واصل حجاج بيت الله الحرام أداء مناسكهم امس برمي الجمرة الصغرى في أول أيام التشريق الموافق الحادي عشر من ذي الحجة وثاني أيام عيد الأضحى في مشعر رمي الجمرات بمنى.
واستقبل حجاج بيت الله الحرام البالغ عددهم ما يقارب الثلاثة ملايين حاج في ظل تنظيم جديد وجهود مكثفة لتأمين سلامتهم الحادي عشر من شهر ذي الحجة على صعيد منى مستبشرين بما منّ الله عليهم من أداء مناسكهم بأمن وسلام وما انعم عليهم من حج بيته العتيق برمي الجمرات وهو آخر شعائر الحج.
وشرع للحجاج أداء هذه الشعيرة حتى الليل ليقوموا برمي سبع حصيات في كل جمرة تبدأ بالجمرة الصغرى ثم الوسطى فجمرة العقبة الكبرى اقتداء بسنة الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) وترمز هذه الشعيرة الى انتصار المسلم على الشيطان ووساوسه والى العبودية الخالصة لله وحده.
ويجوز للحاج أن يرمي الجمرات بعد غروب الشمس حتى فجر اليوم التالي طوال أيام التشريق اذا لم يتيسر له ذلك على الصحيح لكن السنة أن يكون الرمي بعد الزوال الى ما قبل الغروب.
ويمكث الحجاج بصعيد منى طوال أيام التشريق الثلاثة لكي يستكملوا شعيرة رمي الجمرات ويجوز للمتعجلين منهم أن يكتفوا بيومين.
ونظرا لان شعيرة الرجم هي اخر مناسك الحج فان أعدادا كبيرة من الحجاج المتعجلين سيبدأون اليوم بعد اتمام رمي الجمرات لليوم الثاني مغادرة منى قاصدين البيت الحرام لأداء طواف الوداع ليشرعوا في رحلة العودة الى أوطانهم.
وقد استمر أداء شعيرة رمي الجمرات بطريقة سلسة خاصة بعد استكمال عمليات تحسين جسر الجمرات من خلال تنفيذ المرحلة الثالثة من مشروع توسعة الجسر العملاقة التي تقدر تكلفتها بأكثر من أربعة مليارات ريال واتباع نظام التفويج الذي بدأت السلطات السعودية بتنفيذه قبل عامين بهدف التحكم في أعداد الحجاج وفق جدول منظم.
ويجسد مشروع تطوير جسر الجمرات والمنطقة المحيطة به الرعاية والاهتمام اللذين توليهما الحكومة السعودية لحجاج بيت الله الحرام وتوفير أقصى وسائل الراحة والأمان والاستقرار بما يمكنهم من أداء مناسكهم بأيسر السبل وأفضلها وبما يحفظ لهم سلامتهم.
ويتكون المشروع الذي يبلغ طوله 950 مترا وعرضه 80 مترا من أربعة أدوار تكون قادرة على تحمل اثني عشر طابقا وخمسة ملايين حاج في المستقبل اذا دعت الحاجة لذلك ويرتفع الدور الواحد اثني عشر مترا.
وتم خلال هذا العام تنظيم الساحات المحيطة بجسر الجمرات لتفادي التجمعات بها والسيطرة على ظاهرة الافتراش حول الجسر الى جانب مسارات الحجاج حتى لا يحدث تقاطع بين حركة الذاهبين للمسجد الحرام والعائدين منه فيما سيساعد المشروع على تنظيم وتخصيص الأماكن المناسبة للخدمات مثل الأغذية وأماكن الحلاقة ودورات المياه والخدمات الطبية والاسعافية وقوات الدفاع المدني والأمن العام.
وكانت شعائر رمي الجمرات بدأت الاربعاء في أول ايام عيد الاضحى. ويمضي مئات الاف الحجاج ليالي ايام التشريق الثلاثة في منى وتجتهد قوى الامن واجهزة الصحة والنظافة في تأمين نظافة مواقع مبيت الحجاج المنتشرة حول منطقة رمي الجمرات.
وجرت عملية الرجم في انسياب دون حوادث تذكر وقد اسهمت الاجراءات الجديدة بفصل مسار الداخلين عن مسار الخارجين من موقع الجمرات لتفادي اي ازدحام.
الصفحة في ملف ( pdf )