-
مجلس التعاون الخليجي يدعو لوقف القتال في اليمن.. وواشنطن تدين أعمال العنف بـ «أقوى العبارات»
ساد غموض الوضع الصحي للرئيس اليمني علي عبدالله صالح بعد إصابته مع عدة مسؤولين كبار أمس في انفجار قذيفة طاولت مسجد القصر الرئاسي في صنعاء، وفاقم ذلك غيابه عن الإعلام بعد ساعات عدة من إعلان مسؤولين يمنيين ان الرئيس صالح بصحة جيدة وانه سيظهر شخصيا في مؤتمر صحافي يوجه فيه كلمة الى الداخل والخارج.
إلا ان الصمت كُسر بتسجيل صوتي للرئيس صالح فقط وليس بكلمة مباشرة أكد فيه انه بخير وبصحة جيدة، متهما «عناصر إرهابية خارجة عن القانون تمارس العمالة وعناصر آل الأحمر باستهدافه»، ووجه التحية «لأبناء الشعب اليمني على ثباتهم وصمودهم وللقوى المسلحة على وقوفها وثباتها بوجه هذا التحدي وبوجه هذه العصابة»، وقال: «لقد عملنا على الهدنة في الفترة الماضية، إلا ان هناك من لم يرد لهذه الهدنة ان تستمر».
وشدد صالح على ان «هذه العصابة لا علاقة لها بما يسمى بثورة الشباب أو ساحة التغيير، بل هي عصابة مسلحة احتلت مؤسسات الدولة واستولت على ممتلكاتها»، واصفا إياها بـ «الحركة الانقلابية للسطو على المال العام وعلى مقدرات الدولة اليمنية»، وختم رسالته بالترحم على أرواح الشهداء الذين سقطوا خلال هذه العملية، متمنيا للجرحى الشفاء العاجل.
في هذا الوقت أدانت الولايات المتحدة على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أعمال العنف في اليمن قائلا: «إن الولايات المتحدة تدين بأقوى العبارات أعمال العنف التي لا معنى لها في اليمن».
قذيفة ناسفة
وفي اول بيان رسمي بشأن حادثة استهداف صالح قال مصدر مسؤول في رئاسة الجمهورية في بيان صحافي أنه «أثناء صلاة الجمعة حدث اعتداء غادر بقذيفة ناسفة على مقدمة مسجد دار الرئاسة أثناء تواجد الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ومعه كبار قادة الدولة والحكومة لأداء الصلاة».
وقال المصدر «إن الاعتداء الغاشم أسفر عن استشهاد خطيب الجمعة الشيخ علي محسن المطري وثلاثة من الحراسة وإصابة عدد من المسؤولين والضباط بجروح مختلفة»، وأوضح المصدر أن صالح «في خير وعافية وفي صحة جيدة والحمد لله».
وأكد أن الأجهزة المختصة تجري التحريات والتحقيقات حول الاعتداء الغادر والجبان الذي يعكس الحقد الدفين في نفوس أولئك المتآمرين والحاقدين على الشعب والوطن وقيادته وعلى الأمن والاستقرار.
وقال المصدر انه «علم بأن رئيس الجمهورية سيوجه بيانا إلى أبناء الشعب اليمني خلال الساعات» المقبلة.
وأضاف ان صالح اصيب بخدوش بسيطة لكنه بصحة جيدة.
أكد اليماني في تصريح صحافي ان الذين تضرروا خلال القصف من قبل أنصار الشيخ صادق الأحمر هم كل من رئيس البرلمان يحيى الراعي ونائب رئيس الوزراء رشاد العليمي ورئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبد الغني بالإضافة الى محافظ محافظة صنعاء وصهر الرئيس اليمني نعمان دويد.
وأوضح أن العليمي والسكرتير الصحافي لصالح عبده بورجي كانت إصابتهما خطرتين.
من جانبه، قال الأمين العام للحزب الحق المعارض حسن زيد لـ «يونايتدبرس انترناشونال» إن صالح «أصيب ونتمنى له الشفاء ونريده ان يبحث عن مخرج لليمن بدل سفك الدماء ووقف الحرب وان يظهر علينا صالح بحل عملي، لحل الأزمة في اليمن».
من جانبه، قال مصدر امني ان أربعة قتلى من الحرس الرئاسي المرافقين لصالح قتلوا خلال الهجوم الذي طال مسجد الرئيس صالح.
وقامت قوات عسكرية منذ ظهر امس بقصف منزل حميد الأحمر اثر إعلانهم الاستـيلاء على دبابتـــين ومركبـــات عسكرية.
