بيروت - ناجي يونس
اعتبر وزير الخارجية اللبناني الاسبق فارس بويز ان صورة الاستحقاق الرئاسي قد تنقشع حتى مطلع الربيع، لافتا الى ان لبنان اعتاد ان يمر في فترات من دون رئيس او حكم او ادارة، الا ان اللبنانيين استمروا ونظموا امورهم بأنفسهم، وبقيت الحياة قائمة في الربوع اللبنانية.
وقال بوزير لـ «الأنباء» انه يشكك في بقاء احتمال انتخاب العماد ميشال سليمان متاحا، اذ ان المراقب وكيفما نظر الى مسار الامور لبنانيا يلمس بسهولة انه ليست هناك تسهيلات دستورية منطقية او اخرى سياسية، داعيا اهل السياسة للتوجه الى خيارات اخرى بما ان انتخاب قائد الجيش بات يحتاج الى معجزة دستورية جديدة وسط الظروف السائدة وانعدام التوافق السياسي.
كيف تستشف الافق اللبناني المأزوم بعدما مضى شهر ونيف على شغور سدة الرئاسة الاولى؟
للمرة الحادية عشرة تم تأجيل الجلسة التي خصصت لانتخاب رئيس جديد، ويرتبط ذلك بعدم جهوزية التوافق السياسي الفعلي الذي يحدد التركيبة اللبنانية، وهو ما لا يتوافر حتى الآن على المستوى السياسي وحول اسم مرشح معين.
وهناك مشكلة اخرى تكمن في ان الاتجاه الذي سلك نحو طرح قائد الجيش العماد ميشال سليمان اصطدم بعقبات دستورية اساسية، وقد يتطلب جهدا دستوريا كبيرا، لا بل ربما تفسيرات واجتهادات دستورية قد تخرج على الهامش المسموح في عالم التفسيرات والاجتهادات وكيفما اخذنا الامور فإننا نصطدم بعقبات عدة قد تفترض نوعا من انتهاك حقيقي للدستور.
ما هي هذه العقبات؟
عادة الاجتهاد والتفسير يذهبان الى ما هو قريب من حدود الدستور، ولا يمكن ان يصلا الى حد بعيد فيأتيان متناقضين او متضاربين او متعالجين بشكل تام مع ما يرد في فحوى نصوص الدستور وروحها وفلسفتها.
ومنذ 23 سبتمبر الماضي اصبح مجلس النواب هيئة انتخابية، وبهذه الصفة لم يعد بامكانه ان يتطرق الى اي عمل الا العمل المباشر الذي هو انتخاب رئيس للجمهورية، وهو لا يستطيع طيلة هذه المدة الا ان يعطي اولوية مطلقة لاتمام الاستحقاق الرئاسي او ان يشرع قوانين او قوانين دستورية او ان يبحث في الموازنة او ان يراقب اعمال السلطة التنفيذية وفقا لوظائفه خارج اطار هذه الفترة.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )