عواصم ـ وكالات: يقول الرئيس اليمني علي عبدالله صالح للوسطاء والرعاة الأميركيين والبريطانيين والخليجيين إنه مستعد لترك الحكم سلميا، أما في أحاديثه الخاصة مع بطانته من المساعدين فإنه يسخر من الاتفاق الذي يدعمه الغرب لإنهاء حكمه الممتد منذ 33 عاما.
إنه يخوض حربا مع أقوى قبيلة في اليمن. أما من التقوه في الأسبوع المنصرم فتولد لديهم انطباع واضح بأنه لا يعتزم التنحي او التنازل عن السلطة طوعا.
وقال ديبلوماسي غربي كبير في صنعاء «لديه القدرة على نشر الفوضى»، مضيفا أن المعارضة لا تتمتع بعد بالقوة الكافية للإطاحة به. وأضاف «صالح حكم بالقوة وسيظل يحكم بالقوة... التهديد الوحيد له هو القوة وهي (المعارضة) لم تصل الى هذا بعد».
وقال مصدر آخر مطلع على أسلوب تفكير صالح «لن يترك الحكم او يوقع الاتفاق أبدا ما لم يجبر على هذا».
وأصبحت الحركة الاحتجاجية التي يشارك فيها ملايين اليمنيين الذين انتفضوا في يناير مستلهمين انتفاضتي مصر وتونس عرضا جانبيا مقارنة بالقتال بين قوات صالح واتحاد حاشد القبلي الذي تقوده عائلة الأحمر.
حيث تجدد القتال العنيف امس بين القوات الموالية للرئيس اليمني ومناصري زعيم قبائل حاشد فيما ارتفعت حصيلة المعارك منذ ليل امس الاول الى 16 قتيلا على الأقل، بحسب مصادر طبية وشهود عيان.
وذكر شهود عيان ان المعارك العنيفة تجددت في حي الحصبة لاسيما في محيط مقر الحزب الحاكم الذي سبق ان استولى عليه المسلحون القمليار، فيما خرق الطيران جدار الصوت فوق آلاف المقاتلين القبليين المحتشدين على مشارف صنعاء لدخولها ومساندة الشيخ الاحمر.
وهدأت المعارك نسبيا بعد ظهر امس بحسب شهود عيان، فيما يستعد معارضو الرئيس للتظاهر بكثافة اليوم تماما مثل الموالين له الذين سيحتشدون في صنعاء تحت شعار «جمعة الأمن والأمان».
وأفادت مصادر رسمية بان وحدات أمنية خاصة، وهي قوات متخصصة في مكافحة الإرهاب، تشارك في العمليات الدائرة في حي الحصبة، معقل آل الاحمر.
وقال مصدر طبي لوكالة فرانس برس ان «الجثث ملقاة على الطرقات في منطقة الحصبة ولا تستطيع سيارات الإسعاف الوصول اليها نظرا لخطورة القتال».
وقتل 15 شخصا خلال المعارك التي دارت ليل امس الاول بين الطرفين حسبما افاد مصدر طبي، فيما ذكر مصدر طبي آخر ان قتيلا من قوات القبائل قتل في المعارك امس. وذكر مصدر من مستشفى الجمهورية في العاصمة اليمنية ان بين القتلى طفلة في السابعة من العمر أصيبت برصاصة طائشة بينما كانت في منزلها الا ان المصدر أشار الى ان غالبية القتلى هم مقاتلون من القوات الأمنية او القبائل.
ودارت معارك عنيفة ليل امس الاول هي الأعنف منذ خرق الهدنة وعودة القتال الى حي الحصبة في شمال صنعاء بين المسلحين القبليين بعد ايام الهدوء النسبي، بحسب شهود عيان.
وذكر شهود لوكالة فرانس برس ان سيارات الإسعاف سمعت طوال الليل في الحصبة فيما تصاعدت أعمدة الدخان من مبنى اللجنة الدائمة للحزب الحاكم الذي سبق ان سيطر عليه المسلحون القمليار.
الى ذلك، ذكرت مصادر طبية ان الحصيلة منذ ليل الثلاثاء ارتفعت الى 47 قتيلا بينما كانت حصيلة سابقة تشير الى مقتل 39 شخصا.
من جانبها، نقلت وكالة الأنباء اليمنية عن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية قوله ان «وحدات أمنية خاصة وجهت امس الأول ضربات قوية وموجعة لعصابات أولاد الأحمر الإجرامية في منطقة الحصبة بأمانة العاصمة ونفذت عمليات نوعية وشجاعة تمكنت خلالها من إخراج المعتدين من عدد من المنشآت والمرافق العامة في منطقة الحصبة».
وذكر المصدر ان الوحدات الأمنية «تمكنت من تطهير مبنى وزارة الإدارة المحلية ومبنى مركز مكافحة الجراد»، وفي وقت لاحق أعلنت وكالة الأنباء اليمنية ان القوات الحكومية استعادت السيطرة على مبنى الوكالة نفسها اضافة الى وزارة السياحة.
الى ذلك، نفى مدير عام مطار صنعاء الدولي ناجي المرقب تعليق الرحلات الى مطار العاصمة اليمنية. وأوضح المراقب لوكالة الأنباء الرسمية «ان حركة مختلف رحلات الخطوط الجوية الدولية مستمرة في الوصول والمغادرة من والى صنعاء.. بشكل طبيعي».
وكان مصدر ملاحي أفاد لوكالة فرانس برس في وقت سابق امس ان الرحلات الى مطار صنعاء تم تعليقها مع اشتداد المعارك بين المسلحين القبليين والقوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح.
وفي هذه الأثناء، احتشد آلاف المقاتلين القبليين امس على مشارف صنعاء لدخولها ومساندة مناصري زعيم قبائل حاشد الشيخ صادق الاحمر. وذكر شيوخ قبائل لوكالة فرانس برس ان الآلاف من رجال القبائل المسلحين يحتشدون شمال صنعاء وقد اشتبكوا مع نقطة عسكرية على بعد 15 كلم من صنعاء.
وأكد احد الشيوخ ان المسلحين «يريدون دخول صنعاء لمساندة شيخهم» في اشارة الى الشيخ صادق الاحمر.
وذكر شهود عيان ان الطيران العسكري خرق جدار الصوت فوق المسلحين المحتشدين بالقرب من صنعاء لتخويفهم، وكذلك خرق جدار الصوت فوق منطقة خمر في شمال البلاد، معقل قبائل حاشد.
وفيما يتصاعد التوتر في العاصمة اليمنية، تكثفت حركة النزوح لاسيما من حي الحصبة الذي مازال يعاني من انقطاع الكهرباء.
وأكد شهود عيان لوكالة فرانس برس ان السكان يغادرون صنعاء بكثافة فيما المسلحون ينتشرون في الشوارع وتسمع اصوات اشتباكات الحصبة في كل انحاء صنعاء.
وقال النازح محسن سنان لوكالة فرانس برس «صنعاء مهجورة الآن، اذا استمرت المعارك سنقرأ الفاتحة على اليمن».
وفي تعز، جنوب صنعاء، اندلعت اشتباكات ليل اول من امس بين القوات الموالية للرئيس ومسلحين مدنيين معارضين للنظام، حسبما افاد شهود عيان لوكالة فرانس برس.
وذكر الشهود ان المعارك تركزت حول قصر الرئاسة في المدينة وبالقرب من معسكر للحرس الجمهوري.