عواصم - أيمن صقر
أعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير سليمان عواد أن الرئيس حسني مبارك ناقش امس وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في قضية السلام وسبل الحفاظ على ما أسفر عنه اجتماع أنابوليس للسلام بشأن اطلاق مفاوضات جادة من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.
وذكر عواد في تصريحات للصحافيين عقب اللقاء أن اللقاء مع الرئيس مبارك جاء بناء على طلب باراك نفسه وقال عواد ان لقاء مبارك وباراك تناول أيضا سبل تخفيف الحصار ومعاناة الشعب الفلسطيني بالضفة الغربية وقطاع غزة، اضافة الى العلاقات الثنائية بين مصر واسرائيل والوضع على الحدود المشتركة.
واكد أن الرئيس مبارك حريص دائما في لقاءاته مع المسؤولين الاسرائليين على أن تسفر هذه الاجتماعات عن تقدم في عملية السلام، مشيرا الى أن اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هو هدف مصري وليس اسرائيلي فقط.
وأشار الى أن فشل جولتين من التفاوض بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي يومي 12 و23 الجاري انما يرجع الى النشاط الاستيطاني الاسرائيلي في معاليم ادوميم الغربية فى القدس وجبل أبوغنيم.
وقال عواد ان مصر «تدين تدخل الحكومة الاسرائيلية في قرار الكونغرس الاميركي بتعليق 100 مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر». واضاف ان «الاتهامات الاسرائيلية لمصر هي سحابة دخان الغرض منها تحويل الانظار عن عمليات الاستيطان الجارية حاليا والفشل في متابعة ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر انابوليس». من جانبه قال باراك لصحافيين «انني اغادر بانطباع ان هناك سبلا افضل للتفاهم من اجل معالجة اي صعوبات وعندما تكون هناك خلافات فسوف نناقشها في حوار وجها لوجه».
واكد ان اسرائيل «لم تدفع في اتجاه اي شيء في الكونغرس»، مضيفا ان «علاقاتنا الجيدة مع مصر في مصلحتنا».
ووصف باراك في مؤتمر صحافي عقده في شرم الشيخ قبل ان يغادرها في نهاية زيارته، انه اجرى «محادثات جيدة وصريحة» مع المسؤولين المصريين.
واوضح ان المحادثات تناولت «النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي وسبل تجاوز العقبات الحالية بما في ذلك التعامل مع الارهاب الذي يأتي من قطاع غزة ومناطق اخرى».
كما تطرقت الى الاوضاع في لبنان وسورية والقضايا الاقليمية بشكل عام فضلا عن موضوع الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط الذي اسره ناشطون فلسطينيون من قطاع غزة عام 2006، على حد قوله.
وشارك مدير المخابرات المصرية عمر سليمان ووزير الدفاع حسين طنطاوي في اللقاء الذي يأتي وسط توتر متصاعد بين البلدين على خلفية الانتقادات الاسرائيلية للجهود المصرية لاحباط عمليات تهريب السلاح الى قطاع غزة. في حين ذكرت مصادر اسرائيلية ان باراك توجه الى مصر لبحث تعزيز الامن على الحدود مع قطاع غزة.
وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط استبق اللقاء بانتقاد لاذع لتصريحات وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني بشأن محاولات تهريب الأسلحة حيث تتهم اسرائيل مصر بالتغاضي عنها. وقال أبو الغيط «ان مصر تقوم بدورها بتأثير واضح وبدقة على صعيد المشاركة في عملية السلام وبذل الجهد لكي لا تضيع ولا تفلت من أيدي أصحابها».
وأكد أن «مصر تتصدى لكل الخروق التي قد يحاول البعض القيام بها على الحدود المصرية - الفلسطينية أي أننا نتصدى للأنفاق ولكل ما يؤدى الى تعقيد العلاقات المصرية - الفلسطينية والمصرية - الاسرائيلية».
ونبه أبوالغيط الى «أن الحملة الاسرائيلية الموجهة ضد مصر كشفت عن نفسها في مواقف بعض دوائر الكونغرس الأميركي في الأشهر الأخيرة».
وقال «ان اللوبي الاسرائيلي لدى الكونغرس دفع بمواقف كانت اسرائيل وراءها». في اشارة الى مناشدات في الكونغرس لربط المساعدات الأميركية لمصر بالتحسن على الحدود مع غزة.
وأضاف ابوالغيط «ان الحملة الاسرائيلية والتهكمات والاشارات الواردة في الاعلام الاسرائيلي على مدى الأشهر القليلة الأخيرة تأتي في هذا السياق، لكن المؤكد أن مصر لا يمكن أن تسمح الا بالرد على كل التهكمات».
وأضاف «أن الحملة الاسرائيلية والتهكمات والاشارات الواردة في الاعلام الاسرائيلي على مدى الأشهر القليلة الأخيرة تأتي في هذا السياق لكن المؤكد أن مصر لا تسمح الا بالرد على كل التهكمات».
وأوضح أبوالغيط أنه فيما يتعلق ببعض المواقف المصرية الخاصة بالسماح لأسباب انسانية لأسر وعائلات ومواطنين فلسطينيين بالعبور عبر الأراضي المصرية الى فلسطين أن بلاده تتمسك بصحة رؤيتها في هذا المجال وستمضي في هذا الطريق.
وأعرب عن أمله أن تتجاوب اسرائيل والاتحاد الأوروبي مع هذه المواقف للتوصل الى تفاهمات جديدة أو على الأقل عدم معارضة المسائل الانسانية التي تسمح بها مصر، مشددا على أن بلاده ستمضي في هذا الطريق.
رغم ذلك، عاد الرئيس السابق للاستخبارات الاسرائيلية (الموساد) أفرايم هاليفي امس لاتهام مصر بأن لها «مصالح خاصة» مع سكان قطاع غزة وحركة حماس «لذلك تسمح لهم بتهريب السلاح».
وقال هاليفي في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية «ان لمصر اعتبارات خاصة بها في قطاع غزة وهي لا تماثل بالضرورة مصالح اسرائيل».
وأضاف بالقول: «لمصر علاقات خاصة مع سكان القطاع وحماس ولا يمكن لاسرائيل تجاهل هذه الحقيقة».
الصفحة في ملف ( pdf )