- قبائل «حاشد» تستنكر استهداف صالح وكبار قادة اليمن أثناء أدائهم لصلاة «الجمعة»
قال مصدر رسمي في اليمن ان الرئيس علي عبدالله صالح غادر غرفة العناية المركزة في المستشفى العسكري بالعاصمة السعودية الرياض عقب نجاح العملية الجراحية التي أجريت له عقب إصابته في حادث الاعتداء على مسجد النهدين بدار الرئاسة أثناء أداء صلاة الجمعة الماضية.
وأكدت مصادر طبية ان الحالة الصحية للرئيس اليمني، باتت «مستقرة» بعد أن أجريت له عملية جراحية ناجحة لاستخراج شظية من جسده.
وقالت المصادر ـ في تصريح لصحيفة (26 سبتمبر) اليمنية الأسبوعية امس ـ إن الشائعات والتسريبات الكيدية عن الوضع الصحي للرئيس صالح ليست سوى مكائد من أطراف معادية لليمن ترغب في إثارة البلبلة وأنها لا تمت للحقيقة بصلة، متوقعة أن يعود إلى اليمن قريبا بعد استكمال فترة النقاهة وعلاج بعض الحروق السطحية الطفيفة.
ومن جهة ثانية، تجرى استعدادات شعبية ورسمية كبيرة في صنعاء وبقية المحافظات الأخرى لاستقبال الرئيس صالح عند عودته من الرياض.
بموازاة ذلك، قضى سكان عدد من المدن اليمنية ليلة مرعبة الليلة قبل الماضية بعدما خرج أنصار الرئيس اليمني بصورة منظمة وأطلقوا الأعيرة النارية في الهواء واستخدموا الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة بكثافة تعبيرا عن «فرحتهم بنجاح العملية الجراحية التي أجريت له في الرياض واستقرار حالته الصحية».
ورصدت قناة «العربية» الفضائية حالة الفزع التي انتابت اليمنيين، وأكدت أنها انعكست في ردود أفعال غاضبة نتيجة ما حدث، متسائلين: إذا كان أنصار صالح يعبرون عن فرحهم بهذه الطريقة، فكيف سيعبرون عن حزنهم اذا ما حدث مكروه للرئيس؟
وذكرت مصادر طبية أن أكثر من 80 شخصا أصيبوا جراء إطلاق الأعيرة النارية من قبل أنصار صالح أثناء احتفالاتهم، مؤكدة ان الإصابات جاءت نتيجة رصاصات طائشة أطلقت في الهواء من قبل المؤيدين للرئيس صالح، في العاصمة صنعاء والذي واصلوا إطلاق الأعيرة النارية إلى ما بعد منتصف الليلة قبل الماضية.
وكانت وزارة الداخلية اليمنية قد طالبت المواطنين بالتوقف عن إطلاق الرصاص الحي خوفا من وقوع إصابات نتيجة إطلاقه بطريقة عشوائية في الهواء، وأكدت ان التعبير عن الفرحة بالمناسبة يجب أن يكون بالحمد والشكر لله على نجاح العملية الجراحية.
وفي محافظة تعز جنوبي البلاد، ذكرت وكالة أنباء «مأرب برس» امس أن المواجهات بين قوات الحرس الجمهوري والمحتجين المناهضين للرئيس توسعت لتقترب من مطار تعز الدولي، وأنها أسفرت عن سقوط أعداد من الجرحى.
وفي صنعاء، ذكرت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» أن الجهات الحكومية تسلمت أمس مقراتها في منطقة الحصبة بأمانة العاصمة بعد انسحاب أنصار الزعيم القبلي صادق الأحمر منها، في إطار جهود تثبيت وقف إطلاق النار وإنهاء المظاهر المسلحة وإزالة المتاريس من الشوارع والطرقات في العاصمة.
الى ذلك، أعلن مسؤولون أميركيون أن الإدارة الأميركية تكثف حملة عسكرية سرية ضد اليمن، مستغلة تزايد فراغ السلطة بهدف ضرب عناصر مسلحة مشتبه بهم بطائرات بدون طيار وطائرات مقاتلة.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، في تقرير امس على موقعها الالكتروني ـ أن تصعيد الحملة الأميركية في الأسابيع الأخيرة يأتي وسط تزايد العنف والنزاع في اليمن الذي جعل الحكومة اليمنية ـ الحليف الأميركي ـ في صراع مستمر للتشبث بالسلطة.
