فيما يستمر الغموض حول مصير الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، نفى مصدر رفيع في الحزب الحاكم في اليمن ما ذكرته بعض التقارير من أن 40% من جسم الرئيس اليمني علي عبدالله صالح تعرض لحروق وتوقفت إحدى رئتيه عن العمل جراء إصابات لحقت به في هجوم الجمعة الماضية.
في هذه الاثناء، ذكرت وكالة سبأ اليمنية الرسمية للأنباء أمس أن السعودية تبرعت لليمن بثلاثة ملايين برميل من النفط الخام، ونقلت الوكالة عن وزير النفط اليمني أمير العيدروس قوله ان خادم الحرمين الشريفين «الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وجه بتقديم ثلاثة ملايين برميل من النفط الخام هبة لليمن»، وأضاف «هذه الكمية تأتي لدعم الاقتصاد الوطني والإسهام في توفير احتياجات المواطنين وتخفيف معاناتهم جراء النقص الحاد من المشتقات النفطية الذي تواجهه البلاد».
وفي سياق آخر، أكد مصدر سعودي مسؤول لوكالة «فرانس برس» ان حالة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح مستقرة وهو يتابع علاج إعادة التأهيل على ان يخضع قريبا لعملية تجميلية اثر إصابته في قصف على القصر الرئاسي. وقال سلطان البركاني الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعب الحاكم في تصريحات لصحيفة «عكاظ» السعودية نشرتها أمس بأن الرئيس تعرض لحروق في صدره ووجهه بالإضافة إلى الشظية التي استقرت في صدره، مؤكدا أن الرئيس مشى على قدميه إلى المستشفى كما أنه نزل من الطائرة في الرياض أيضا على قدميه. وأكد البركاني ما نشرته شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأميركية، وأوضح أنه جرى استخراج الشظية من صدر الرئيس، وأكد أن الرئيس بصحة جيدة وسيعود قريبا إلى اليمن، في المقابل، قال فواز الحمادي القيادي اليمني في حركة شباب تعز إن الشعب اليمني يرفض عودة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إلى الحكم. وأضاف القيادي اليمني في تصريحات لراديو «سوا» الأميركي أمس أن عودة الرئيس صالح إلى البلاد باتت مستحيلة، نظرا لإصابته التي وصفها «بالخطيرة» والتي لا يمكن له ان يتعافى منها بسرعة، مشيرا إلى أن التقارير الطبية أكدت أن حالته تحتاج إلى ستة أشهر على الأقل حتى يتمكن من التعافي من إصابته. وتابع يقول «ان بعد رحيل علي عبدالله صالح أصبحت مطالب الشعب اليمني هي تشكيل مجلس انتقالي وطني يقود البلاد إلى مرحلة انتقالية حتى يسلم السلطة إلى الشعب، ومن ثم بناء الدولة اليمنية المدنية».
وفي هذا السياق، توجه المئات من المعتصمين أمام جامعة صنعاء إلى منطقة قريبة من منزل عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس اليمني مساء أمس الأول بشارع الستين أكبر شوارع العاصمة، للمطالبة بتشكيل مجلس رئاسي انتقالي يتولى إدارة البلاد خلال الفترة الانتقالية.
وحمل المشاركون في المسيرة ـ التي نظمها مجموعة من الشباب المعتصمين – لافتات ورددوا الهتافات التي تطالب بمجلس انتقالي مدني في أسرع وقت ممكن، وإعلان نهاية حكم الرئيس علي عبدالله صالح، مؤكدين تواصل ثورتهم حتى تتحقق أهدافها.
وقد وقف المتظاهرون بالقرب من منزل منصور، وأكدوا أنهم سيبقون أمامه لمدة 24 ساعة حتى يتم تنفيذ مطالبهم، بتشكيل المجلس الانتقالي، وقالوا «إن هذه المطالب والمهلة ليست لنائب الرئيس ولكنها لجميع القوي السياسية التي طالبوها بأن تبدأ تشكيل مجلس انتقالي خلال المهلة».
