بيروت
عدنان الراشد ـ عمر حبنجر
مع وزير الاعلام اللبناني غازي العريضي، تسهل الرؤية وتنجلي الصورة، فالرجل متميز بطلاقة القول وصوابية الرأي وتناسق الافكار، فضلا عن صدق التعبير عن الموقف واحترام النفس والموقع.
في تعامله مع الآخرين، يفرق بين كونه وزيرا للاعلام، وعضويته للحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط، بصفته الاولى يقف على مسافة واحدة من مختلف الاطراف والاطياف، لا فارق لديه بين موال ومعارض، لأن الدولة للجميع، أما بصفته الحزبية والنيابية، فموقفه جزء من موقف التكتل الاكثري الذي ينتمي اليه، مع ابقاء النوافذ مفتوحة على المعارضين.
الاعلام الرسمي من الوكالة الوطنية للاعلام الى الاذاعة والتلفزيون منابر مفتوحة لكل قول وشورة الا ما يخرج عن آداب الكلام، للمعارضة تماما كما للموالاة.
وربما جاز القول ان الاعلام الرسمي في لبنان الآن، حر بما يتخطى حرية الاعلام الخاص، المثقل بعضه بالالتزامات والارتباطات، فيما الاعلام الرسمي عاكس لمفهوم وزيره، لما يتعين ان يكون عليه الاعلام المفتوح والمتوازن.
في حديثه الشامل لـ «الأنباء» استهل الوزير العريضي بالرد على سؤال حول الموقف، بعد انتهاء الدورة العادية لمجلس النواب، وبالتالي الدخول في الفراغ النيابي على غرار الفراغ الرئاسي. فقال: قد تبرر المعارضة ورئيس المجلس النيابي لأنفسهم عدم التجاوب مع الحكومة في طلب فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، لاعتبار سياسي، ولكن رئيس المجلس لا يستطيع تجاهل طلب فتح الدورة من جانب 13 نائبا.
وبدا للوزير العريضي ان «الموضوع اكبر من لبنان، والا فما مبرر هذه المواقف الرافضة للمعارضة، لكل المبادرات العربية والدولية مذكرا بتصريحات للامين العام للجامعة العربية في هذا المعنى، والذي أحبطت مساعيه اكثر من مرة، وقد قرأ العريضي في كلام الرئيس بري لعمرو موسى: اتفقوا بينكم كعرب ونحن بألف خير، ما يعني اننا لسنا بحاجة الى مساعيكم، تساءل وزير الاعلام اللبناني، كيف ان المعارضة تريد صيغة لا غالب ولا مغلوب بينما تحاول الاستقواء بوضع شروط الغالب؟ واستغرب قول البعض ان المسألة شأن داخلي لبناني، بينما التفاوض يتم بين سورية وفرنسا!
وكشف الوزير العريضي عن ان المعارضة لم تتفق على التحرك في الشارع، منبها الذين يتحدثون عن عصيان مدني الى عدم المساس بالامن والسلم الاهلي والاستقرار، مذكرا بالفتنة الكبرى، التي كادت ان تشتعل في يناير الماضي، وهي ما تتمناها اسرائيل.
وفي رأي عضو اللقاء النيابي الديموقراطي ان هناك من يسعى من جانب المعارضة ومن وراءها، الى مثل هذا الامر للقول ان لبنان لا يستطيع ان يحكم نفسه بنفسه.
وردا على سؤال اكد العريضي على ضرورة وجود معارضة في أي نظام ديموقراطي، ولكن أي معارضة في اي نظام برنامجها الشلل أو الفوضى أو الخلل أو حزب الارباك، كالمعارضة عندنا التي ليس لها أي برنامج سياسي على الاطلاق؟
وردا على بعض الطروحات الداعية الى «طائف جديد» قال العريضي: ليس ثمة دستور مقدس لكن المساس باتفاق الطائف الآن مساس بتوازنات قائمة، وهذا أمر خطير.
وبسؤاله عما اذا كان ثمة محاولات لفتح القنوات مع سورية، أو من طرفها، قال: لقد نشرت الصحف بالامس، حكما صدر بحق مواطن سوري لأنه اتصل بنائب لبناني صديق له، من قوى 14 مارس!
العريضي اكد ان فكرة الرئيس التوافقي هي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، وقد اطلقها في بعلبك وعندما وافقت الاكثرية على الطرح جوبهت بالشروط التي بلغت حد تحويل مسؤولية المفاوضة باسم المعارضة من رئيس المجلس الى العماد ميشال عون!
وعن المرشح التوافقي العماد ميشال سليمان، قال: أنا لا أريد ان أحمل الرجل أكثر مما يحتمل اليوم، خصوصا بعد الضربة التي وجهت للمؤسسة باغتيال اللواء فرانسوا الحاج.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )