لم يمهل الموت رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة وزعيمة المعارضة الابرز بينظير بوتو حتى الثامن من يناير المقبل موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة، حيث قضت برصاصة في العنق اطلقها الانتحاري الذي نفذ العملية قبل ان يفجر نفسه برئيسة الوزراء في نهاية مؤتمر خطابي لأنصارها عقدته في روالبندي امس بحسب الشرطة الباكستانية.
واكد المتحدث باسم وزارة الداخلية الباكستانية جواد شيما رسميا مقتل رئيسة الوزراء متأثرة بجراحها في الهجوم الانتحاري الذي استهدف تجمعا لحزبها في ضاحية اسلام اباد.
واسفر الهجوم عن سقوط 16 قتيلا في ختام تجمع لحزب بوتو المعارض في ضاحية اسلام آباد، حسبما قال مسؤول في حزبها. واعلن وزير الداخلية الباكستاني حامد نواز خان حالة التأهب الامني القصوى في مختلف انحاء باكستان تزامنا مع اندلاع اعمال العنف في مختلف الاقاليم الذي تحول في بعض المناطق الى عنف ومواجهات دامية امتدت الى مناطق مختلفة من اقليم السند الجنوبي الباكستاني، حيث اشعل متظاهرون النار في اطارات السيارات ورددوا الشعارات المعادية للحكومة الباكستانية وللرئيس مشرف مطالبين باستقالته متهمين اياه بالمسؤولية عن الاغتيال الامر الذي يفاقم الازمة السياسية التي يعيشها .واتجهت اصابع الاتهام نحو المتطرفين الاسلاميين الموالين للقاعدة خاصة وان بوتو اتهمت المدارس الدينية بتعليم طلابها القتل والتدمير عوضا عن تعليم الدين.
وفي مدينة حيدر آباد بالاقليم نفسه، تحولت الاوضاع الى ما يشبه الفوضى من خلال الصدامات بين قوات الامن وبين المتظاهرين الغاضبين الذين يتهمون حكومة الرئيس مشرف بقتل بوتو.
قنابل الغاز
واستخدمت الشرطة الباكستانية في مدينة كراتشي قنابل الغاز لتفريق المتظاهرين الغاضبين الذين اوقفوا حركة المرور في شوارع المدينة واشعلوا اطارات السيارات وهتفوا ضد الحكومة وضد الرئيس برويز مشرف، واشارت المعلومات الى مقتل شخصين وحرق 40 سيارة، في المدينة التى تعد احدى معاقل حزب الشعب الذي كانت تقوده بينظير بوتو. وعقب الهجوم عقد مجلس الامن الدولي اجتماعا طارئا لمناقشة اوضاع باكستان بعد اغتيال بوتو واصدر بيانا ادان فيه الحادث الارهابي
ووقع الهجوم على بوتو بعد ساعات قليلة فقط من مقتل اربعة من انصار رئيس الوزراء السابق نواز شريف عندما فتح عليهم اعضاء من حزب سياسي آخر النار على مسيرة كانوا يشاركون فيها. وقالت الشرطة الباكستانية ان الحادث وقع عندما بلغت المسيرة مكانا قريبا من مطار اسلام آباد.
واضافت ان الحادث خلف عددا آخر لم يحدد بعد من انصار شريف، فيما لم يتم تحديد هوية الحزب الذي كان اعضاء فيه وراء فتح اطلاق النار. وتأتي هذه الحوادث فيما احتدمت الحملات الانتخابية في باكستان مع خروج القادة السياسيين المعارضين الى الشوارع للالتقاء مع ناخبيهم، وشنوا حملات ضد الرئيس برويز مشرف وحضوا الناخبين بالتوجه الى صناديق الاقتراع من اجل التغيير.
يشار ان الانتخابات التشريعية في باكستان ستجرى في الثامن من يناير المقبل، وتشكل خطوة مهمة على طريق اعادة الديموقراطية بعد نحو ستة اسابيع من فرض حالة الطوارئ في البلاد، والتي كانت قد رفعت في الخامس عشر من الشهر الجاري.
وسبق لموكب بوتو ان كان هدفا لتفجير انتحاري في اكتوبر الماضي اسفر عن مقتل 136 شخصا في كراشي في اليوم نفسه الذي عادت فيه الى البلاد من منفى اختياري استمر ثماني سنوات.
الصفحة في ملف ( pdf )