وأصدر المتظاهرون بيانا، وزع أثناء المسيرة، طالبوا فيه بالإعلان الفوري عن بدء المرحلة الانتقالية، ومدتها عام، تبدأ بإعلان دستوري، يلبي طموحات وتطلعات الثورة الشبابية، ووجهوا البيان الى «كل القوى السياسية والوطنية المؤمنة بالثورة وأهدافها» ـ حسب البيان.
وجاء في البيان الذي أعدته مجموعة من النشطاء، أنه بعد مرور ما يقارب أربعة أشهر من بدء الثورة الشبابية الشعبية السلمية ومع سقوط رأس النظام ودخول البلد في حالة فراغ امني ودستوري، فإن المسؤولية الآنية والتاريخية تجاه الوطن تحتم الاستمرار في العمل من اجل الإنجاح الكامل للثورة.
وطالب البيان بـ «تشكيل مجلس رئاسي انتقالي من أعضاء مدنيين من ذوي النزاهة والكفاءة ممن يؤمنون بقيم ومبادئ وأهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية ويحظون بإجماع كل القوى الوطنية». ويشير البيان إلى أن المجلس الرئاسي يجب ألا يضم أيا من رموز النظام السابق، وأنه لا يحق لأي من أعضاء المجلس الرئاسي الانتقالي الترشح لمنصب رئيس الجمهورية في أول دورة انتخابية تلي الفترة الانتقالية.
من جهة أخرى، أطلع نائب الرئيس اليمني سفراء دول خليجية على إجراءات تثبيت وقف إطلاق النار في العاصمة صنعاء وإخلاء المسلحين من المقار الحكومية. وأفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» بأن هادي اطلع سفراء السعودية وسلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة «على الإجراءات التي تمت لتثبيت وقف إطلاق النار وتحرك لجنة مشتركة لمعالجة الآثار المترتبة على ذلك». وأكد نائب الرئيس صالح على أهمية إخلاء المسلحين من المؤسسات والمباني الحكومية وإنهاء المظاهر المسلحة من الشوارع والطرقات في العاصمة صنعاء. وأثنى المسؤول اليمني على دور دول مجلس التعاون الخليجي في «مساعدة اليمن على الخروج من هذه الأزمة».
وثمن مبادرة السعودية في تقديم 3 ملايين برميل نفط خام تصل تباعا لمصافي عدن جنوب اليمن بمعدل 100 ألف برميل يوميا للتخفيف من أزمة المشتقات النفطية التي تعيشها البلاد. وأعرب عن أمله في تجاوز هذه الأزمة بتعاون كل الأشقاء والأصدقاء. وأكد سفراء دول الخليج الذين التقوا نائب الرئيس اليمني «استعداد بلادهم لتقديم المساعدات المطلوبة لليمن لتجاوز الظروف الصعبة الراهنة».
في سياق آخر، نفى مصدر مسؤول بالسلطة المحلية بمحافظة «تعز» جنوب اليمن صحة ما رددته بعض القنوات الفضائية والمواقع الإخبارية عن سقوط مدينة «تعز» بأيدي من وصفهم بعصابات متمردة خارجة عن النظام والقانون، وقال المصدر ـ في بيان صحافي له أمس- إن «ذلك ما هو إلا محض افتراء وكذب وتضليل من هذه الوسائل الإعلامية». وأضاف أن «تعز حاضنة السلام والمحبة والإخاء وحاضرة دوما مع الحق والعدل والمحبة ولا يمكن أن تكون مطية لأصحاب النزوات الشريرة أو أن تكون مادة إعلامية سيئة لقنوات الفتنة والضلال»، وأكد أن أبناء تعز مع الشرعية الدستورية ومع السلام والاستقرار. وطمأن المصدر المواطنين بمدينة «تعز» بأن الأوضاع الأمنية تحت السيطرة والأجهزة الأمنية تتعقب كل من يقوم بفعل إجرامي يستهدف الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي.
واضاف ان «على وسائل الإعلام أن تتحرى المصداقية والالتزام بالمهنية خصوصا قناة الجزيرة التي تستنشق بارودا وتتنفس رصاصا وتلعق دما وتأكل لحما متعفنا من شوارع المدن العربية التي تسهل بها طرائق الفتن والتناحر بين أبناء الوطن الواحد لتنفيذ مخططات وأجندة قديمة ـ جديدة».