بيروت - عمر حبنجر
أمام تعثر المبادرات الدولية وتقلص دائرة الاتصالات الداخلية، كان مؤكدا ان جلسة الانتخاب الرئاسية الحادية عشرة لن تعقد امس، ولهذا بكّر رئيس مجلس النواب نبيه بري بإعلان تأجيلها اسبوعين الى الامام، تجنبا للنقاشات المتشنجة بين نواب المعارضة والموالاة، كما تقول مصادره.
ولقد ساهمت تصريحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لصحيفة «الأهرام» المصرية، في توسيع نطاق الاحباط العام المنتشر في لبنان منذ 24 نوفمبر الماضي، عندما اعتبر ان بلاده «أنجزت ما عليها انجازه في موضوع رئاسة الجمهورية اللبنانية».
هذه الصورة الفرنسية للوضع اللبناني، عززت قول القائلين باحتمال استمرار الفراغ الرئاسي حتى انتخاب مجلس نيابي جديد اي في يونيو 2009.
موقف روسي داعم للأكثرية
بيد أن موقفا روسيا استجد أمس، وخفف من قتامة الصورة الفرنسية التي رسمها ساركوزي في «الاهرام»، حين اتهم رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الفيدرالية الروسي ميخائيل مارغيلوف، نيابة عن البرلمانيين الروس، المعارضة اللبنانية بتعطيل الاستحقاق الرئاسي.
مطالبا بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية.
وقال مارغيلوف ان بعض كتل المعارضة تقدم كل مرة شروطا جديدة غير قابلة للتنفيذ، وتعطل بذلك عودة البلاد الى المجرى الدستوري الطبيعي، معربا عن تأييد البرلمانيين الروس الحازم للحكومة اللبنانية الشرعية، وعن ثقتهم بالجيش اللبناني والاجهزة الامنية اللبنانية التي لن تسمح بانجرار البلاد الى الفوضى والحرب الاهلية. وطالب مارغيلوف «بعض القوى في المنطقة» بالكف عن عرقلة انتخاب رئيس جديد للبنان من خلال حلفائها في البرلمان اللبناني.
أما على الصعيد المحلي، فتكاد الاتصالات ان تكون محصورة، على مستوى طرفي الصراع، بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط، فلقاء رئيس المجلس رئيس كتلة الاكثرية سعد الحريري في المجلس النيابي قبيل تأجيل الجلسة الانتخابية العاشرة لم يتكرر، بينما لا توجد اتصالات مع العماد ميشال عون مفوض المعارضة الجديد لمفاوضة الاكثرية. وقالت مصادر بري ان اتصالا مع جنبلاط سبق اعلان التأجيل الجديد. وذكر ان مكتب الامين العام للرئاسة الفرنسية جان كلود غيان، بعث برسائل فاكسية إلى القيادات الاكثرية طرح فيها مطلب المعارضة المتمثل «بالثلث الضامن» في مجلس الوزراء، الذي تصفه الموالاة «بالثلث المعطل» وجاءه الرد بأن المطلوب هو الثلث الوازن لرئيس الجمهورية، وليس الثلث «المسقط» الذي تطالب به المعارضة.
بري: فاوضوا العماد عون
مصادر رئيس المجلس النيابي قالت ان الرئيس بري ابلغ امين الرئاسة الفرنسية بأن العماد ميشال عون هو المعني وحده بالتفاوض باسم المعارضة مع الاكثرية حول سلة المطالب. وانه اي الرئيس بري سيتصدى لأي محاولة لانتخاب رئيس خارج المادة 74 من الدستور، واعتبرت ان لا مفر من مفاوضة عون الذي في جيبه الورقة التي توافقت عليها المعارضة.
العماد ميشال عون وبعد ترؤسه اجتماع كتلته النيابية خرج الى وسائل الاعلام ليعلن أن ممارسة الحكومة غير الشرعية لصلاحيات الرئاسة الاولى امر خطير، واصفا ما يحصل بالعملية الانقلابية، ومؤكدا ان الاصرار على هذا الانقلاب سيقابله رد من خلال المعارضة لم يفصح عن فحواه، سيعلن قريبا.
ورفض عون اعتبار الاكثرية مطلب الثلث الضامن، مطلبا تعطيليا معتبرا في المقابل ان هذه المزاعم تندرج في اطار التخريب النفسي.
وقال ان رئيس الجمهورية يرجح الاكثريتين اكثرية الاكثرية واكثرية الاقلية بما يسمح له ممارسة صلاحياته.
وتحدى عون الاكثرية باللجوء الى الانتخابات النيابية متهما اياها بالتعود على العبودية. على الايقاع عينه كان حديث الوزير السابق سليمان فرنجية عندما اكد انه ما لم يكن هناك ثلث ضامن للمعارضة في مجلس الوزراء فليس هناك رئيس جمهورية، واذا ذهبوا الى النصف + 1، فمعناه انهم ذاهبون الى الفتنة. وفي غمزة من قناة سمير جعجع رئيس القوات اللبنانية، قال فرنجية هناك منظرون جدد في القوانين والدساتير، عندما يريدون يستصدرون القوانين في مجلس النواب لتخرجهم من السجون.
الجميل والثلث المسقط
الرئيس امين الجميل اعتبر في مطلب الثلث المسقط للحكومة هو العقدة، لأنه من خلال هذا الثلث يمكن للمعارضة ان تسقط هذه الحكومة، وهذا شيء غير منطقي، لأن ما يسقط الحكومة هو التصويت في مجلس النواب، واكد الجميل ان الاكثرية ستضطر الى ايجاد الحلول، لأنه اذا لم نستطع انتخاب رئيس سنبحث عن حل لتسيير شؤون الدولة. رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين اعتبر ان اي قرار يصدر عن حكومة السنيورة «البتراء» هو اغتيال حقيقي لاتفاق الطائف، مؤكدا ان فريق السلطة سيحاسب على قراراته الجائرة، لأن التسلط لن يستمر إلى ما لا نهاية، وان المعارضة ستتخذ الموقف المناسب في الوقت المناسب.
الصفحة في ملف ( pdf )