهات في المدينة وجوارها منذ يوم الجمعة عن 44 قتيلا عسكريا ومدنيا بحسب مصادر امنية وشهود.
دوليا أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلارى كلينتون أن وجود الرئيس اليمنى يشكل مصدرا لصراع كبير في اليمن التي شهدت أعمالا عسكرية وعنفا خلال الأيام العديدة الماضية، وأضافت: «إننا لا يمكن أن نتوقع انتهاء هذا الصراع ما لم يتم إبعاد الرئيس علي عبدالله صالح وحكومته عن الطريق للسماح للمعارضة والمجتمع المدني بالبدء في التحول إلى الإصلاح السياسي والاقتصادي».
جاء ذلك في تصريحات لكلينتون امس بمقر وزارة الخارجية الأميركية خلال مؤتمر صحافي مع نظيرها البرازيلى أنطونيو دي أغويار باتريوتا.
وقالت الوزيرة الأميركية ان «الولايات المتحدة تواصل مراقبة الوضع في اليمن، وقد واصلت عمل كل ما في وسعها على مدى الأسبوعين الماضيين جنبا إلى جنب مع المجتمع الدولي لإقناع الرئيس صالح بالتنحي عن السلطة».
وأضافت: «لقد تم تقديم عرض جيد جدا للرئيس صالح، وإننا نؤيد بقوة جهود وساطة الدول الخليجية».