لأول مرة في تاريخهم، تابع العراقيون أول جلسة لمجلس الوزراء على شاشات التلفزيون مباشرة، في خطوة أراد بها رئيس الوزراء نوري المالكي وضع العراقيين في صورة قريبة لأسباب تردي الخدمات، وتباينت ردود فعل العراقيين إزاء تلك الخطوة التي تعد فريدة بين الدول العربية، وربما في العالم أجمع.
قرار نقل الجلسات على الهواء مباشرة جاء بعد انتهاء مهلة المائة يوم التي حددها المالكي لتحسين أداء حكومته، واراد من خلالها إشراك المواطنين في تقييم عمل الوزارات، من خلال جلسات يومية يستعرض فيها انجازات كل وزارة والعقبات التي تواجهها.
الجلسات تابعها بعض العراقيين باهتمام كبير وتسمر بعضهم أمام الشاشات في المنازل والمقاهي بينما لم يعرها البعض الآخر أي اهتمام وحكموا عليها حتى قبل بثها بعد ان سئموا كثرة الوعود وغياب التنفيذ.
المعترضون او بتعبير آخر، غير المبالين بالنقل المباشر، وصفوا رغم اعتراضهم هذه الخطوة بالشفافة، وقدروا أنها تحدث لأول مرة في تاريخ الدولة العراقية، لكنهم يقولون إن الحديث بالارقام والحسابات والعقود يصيبهم بالصداع، وما يريدونه خدمات ملموسة يرونها بالعين المجردة وحياة كريمة توازي ثروات بلادهم.
الى ذلك، اعلن مصدر سياسي ان المالكي عزل النائب احمد الجلبي عن رئاسة هيئة المساءلة والعدالة الخاصة باجتثاث عناصر حزب البعث المنحل، وتسمية وزير حقوق الانسان محمد السوداني بدلا منه. وقال مصدر مقرب من الجلبي «تم اعفاء احمد الجلبي من رئاسة هيئة المساءلة والعدالة بموجب امر من رئاسة الوزراء صدر منذ ثلاثة ايام».
واضاف «تم تكليف وزير حقوق الانسان محمد شياع السوداني بتولي مهام الجلبي، وتسمية نزار اسعد متى، بدلا عن علي اللامي» في منصب المدير التنفيذي للهيئة. واغتال مسلحون مجهولون في 26 مايو اللامي بأسلحة مزودة بكواتم للصوت في بغداد. واكتفى انتفاض قنبر، عضو حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه الجلبي، بتأكيد الاقالة قائلا لفرانس برس ان «الجلبي لا يمكن ان يبقى رئيسا لهيئة المساءلة والعدالة كونه عضوا في مجلس النواب». واعتبر ان تسمية المالكي للسوداني بدلا عن الجلبي امر «غير دستوري لكونه لم يحصل على موافقة مجلس النواب».
والجلبي هو زعيم حزب «المؤتمر الوطني العراقي»، وكان عضوا في مجلس الحكم الانتقالي الذي تولى ادارة البلاد بعد اجتياح العراق عام 2003، وقد تولى رئاسته الدورية.
واقام الجلبي علاقات مميزة مع الولايات المتحدة ولعب دورا كبيرا في تزويد القوات الاميركية بمعلومات ساعدت في اجتياح العراق.
وكان الجلبي مسؤولا عن هيئة المساءلة والعدالة والتي كانت تعرف بـ «هيئة اجتثاث البعث». ومنعت هيئة المساءلة والعدالة مئات المرشحين من المشاركة في الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من مارس 2010، بدعوى ارتباطهم بحزب البعث.