القاهرة - ايمن صقر
فيما دعا الرئيس المصري محمد حسني مبارك نظيره السوري بشار الأسد الى استخدام نفوذه لانهاء أزمة الاستحقاق الرئاسي في لبنان، هدد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بأن بلاده قد تضطر الى مقاطعة سورية لحين انتخاب رئيس توافقي للبنان.
وقال الرئيس الفرنسي، الذييقوم بأول زيارة رسمية لمصر منذ توليه الرئاسةفي مايو من العام الحالي، ان فرنسا تنتظر «أفعال حقيقة من سورية، وليس مجرد أقاويل»، فيما يتعلق بالأزمة السياسية الداخلية في لبنان.
وأضاف ساركوزي في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس المصري حسني مبارك «لقد سألت الرئيس مبارك ان كنت قد اصبت باجراء اتصالات مع الرئيس السوري بشار الاسد، فقال: انا غير نادم على ذلك واتحمل المسؤولية اذ كنت اريد ان اتعامل بكل حسن نية».
وتابع «لا بد من الاعتراف اليوم بانه لم يعد من الممكن الانتظار ولن اجري.. اقصد انني ومعاوني لن نجري اي اتصالات مع سورية ما لم تكن هناك أدلة على رغبتها في ان يتم انتخاب رئيس لبناني توافقي».
كما أكد الرئيس الفرنسي استعداد بلاده للتعاون مع مصر في مجال الطاقة النووية السلمية، وقال: «باريس مستعدة للتعاون مع مصر في المجال النووي للأغراض المدنية، اذا ما رغبت مصر في ذلك».
وأشار الى أن المباحثات على الصعيد الثنائي تناولت التعاون مع مصر فيما يتعلق بطموحاتها الكبيرة للطاقة النووية للاستخدامات المدنية من خلال الاستعانة بالأساليب التي تناسبها، خاصة أن الرئيس مبارك يعرف تماما نوعية المعلومات والمعرفة الفرنسية في مجال الطاقة النووية المدنية، مؤكدا أن الطاقة النووية هي طاقة المستقبل وأن دولا مثل فرنسا عليها أن تسمح للدول العربية بالحصول على هذه الطاقة.
وقال ان الذين لا يعرفون هذا التوجه يكونون قد حكموا على الدول العربية بألا تفتح اقتصادياتها على القرن الحادي والعشرين، مضيفا أنه نظرا لقدرة مصر على أن تجر خلفها بقية الدول العربية فهذا الهدف رئيسي بالنسبة لفرنسا وحول القضية الفلسطينية، أكد ساركوزي أنه يدعم «الجهود الحالية لاقامة دولة فلسطينية مستقلة ديموقراطية، قابلة للاستمرار قبل نهاية العام 2008».
وأضاف قائلا: «أفضل ضمانة للأمن والاستقرار في المنطقة، هو وجود دولة فلسطينية تعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل».
وفي ختام تصريحاته، شدد الرئيس الفرنسي قائلا: «سنطالب اسرائيل بمبادرة تساهم في تسوية الوضع المتأزم في الشرق الأوسط».
من جانبه، أكد الرئيس المصري وجود مواقف مشتركة بين بلاده وفرنسا بشأن قيام الدولة الفلسطينية واستقرار لبنان.
وتابع الرئيس المصري «انه ليس من المعقول أن تبقى لبنان وهي دولة عربية في منطقة الشرق الأوسط من دون رئيس ومن دون حكومة ومشلولة لفترة طويلة، وكلما يدعو البرلمان الى اجتماع يغلق ويؤجل لمدة أسبوع، وأنا واثق أنه سيتأجل أسبوعا الى اسبوع ولا أعرف الى متى، ان هذا الوضع خطير جدا ومصالح المواطنين اللبنانيين تتوقف والعمل يتوقف، مؤكدا أن عدم انتخاب رئيس للبنان حتى الآن يعد «مصيبة».
وطالب الرئيس مبارك من سورية التدخل بما لها من نفوذ في لبنان بأن تعمل على ايجاد الوفاق حتى يمكن للبرلمان انتخاب رئيس للبنان، مشيرا الى أن الحال اذا استمر على ما هو عليه فان المسألة ستتعقد أكثر وأكثر وقد لا يؤدي الى ما يحمد عقباه.
الصفحة في ملف ( pdf )