اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن الاعوام الثمانية التي مضت منذ الغزو الأميركي والغربي للعراق علمت الجيش الأميركي درسا صعبا تعلمه وهو أن القوات الأميركية لا تستطيع تأمين المناطق الواسعة دون مساعدة العراقيين، لذلك وضع القادة استراتيجية للخروج من العراق تتخذ عنصرا مهما من حركة الصحوة العراقية ـ البرنامج التكتيكي الناجح الذي نفذ في عام 2006 عندما كان العنف قد بلغ أوجه ـ حيث تطالب استراتيجية الخروج الأميركية الجيش بدفع 10 آلاف دولار نقدا شهريا لقادة عشر قبائل عراقية.
وقالت الصحيفة في تقرير امس على موقعها الإلكتروني أن القادة يأملون ـ في إطار إسدال الجيش الأميركي الستار على حربه في العراق ـ نجاح المهمة المتبقية الأكثر خطورة ألا وهي سحب آخر أفراد القوات الأميركية من هناك بسلام.
واشارت الصحيفة إلى ما يتحدث عنه القادة الأميركيون عن أن أحد التهديدات الأخطر على القوات البالغ قوامها 46 ألفا يتمثل في أنهم قد يصبحون أهدافا سهلة للمقاتلين العراقيين عندما يشرعون في انسحابهم الأخير هذا الصيف ويتوجهون إلى الحدود عبر طريق يبلغ امتداده 160 ميلا ليمروا عبر الصحراء إلى داخل الكويت.
ونقلت الصحيفة عن الكولونيل دوغلاس كريسمان المسؤول عن القوات الأميركية في أربعة أقاليم بجنوب العراق قوله «لقد تمت مهاجمة قواتنا في ظل بقائنا في أماكننا»، مضيفا «فماذا سيكون التهديد عندما نحتشد في سيارات نقل للمغادرة وبدء التحرك إلى خارج العراق؟».
وأشارت الصحيفة إلى أن التهديد الذي ظهر على السطح من قبل المتشددين تأكد يوم أمس عندما ضربت الصواريخ قاعدة عسكرية في شرق العاصمة العراقية بغداد مما أسفر عن مقتل ستة من الجنود في أكثر الاعتداءات دموية بالنسبة للقوات الأميركية منذ عام 2009.