قالت وكالة «فارس» شبه الرسمية للأنباء امس عن مصدر لم يجر تعريفه انه تم ارسال «غواصات عسكرية إيرانية إلى مياه البحر الأحمر بهدف جمع معلومات وتحديد القطع البحرية القتالية لمختلف دول العالم». ولم تحدد عدد أو نوع الغواصات المعنية ولكن قالت إنها تبحر مع سفن حربية تابعة للأسطول الرابع عشر.
وكانت قناة «برس تي.في» التلفزيونية قالت في مايو إن الأسطول الرابع عشر الذي يضم السفينة الحربية بندر عباس والمدمرة شهيد نقدي أرسل إلى خليج عدن لمكافحة القرصنة.
وقالت وكالة «فارس»: «وصل الأسطول إلى منطقة خليج عدن في مايو والآن وصل إلى البحر الأحمر لمواصلة مهمته».
ومرت سفينتان حربيتان إيرانيتان عبر قناة السويس في فبراير للمرة الأولى منذ الثورة الإسلامية عام 1979 في طريقهما إلى سورية وقالت طهران إنهما في مهمة «سلام وصداقة»، لكن إسرائيل وصفت الأمر بأنه «استفزازي».
وأعلنت إيران الشهر الماضي توسيع أسطولها من غواصات غدير محلية الصنع ليصل إلى 11 قائلة انها ستستخدم للقيام بدوريات في الخليج وبحر عمان.
ونشرت سفنا حربيا أبعد من ذلك حتى البحر الأحمر لمحاربة القراصنة الصوماليين لكنها لم تقل من قبل إنها أرسلت غواصات إلى هذه المياه.
الى ذلك، افادت دراسة اميركية نشرت امس بأن ايران باتت قادرة على تطوير السلاح النووي، داعية الولايات المتحدة للعمل على ردعها عن ذلك قبل فوات الاوان.
وذكرت الدراسة التي وضعتها هيئة مستقلة للابحاث السياسية هي معهد راند كوربوريشن ومولها سلاح الجو الاميركي انه في حال فشلت هذه الجهود الاميركية، فعلى واشنطن ان تضع استراتيجية للتصدي لايران نووية.
وقال علي رضا نادر احد واضعي الدراسة بعنوان «مستقبل ايران النووي: خيارات سياسية حاسمة للولايات المتحدة» انه «مازال هناك متسع من الوقت لردع ايران عن الانتقال ببرنامجها (النووي) الى صنع الاسلحة».
ويعكس النص تطورا في الاوساط السياسية الاميركية في مواجهة ايران بعد فشل العقوبات الدولية الرامية الى حمل طهران على تغيير وجهة برنامجها النووي.
وتبددت الدعوات لتوجيه ضربات عسكرية للقضاء على المنشآت النووية الايرانية مع اتضاح انعكاسات مثل هذه العمليات على المنطقة، حتى في اسرائيل التي لطالما اعتبرت ان طهران تشكل تهديدا وجوديا لها، فإن تعليقات مدير سابق للاستخبارات اثارت شكوكا حول كيفية التعامل مع هذا التهديد.
وما ادى الى تعقيد الخيارات الاستراتيجية امام الولايات المتحدة بشكل اضافي هو الربيع العربي الذي قد يأتي بأنظمة تفضل اعتماد مقاربة اكثر اعتدالا مع ايران في دول تستضيف حاليا قوات اميركية.
واشارت الدراسة الى ان ايران اصبحت تمتلك الى حد كبير المعدات والتجهيزات والتكنولوجيا اللازمة لتطوير سلاح نووي.
وقالت ان «الجهود الدولية لضبط الصادرات وحظر التجارة لا يمكنها الآن سوى ان تأمل في ابطاء تقدم ايران او حتى منعها من الحصول على تكنولوجيات محددة» على سبيل المثال من اجل تزويد صاروخ برأس نووي.
واضافت «بالتالي فإن التحركات الايرانية التي يجب ان تسعى الولايات المتحدة الى ردعها في المستقبل ستكون التسلح النووي».
وقالت لين ديفيس مساعدة وزير الخارجية السابقة لشؤون ضبط الاسلحة والامن الدولي والتي تولت ادارة الدراسة ان الجهود المبذولة من اجل ارغام طهران على التخلي عن مخططاتها العسكرية «تواجه عقبات كبرى، لكننا نعتقد ان الوقت مازال مبكرا للاستسلام».
واضافت «لايزال من الممكن برأينا التأثير على نتيجة النقاش السياسي الداخلي في ايران».
واضافت ان «الامر الاهم من وجهة نظرنا ـ وهو ما تشاطرنا اياه اجهزة الاستخبارات ـ هو انه لايزال يتوجب على ايران اتخاذ قرار فيما يتعلق ببرنامجها النووي».
وشددت على الحاجة لاستراتيجية اميركية متكاملة تستبق التطور المستقبلي للبرنامج النووي الايراني بدلا من سياسات «نراها اليوم تنبع بشكل اساسي من احتمالات ما هو معقول».
وفي حين لم يصدر التقرير اي توصيات محددة للسياسة الا انه حلل ايجابيات وسلبيات مختلف الاستراتيجيات لمنع ايران من «التسلح» النووي وكيف يمكنها ان تناسب شركاء الولايات المتحدة في المنطقة.
وتشمل مختلف اشكال العقوبات والخطوات العسكرية التي يمكن ان تتخذ من اجل الاثبات لايران انها ستدفع ثمنا ولا يمكنها كسب اي شيء من وراء مثل هذه الخطوة.
لكنها تشمل ايضا فصلا حول ردع ايران اذا امتلكت الاسلحة النووية سواء عبر اعلان نفسها دولة نووية او لزومها موقفا غامضا عبر عدم الاعتراف بامتلاك الاسلحة.
وبين الخطوات العسكرية الممكنة المقترحة في التقرير اجراء تدريبات ونشر مؤقت لمقاتلات ذات قدرات نووية في المنطقة وتخصيص امكانات لغايات التخطيط للرد على استخدام ايران اسلحة نووية.
ولمنع ايران من تحقيق اي مكاسب من وراء تطوير اسلحة نووية، يمكن للولايات المتحدة ان تسعى الى قدرات لتحديد وتدمير اسلحة ايرانية قبل اطلاقها ـ كما افادت الدراسة.
كما قدمت الدراسة بعض النصائح لسلاح الجو الاميركي تدعو الى تصميم تدريبات تظهر ان بامكانه تهديد القدرات النووية الايرانية مع ادراكه لمدى تأثير عرض القوة هذا على النقاش الداخلي في ايران.
وقالت ديفيس «لأنه هناك احتمال ان تطور ايران اسلحة نووية سواء كقدرة افتراضية او قدرة معلنة، لقد آن الاوان للولايات المتحدة والآخرين ان يبدأوا بالتفكير حول كيفية الوصول الى الردع وكذلك التأثير على ايران في حال استخدام اسلحتها النووية».
واضافت «قد يكون هناك بعض التخطيط حاليا، لكننا نعمل على مساعدة المخططين ليس فقط في الولايات المتحدة وانما في انحاء العالم على التفكير في المستقبل».