القاهرة - صفاء غنيم
مع تواتر معلومات سياسية وعسكرية في واشنطن تتعلق بزيارة وشيكة للرئيس الاميركي جورج بوش مطلع العام المقبل، وتحديدا في شهر يناير يجول فيها على عدد من دول المنطقة، تزايدت الانتقادات الاسرائيلية للإدارة الاميركية بتهمة محاولة ابعاد تل ابيب عن خطوات وترتيبات لاستراتيجية جديدة في المنطقة لا تخدم المصالح الامنية الاسرائيلية.
وذكر تقرير «دبكا» ان مصادر وصفها بالمطلعة الاميركية ان الترتيبات جارية في دوائر بعينها، من ابرزها القاهرة والرياض وبيروت، هذا الى جانب اتصالات سرية مع طهران ودمشق، وان كل ذلك يتم دون ابلاغ تل ابيب بأي اجراءات وتفاصيل لما يدور.
واضاف التقرير ان الدول المعنية بالزيارة حتى الآن وطبقا للتسريبات الواردة من واشنطن هي مصر والسعودية والمغرب ولبنان واسرائيل، بالإضافة الى رام الله حيث ستعد هذه هي اول زيارة لرئيس اميركي الى المناطق الفلسطينية.
وفي المقابل ألمح التقرير الى ان ازدياد التوتر السائد ما بين واشنطن وتل ابيب اسبابه تتضاعف كل يوم، فبعد ان كان منحصرا في التغير الدرامي في الموقف العسكري الاميركي تجاه ايران، وان سياستها اصبحت اكثر ليونة وسعيا للتفاوض مع الايرانيين، ظهر سبب آخر في ذات السياق، ولكنه متعلق برفض الادارة ووكالة الاستخبارات الاميركية سماع المعلومات التي جمعتها نظيرتها الاسرائيلية وتتعلق بأن ايران تواصل مسيرة تطوير برامجها العسكرية السرية النووية، وقد قطعت خطوات كبيرة في هذا المضمار.
بالإضافة الى ذلك فإن هناك سببا ثالثا يدفع بالأزمة السياسية بين واشنطن وتل ابيب للاحتقان ويكمن في رغبة اقطاب داخل الادارة في اختيار اللبنانيين لميشيل سليمان رئيسا لهم في الوقت الذي تستنكر تل ابيب هذا الامل، مدعية ان سليمان يسير على خطي ايران وسورية وانه مدعوم من الجهتين.
وازاء ما سبقت الاشارة اليه حسبما واصل تقرير نشره «دبكا»، فإن جهات في الحكومة والمعارضة ودوائر الاستخبارات تعزز ضغوطها على رئيس الوزراء ايهود اولمرت حتى يعلن موقفا اسرائيليا رافضا لتلك السياسات الاميركية الجديدة زاعمة انها ستعرض امن ووجود الدولة العبرية لمخاطر الزوال.
الصفحة في ملف ( pdf )