فيما يستمر الغموض مسيطرا على مصير الرئيس اليمني علي عبدالله صالح رغم اعلان نائبه عبد ربه منصور هادي ان الرئيس «في تحسن وتعاف كبير وسيعود الى ارض الوطن خلال الايام القادمة»، أكد أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني أمس، أن «المبادرة الخليجية لا تزال تمثل الحل الأنسب، ويمكن لدول المجلس تفعيلها ومتابعة تنفيذها، إذا أعلنت الأطراف اليمنية جميعها الموافقة عليها».
وقال في بيان ان «دول المجلس سعت من خلال المبادرة الخليجية للعمل مع الأطراف المعنية للخروج من الأزمة تأكيدا لموقفها الثابت والداعم لليمن وشعبه الشقيق، وبما يحقق آماله المشروعة».
من جانب آخر، نقلت وكالة الانباء السعودية عن مجلس الوزراء السعودي قوله أمس ان دول الخليج العربية ستواصل العمل على التوصل الى اتفاق لنقل السلطة في اليمن.
وذكرت الوكالة ان المجلس قال ان السعودية ستبذل كل جهد ممكن لمساعدة اليمنيين على الوصول الى حل سلمي.
واضافت ان مجلس الوزراء يأمل في ان توقع كل الاطراف المبادرة الخليجية لحل الازمة اليمنية والحفاظ على امن اليمن واستقراره ووحدته.
داخليا وفيما يستمر صالح في فترة النقاهة بالسعودية بعد خضوعه لعملية جراحية، بدأ نائبه عبد ربه هادي ممارسة مهام الرئيس بالكامل حيث أكد مصدر يمني مسؤول أنه وبمرافقه د. أبوبكر القربي وزير الخارجية ود.يحيي الشعيبي وزير الخدمة المدنية والتأمينات التقى أمس مع الرئيس الدوري لأحزاب اللقاء المشترك (تحالف المعارضة) د. ياسين سعيد نعمان.
في إطار هذه التحركات أيضا بحث نائب رئيس الجمهورية اليمنية امس في صنعاء مع سفراء بريطانيا جون ويلكس والاتحاد الأوروبي ميكيلي تشرفونه دورسو وفرنسا جوزيف سيلفا المستجدات الراهنة على الساحة السياسية اليمنية والجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار بالبلاد.
وفي السياق نفسه وللمرة الثانية خلال أقل من 48 ساعة ترأس عبد ربه هادي نائب رئيس المؤتمر الشعب العام (الحزب الحاكم) اجتماعا موسعا بصنعاء لأعضاء اللجنة العامة للحزب والوزراء والقيادات السياسية. تناول الاجتماع استعراض الوضع العام والمستجدات على الساحة الوطنية خاصة بعد الاعتداء الذي تعرض له مسجد النهدين بدار الرئاسة يوم الجمعة الماضي، وأصيب فيه الرئيس صالح وعدد من كبار المسؤولين، بالإضافة إلى استشهاد 7 من طاقم أمن الرئاسة.
من جهة اخرى دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية انجيلا ميركيل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ونظيره الايطالي سلفيو بيرلسكوني، كافة المسؤولين المدنيين والعسكريين اليمنيين إلى احترام الهدنة التي أعلنت بمبادرة سعودية، بعد اشهر من الاضطرابات وأعمال العنف التي تسببت في معاناة هائلة للشعب اليمني وخلفت دمارا كبيرا.
ودعا القادة الأوروبيون الأربعة في بيان مشترك اليمنيين إلى سرعة إيجاد طريق للمصالحة في إطار من روح الوحدة الوطنية والحوار، استنادا للمقترحات التي قدمت ضمن المبادرة الخليجية.
وأعربوا عن دعمهم الكامل لهذه المبادرة من اجل أن يتمكن الشعب اليمنى من اختيار قادته بصورة ديموقراطية، كما أعربوا أيضا عن استعدادهم لتقديم كامل الدعم والمساندة لهذه المسيرة.
في سياق آخر أكد عبد القوي القيسي، مدير مكتب الشيخ صادق الأحمر زعيم قبائل حاشد باليمن، استمرار الالتزام بالاتفاق الخاص بوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين كل من الشيخ صادق الأحمر ونائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وذلك رغم استمرار التجاوزات التي تقوم بها القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح والتي أدت إلى جرح اثنين من أنصار الشيخ مساء أمس الاول ومقتل اثنين آخرين صباح امس».
ونفي القيسي، في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ما تردد في بعض وسائل الإعلام عن أن القتيلين من آل الأحمر، موضحا أنهما «من أفراد الحراسات الموالين للشيخ صادق بحي الحصبة وتم قتلهما بوساطة رصاص قناصة علي صالح التي لاتزال تخرق بين حين وآخر الهدوء الذي بات يخيم على الحي الآن».
من جهتهم، طالب شباب «الثورة الشعبية» في اليمن بتشكيل مجلس رئاسي انتقالي يضم كافة القوى الوطنية لادارة شؤون البلاد وتشكيل حكومة بعد مغادرة الرئيس علي عبدالله صالح البلاد لتلقي العلاج، وذلك في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه الاثنين الماضي.
ودعت اللجنة التنظيمية للشباب «كافة القوى الوطنية والأطياف السياسية للبدء بتشكيل مجلس رئاسي مؤقت يمثل كافة القوى الوطنية يتولى تكليف حكومة كفاءات لادارة المرحلة الانتقالية». كما دعوا الى «تشكيل مجلس وطني انتقالي يمثل الشباب وكافة القوى الوطنية والعمل على صياغة دستور جديد يلبي تطلعات الشعب اليمني للحرية والكرامة والعيش الكريم». واكد الشباب انهم يحتفلون «بانجاز أول اهداف ثورتهم وهو اقصاء صالح عن الحكم». الا انهم اكدوا على بدء «مرحلة جديدة من النضال السلمي» لذا تعهدوا بمواصلة اعتصاماتهم «حتى تتحقق كافة أهداف الثورة ومطالبها».
هذا ويتوقع محللون ان يسهل رحيل صالح الى السعودية جهود تركه للحكم بعد رئاسته لأفقر دولة في العالم العربي لنحو 33 عاما.