- الرئيس السوداني: مستعدون لإقرار السلام في دارفور وجميع أنحاء البلاد
الخرطوم ـ أ.ش.أ: أكد الرئيس السوداني عمر حسن البشير أمس الأول استعداد الخرطوم لدعم ومساندة دولة الجنوب الجديدة وإقامة علاقات حسن جوار معها ومتابعة تنفيذ ما تبقى من اتفاقية السلام. صرح بذلك، صلاح الدين ونسي وزير الدولة بالخارجية السودانية، عقب استقبال البشير لوزير الخارجية البلغاري نيكولاي مالدينوف أمس الأول في الخرطوم.
ونقلت الإذاعة السودانية في موقعها الالكتروني عن ونسي قوله ان البشير أعرب عن استعداد السودان إقرار السلام في دارفور وكل السودان، مشددا على اهتمام السودان بتأمين سلامة كل العاملين في المنظمات الطوعية الذين جاءوا ليساعدوا في معالجة الأوضاع بأقاليم البلاد المختلفة.
وأضاف أن الرئيس البشير أكد للوزير البلغاري عزم الحكومة على معالجة قضية دارفور وأبيي واستكمال السلام، مبديا استعداد السودان للتعاون مع بلغاريا في المجالات السياسية والاقتصادية بما يعود بالفائدة للبلدين، وتابع ونسي أن اللقاء تطرق الى الأحداث في المنطقة العربية ودور السودان الإيجابي في حفظ الاستقرار في هذه المناطق حتى ينعم السودان وكل الدول العربية والأفريقية بالأمن والسلام.
من جانبه أعرب مالدينوف في تصريحات صحافية عقب لقاء البشير عن تقدير وامتنان بلاده لرئيس وشعب السودان على الجهود التي قامت بها السلطات الأمنية لإطلاق سراح الطيارين البلغار الذين تم اختطافهم في الجنينة يناير الماضي.
من ناحية أخرى، أبرز الإعلام السوداني المقروء والمسموع والمرئي أحداث العنف الجارية بمدينة كادوجلي بولاية جنوب كردفان التي تفجرت مؤخرا بين القوات المسلحة والجيش الشعبي، وامتدت الآن الى مدينة «الدلنج» وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات، ونزوح مئات الأسر من المنطقة بحثا عن مكان آمن.
وأشارت وسائل الإعلام الى تواصل الاشتباكات وإطلاق النار العشوائي في كادوجلي، فيما بدأت مئات الأسر بمغادرة المدينة، بينما دخلت لجنة أمن الولاية في اجتماعات مكثفة بهدف السيطرة على الأوضاع وإعادة الهدوء النسبي إلى المدينة.
وقد أصيبت مظاهر الحياة بالشلل في كادوجلي التي شهدت عملية فرار جماعي للسكان إثر ارتفاع معدلات إطلاق النار من الجيش الشعبي مستهدفا كل الأهداف المتحركة دون التفريق بين المواطنين والقوات النظامية - حسب صحف الخرطوم أمس.
كما استمر انقطاع الكهرباء والمياه بكادوجلي لليوم الثاني على التوالي، في الوقت الذي طالبت فيه الحركة الشعبية عبر بيانات مواطني كادوجلي بإجلائها تماما في ظرف ساعات تمهيدا لضربها.
وتحدثت تقارير اخبارية عن سقوط عشرات القتلى والمصابين في الاشتباكات، وقالت إن العنف شمل كل أحياء كادوجلي، وذكرت أن المنظمات التطوعية في المدينة أجلت أعضاءها إلى مقر بعثة الأمم المتحدة في الولاية، وألمحت مصادر إلى انتقال العنف لمدينة الدلنج.
وذكرت الصحف السودانية أنه فيما ارتفعت معدلات القتل والإصابة وسط المواطنين والقوات المختلفة بكادوجلي، كشف شهود عيان عن وجود جثث ملقاة على الطرقات فيما استقبل مستشفى المدينة عددا كبيرا من الجرحى في ظل خلوها من الأطباء بخلاف طبيبين.
وأوضحت الصحف أن الجيش الشعبي نفذ اغتيالات وتصفيات في بيوت وقيادات المؤتمر الوطني من أبناء النوبة بالولاية، فيما أقر حزب المؤتمر الوطني بقيام الجيش الشعبي باغتيال كبيي كوكو الغزال رئيس المؤتمر الوطني بمحلية برام، وموسى فضال قيادي الشباب بحجر النار، وإصابة إبراهيم فلندية رئيس المجلس التشريعي السابق المنتخب من الحزب ونجاته بأعجوبة من المحاولة بعد إصابته بعيار ناري في قدمه.
وقالت مصادر طبية لصحيفة «الصحافة» إن مستشفيات المدينة استقبلت أعدادا كبيرة من الجرحى والقتلى، وبينما أكدت الحركة الشعبية أن القصف استهدف مقار اقامة رئيس الحركة عبدالعزيز الحلو، ووزير المالية رمضان حسن، ومستشارة الرئيس كوجا توتو، اعلن مستشار والي جنوب كردفان عبدالله بدوي انهيار اتفاق كادوجلي، محملا الحركة مسؤولية ذلك.