وقال شهود عيان لـ «يونايتد برس انترناشونال»: «ان قصفا مدفعيا مركزا استهدف منزل حميد الأحمر عقب صلاة الجمعة فيما سقطت قذيفتان على مسجد الرئيس صالح وإصابة مسؤوليين اثر عشرات الانفجارات في منطقة دار الرئاسة».
من جانبها، كانت قناة «سهيل» اليمنية أعلنت «ان مواجهات عنيفة دارت داخل دار الرئاسة وأنباء عن هروب صالح وأبنائه إلى خارج العاصمة صنعاء».
واتهمت السلطات اليمنية عناصر الأحمر بقصف مسجد دار الرئاسة المسمى «الصالح».
وتواصل القصف المدفعي منذ أمس على العديد من مناطق العاصمة صـــنعاء بعد يومين من المواجـــهات الدامية بين القوات الحكومية الموالية للرئيس صالح ورجال القبائل المسلحين من أنصار الشيخ الأحمر.
وسمع دوي الانفجارات والقذائف المدفعية الثقيلة من العديد من مناطق العاصمة صنعاء كما شوهدت مواجهات محدودة وإطلاق رصاص متقطع وعملية نزوح جماعية من المناطق التي شهدت اشتباكات من جانبه، قال ديبلوماسي غربي باليمن إن الرئيس اليمني أصيب بجروح بسيطة في هجوم على القصر الرئاسي بصنعاء بينما تنزلق اليمن نحو حرب أهلية.
وأضاف الديبلوماسي الغربي إن رئيس الوزراء ونائبه ورئيس البرلمان وعددا من المسؤولين الآخرين أصيبوا أيضا في الهجوم.
من جانبه، دعا الامين العام لمجلس التعاون الخليجي امس كل الأطراف في اليمن الى وقف القتال قائلا ان الموقف مؤسف ولا يفيد أحدا.
وقال عبداللطيف الزياني في مقابلة مع قناة «العربية» ان مجلس التعاون يدعو كل الأطراف لوقف القتال فورا ووقف اراقة الدماء.
وذكر ان المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي يتابع بقلق وأسف الموقف المتدهور واستمرار القتال.
عملية مدبرة
في المقابل، اتهم الشيخ حميد الأحمر اخو الزعيم القبلي صادق الأحمر الرئيس اليمني بتدبير عملية قصف مسجد دار الرئاسة لاشعال حرب أهلية في اليمن.
وقال الشيخ حميد الذي يعد من قادة المعارضة في اليمن تعليقا على القصف «هذه عملية مدبرة من الرئيس» الذي أصيب هو ايضا في القصف بحسب مسؤول في الحزب الحاكم.
وذكر الأحمر للصحافيين ان هذه العملية نفذت بعد ان «مارس الرئيس ضغوطا على أخي حمير للتوقيع على هدنة بطريقة غامضة مهد بها لهذه العملية المدبرة والتي استهدفت عددا من المسؤولين كذريعة لتدمير بيتي وبيت أخي حمير وأخي مذحج وبيت علي محسن الأحمر في خطوة لتفجير حرب أهلية في اليمن».
وأكد شهود عيان ومصادر قبلية ان منازل الشيخ حميد الأحمر واثنين من اخوانه اضافة الى منزل اللواء المنشق علي محسن الأحمر قد قصفت بعد القصف الذي طال القصر الرئاسي.
وذكر شهود ان منازل الشيخ حميد والشيخ حمير والشيخ مذحج اضافة الى منزل علي محسن الأحمر الذي لا تربطه بهم علاقة قرابة مباشرة، قد سويت تماما بالأرض.
الإدارة العامة للطيران: إلغاء الرحلات الجوية مع اليمن في حال تفاقم الأوضاع الأمنية
قال مدير إدارة العمليات في الإدارة العامة للطيران المدني بالكويت عصام الزامل «إنه سيتم إلغاء رحلتين جويتين بين مطار الكويت وصنعاء تسيران أسبوعيا، في حال أبلغنا رسميا بإيقاف حركة الملاحة الجوية من مطار صنعاء وإليه». وأضاف الزامل امس «ان الطيران المدني اليمني لم يبلغنا رسميا بإغلاق مطار صنعاء الدولي وإيقاف حركة الملاحة الجوية بين البلدين»، لافتا إلى أن قانون الطيران المدني الدولي (الايكاو) يفرض في حال توقف أي مطار في العالم عن العمل ولو لساعات أن يرسل تنبيها إلى جميع المطارات يبلغها بتوقف حركة الملاحة الجوية لديه.