وأوضحت الصحيفة أن القوات اليمنية ـ التي تقوم بمحاربة العناصر المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة في الجزء الجنوبي ـ قد تراجعت إلى العاصمة وأن مسؤولين أميركيين يرون في شن الهجمات بمثابة أحد الخيارات القليلة المتاحة لمنع العناصر المسلحة من السيطرة على الحكم في اليمن.
وأشارت الصحيفة إلى أن الطائرات الأميركية قد قتلت يوم الجمعة الماضي أبوعلي الحارثي الناشط في تنظيم القاعدة وعددا من المسلحين الآخرين في هجوم على الجزء الجنوبي اليمني، ووفقا لشاهد عيان أسفر الهجوم أيضا عن مقتل 4 مدنيين.
وأشارت الصحيفة الى ان الهجمات الأميركية الأخيرة تأتي في أعقاب توقف استمر بما يقرب من عام كامل جراء مخاوف من نقص المعلومات الاستخباراتية التي قد ينجم عنها شن هجمات فاشلة وحدوث خسائر في أرواح المدنيين وهذا من شأنه أن يقوض أهداف الحملة.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن مسؤولين في واشنطن قولهم إن أجهزة التجسس الأميركية تتلقى معلومات عديدة من أجهزة التنصت الإلكتروني والمخبرين حول المواقع المحتملة للمسلحين، إلا أنهم أضافوا أن اندلاع الصراع في اليمن خلق مجازفة جديدة وهي ان تقوم حركة أو تنظيم معين بإعطاء معلومات للأميركيين ويكون هدفها شن هجمات ضد خصومها فقط.
وقال مسؤول بارز في البنتاغون رفض الإفصاح عن هويته إن استخدام القوة ضد العناصر المسلحة في اليمن أصبح معقدا وصعبا جدا حيث اختلط ناشطو القاعدة مع الثوار والجماعات المعادية للحكومة مما وضع الولايات المتحدة في موقف صعب لا تستطيع فيه شن هجمات دون معرفة الأطراف المعنية في الهجوم.
وتابعت الصحيفة ان الحملة الأميركية في اليمن تتزعمها قيادة عمليات خاصة مشتركة في البنتاغون وبتنسيق وثيق مع جهاز الاستخبارات المركزية، غير أن الفرق العسكرية الأميركية وعملاء الاستخبارات لديها موقع قيادة في العاصمة اليمنية صنعاء لتقفي المعلومات حول المسلحين في اليمن وتدبير هجمات مستقبلية.
وأضافت: أن المخاوف تتزايد من تلاشى تأييد الحملة العسكرية في حال سقوط حكومة علي عبدالله صالح، غير أن سفير الولايات المتحدة لدى اليمن قد اجتمع مؤخرا بقادة المعارضة بشأن مسألة استمرار الحملات الأميركية فيما أبلغوه أن الحملات ضد القاعدة يجب أن تستمر في حال سيطرتهم على الحكم في صنعاء.
ورأت أن تواجد القاعدة في اليمن يشكل تهديدا خطيرا على الولايات المتحدة أكثر من قادة القاعدة الذين يقال إنهم مختبئون في باكستان لذلك تقوم واشنطن بتصعيد هجماتها لاستئصالهم من اليمن.
من جانبهم، استنكر شيوخ وعواقل وأعيان قبائل حاشد الحادث الذي استهدف الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وكبار مسؤولي الدولة أثناء أدائهم لصلاة «الجمعة» الماضية بمسجد «النهدين» في دار الرئاسة اليمنية.
وعبرت قبائل حاشد في رسالة رفعوها للرئيس صالح عن إدانتهم الشديدة لهذا الحادث الذي وصفوه بالحادث الإجرامي البشع، الذي اهتز لهوله وجدان الشعب اليمني والعربي والإسلامي والضمير الإنساني.
وأكدت الرسالة ـ التي نشرت امس بعدد من الصحف اليمنية ـ وقوفهم مع الرئيس صالح وأفراد القوات المسلحة والأمن، للذود عن حياض اليمن وحماية جميع الثوابت والمكتسبات الوطنية، وفاء لقوافل الشهداء وأنهار الدماء التي قدمتها قبائل حاشد وغيرها، لتثبيت دعائم الثورة اليمنية المجيدة (سبتمبر 62 وأكتوبر 63) والوحدة الوطنية والنظام الجمهوري المرتكز على الديموقراطية والتعددية السياسية.