بيروت - زينة طبارة
رأى عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب نبيل نقولا، في حديث لـ «الأنباء»، ان تصريح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في قمة القاهرة لم يكن سوى كلام سياحي وليس سياسيا لأن اساس زيارة ساركوزي لمصر كانت للنقاهة مع السيدة التي كانت برفقته لتمضية عطلة رأس السنة، معتبرا ان كثرة تدخل الدول في الشأن اللبناني اعاق فرص التوصل الى توافق بين الفرقاء اللبنانيين، مضيفا انه بقدر ما ترفع يدها جميع الدول عربية كانت ام غربية عن الداخل اللبناني بقدر ما تتحلحل الازمة اللبنانية بسرعة اكبر.
وتساءل نقولا عما اذا كانت الموالاة تحتمي وراء ساركوزي لتستمد منه قوتها ومعنوياتها، معتبرا ان ساركوزي ليس الرجل المناسب لهذه المهمة، كما انه ليس الرجل الصالح للتلطي خلفه، وتوجه النائب نقولا بكلامه الى الرئيس الفرنسي قائلا «ليعط دروسه في السياسة وعرض العضلات للشعب الفرنسي بدلا من ان يعطينا اياها، ربما يكون ابناء بلده بحاجة لها اكثر من اللبنانيين»، ورد نقولا على احد الوزراء في فريق السنيورة فيما خص الاستقواء بكلام ساركوزي، قائلا «انها ليلة رأس السنة ولا يشرب هذا الرجل فيها الشاي، انما يشرب الويسكي الاميركي والنبيذ الفرنسي، فلا عتب عليه الا بعد صحوته من البنج البوشي والساركوزي».
التمثيلان السياسي والروحي
وعن السجال الدائر حول كلمة العماد عون الاخيرة، اوضح النائب نقولا ان العماد عون لا يريد مشاطرة بكركي تمثيل المسيحيين من الناحية الروحية التي تنحصر في بكركي وحدها كونها المرجعية الروحية المسيحية الكبرى في لبنان وانطاكيا وسائر المشرق، انما قصد (العماد عون) في كلامه المرجعية السياسية للمسيحيين في لبنان التي تنحصر به وحده كونه يمثل اوسع قاعدة شعبية من الناحية السياسية على امتداد ارض الوطن والتي تجاوزت 60% من المسيحيين، واضاف نقولا: ان الكلام الذي ادلى به العماد عون لا يعني اطلاقا توترا في العلاقات بين بكركي والرابية، كما يشتهي البعض، انما يهدف الى تصويب الامور والفصل بين التمثيل المسيحي سياسيا والتمثيل المسيحي روحيا، لافتا الى ان الفريق المسيحي في قوى 14 مارس يختبئ تحت عباءة البطريرك صفير، عله بذلك يستطيع الحصول على جزء ولو ضئيلا من التمثيل يخوله التكلم في السياسة، داعيا بكركي لتكون الى جانب الحق كما تنص التعاليم المسيحية، منبها الى انه في حال تدخلت اكبر مرجعية مسيحية في لبنان لمصلحة فريق لا يمثل اكثرية المسيحيين ضد فريق آخر تكون بذلك قد ناقضت الحق واتصفت بعدم العدالة، واشار النائب نقولا الى ضرورة اما الذهاب الى انتخابات نيابية مبكرة في حال شكك البعض في حجم التمثيل المسيحي الذي يملكه العماد عون واما الذهاب الى انتخابات رئاسية مباشرة من الشعب لاعطاء كل فريق حجمه ووضع النقاط على الحروف وحسم الجدل.
وقال نقولا ان صلاحيات رئيس الجمهورية كانت محور كلام العماد عون الذي طالب من خلاله توضيح البطريرك صفير لموقفه، في ظل تضارب للمواقف بين اطراف الموالاة، تجلى في تصريح احد وزراء الموالاة المسيحيين بانه تم استعمال صلاحيات الرئيس بمباركة بكركي، في حين سبق للسنيورة ان وعد البطريرك صفير بعدم استعمال صلاحيات الرئيس، وخلص نقولا الى ان عون طالب بتصحيح الامور وتصويبها في حال كان البطريرك على بينة من الامر، كي يتسنى للشعب المسيحي معرفة حقيقة من يهمش دورهم ومن الذي يمنع ايصال رئيس مسيحي قوي الى رئاسة الجمهورية.
تحرك المعارضة
وعن التحرك المقبل للمعارضة، اكد نقولا انه سيكون تكملة لما بدأت به ولما تقوم به حاليا ضمن اصول اللعبة السياسية مع الحفاظ على السلم الاهلي وعلى الدولة وكيانها، مؤكدا ايضا ان المعارضة لا تريد اسقاط الدولة انما تريد اسقاط حكومة السنيورة ومن وراءها من اميركيين واسرائيليين، معتقدا ان المعارضة قامت حتى الآن بعمل جبار في وقوفها بوجه من يتعامل مع اسرائيل والولايات المتحدة على حساب الوطن والعيش المشترك فيه، وكذلك وفي منعها قوى 14 مارس من وضع يدها على القصر الجمهوري ومن تحقيق مآربها المتمثلة في الاستئثار بمقدرات السلطة في لبنان.
وختم نقولا ان المعارضة تؤيد انتخاب العماد سليمان رئيسا للجمهورية شرط ان يكون الضامن للوفاق وليس طرفا يعمل لمصلحة اي فريق من الفريقين على حساب الآخر، والا يكون رئيسا لفئة دون الفئات الاخرى، بمعنى آخر اوضح نقولا انه يجب ان يكون العماد سليمان الكتلة الضامنة والوازنة داخل مجلس الوزراء كي لا يصيبه ما اصاب الرئيس لحود سابقا من انقلاب فريق من الوزراء عليه، يؤدي الى شل قدرته السياسية محليا ودوليا.
الصفحة في ملف ( pdf )