وجهت المتحدثة باسم رئيسة الوزراء الباكستانية الراحلة بينظير بوتو صفعة للحكومة الباكستانية عندما اكدت ان بوتو اصيبت برصاصة في رأسها وانها تبينت ذلك بعد أن حضرت تغسيل جثتها قبل دفنها.
وأضافت شيري رحمن «لاحظت انها مصابة بجرح ناتج عن رصاصة في الجزء الخلفي من رأسها وبجرح اخر ناتج عن خروج الرصاصة من الطرف الاخر من الرأس»، وهو ما يناقض اعلان الحكومة انه تبين بعد تشريح جثة بوتو انها قضت في اصطدام رأسها بمقبض فتحة سقف سيارتها وهي تحاول الاحتماء داخلها عند وقوع الانفجار، مؤكدة انها لم تصب باي رصاصة او شظية.
واتهمت رحمن الحكومة الباكستانية بالتضليل فيما يخص ملابسات حادث اغتيال بوتو والسبب الرئيسي فى وفاتها.
وقالت شيري رحمن فى تصريحات صحافية أمس ان الحكومة اتخذت اجراءات مبالغا فيها للتغطية على ملابسات حادث الاغتيال، وانها دفعت المستشفى الذي لفظت فيه بوتو أنفاسها الأخيرة الى تغيير التقرير الخاص بأسباب الوفاة ووصفت التقرير الصادرعن المستشفى بأنه غير صحيح.
كما وصفت تصريحات المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية الباكستانية جاويد اقبال التي قال فيها ان بوتو ماتت بسبب ارتطام رأسها بجسم السيارة بانها «هراء سخيف وخطير لأنه يمثل تغطية على حقيقة ما حدث».
واوضحت انها كانت برفقة بينظير بوتو لحظة الهجوم عليها وقالت انه تم نقل بوتو بسيارتها الخاصة الى المستشفى وانها رافقت الجثمان خلال عملية الغسل وتحققت من اصابتها في رأسها برصاصة اخترقته.
إعادة تشريح الجثة
وردا على ذلك أعلنت الحكومة الباكستانية أمس استعدادها لنبش جثة رئيسة الوزراء السابقة واعادة تشريحها لتحديد اسباب وفاتها اذا طلب حزبها ذلك.
بدوره رفض حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تقوده بوتو تفسيرات الحكومة ايضا ووصفها بأنها تستر على الحادث.
وقال فرحة الله بابار المتحدث باسم الحزب «انها عملية قتل بارعة نفذها قناص ماهر، ونحن نرفض تفسير وزارة الداخلية لها ونطالب باجراء تحقيق دولي في حادث اغتيال بوتو على غرار التحقيق في اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري».
الصفعة الاخرى جاءت من حركة طالبان الباكستانية الذي نفى بيت الله محسود أحد زعمائه في باكستان ضلوعه في اغتيال رئيسة الوزراء السابقة، وكانت الحكومة اتهمت التنظيم بالوقوف وراء اغتيال بوتو عبر شخص بيت الله محسود وبثت النص الحرفي لمكالمة هاتفية قالت ان اجهزة الاستخبارات رصدتها ويهنئ فيها محسود عضوا اخر في التنظيم على اغتيال بوتو.
طالبان تنفي
وقال المولى عمر المتحدث باسم محسود ان الأخير ليس متورطا في هذا الاعتداء، انها مؤامرة من تدبير الحكومة والجيش واجهزة الاستخبارات الباكستانية.
واكد المتحدث الذي سبق ان تكلم مرارا باسم محسود انه يتصل من وزيرستان في المناطق القبلية شمال غرب باكستان على حدود افغانستان حيث تقول واشنطن ان تنظيم القاعدة وحركة طالبان الافغانية اعادا تشكيل قواتهما بدعم من القبائل المحلية المتطرفة، ومنها قبيلة آل محسود.
وقال المولى عمر ان «مهاجمة امرأة امر مخالف للتقاليد القبلية»، وقال عمر وهو المتحدث الرسمي باسم تنظيم طالبان الباكستاني، «هذه مؤامرة خطط لها جيدا ونفذتها اجهزة المخابرات والجيش والحكومة لدوافع سياسية خاصة بهم» وأضاف أنه يدين اغتيال بوتو.
واضاف معلقا على نشر الحكومة نصا حرفيا لمقابلة قالت ان اجهزة الاستخبارات اعترضتها بين محسود وأحد منظمي الاعتداء، «انها مسرحية».
وعبر المولى عمر عن «حزنه» لمقتل بوتو معتبرا انه كان من «المستحيل» على مقاتلين اسلاميين المرور عبر الطوق الامني المفروض على موقع التجمع الانتخابي الذي كانت بوتو خارجة منه.
وختم المولى عمر ان «بينظير لم تكن من قادة باكستان فحسب بل من الزعماء المعروفين عالميا، ونود التعبير عن عميق ألمنا، وعن الصدمة التي اثارها موتها»، واصبحت بوتو تشكل خطورة على تنظيم القاعدة منذ عودتها الى الساحة السياسية هذا العام.
وقالت انها ستسمح بشن هجمات اميركية على أهداف للقاعدة في مناطق القبائل على الحدود الافغانية اذا لم تكن القوات الباكستانية قادرة على تنفيذ المهمة بنفسها.
الصفحة في ملف ( pdf )