بيروت ـ عمر حبنجر ـ أحمد عزالدين
اكد رئيس مجلس النواب نبيه بري ان التوافق هو السبيل الى العيش المشترك الذي يجمعنا جميعا من اي فئة كانت، ونقل الوزير السابق كرم كرم بعد زيارته عين التينة ان الرئيس بري مازال يدعو الى التوافق، واذا كان هناك من رغبة جدية في ان نتشارك في هذا البلد فالطريق الى المشاركة هي التوافق، والتوافق ينطلق من الحوار واعتراف كل فريق بحق الفريق الآخر.
وتابع كرم ان المطلوب ان يتنازل الجميع من اجل الوطن، مشيرا الى ان الماضي الرهيب مازال عالقا في اذهان الجميع ولا احد يريد العودة الى هذا الماضي، ولا يوجد اي سبب يمنع اقامة حوار في الداخل، لأن الخارج يريد مصالحه، وهو يتخبط، فهو تارة يقول نريد من سورية ان ترفع يدها عن لبنان وطورا يناشدها بالتدخل، وقال ان الهدف الوحيد لهذا الخارج هو الحفاظ على امن اسرائيل ويدعمها في اعتداءاتها ضد جنوب لبنان.
واستقبل الرئيس بري السفير المصري احمد فؤاد البديوي وعرض معه التطورات واجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر بعد غد. كما استقبل بري رئيس البرلمان العربي محمد جاسم الصقر الذي لم يشأ الادلاء بأي تصريح، لكنه اوضح في دردشة مع الصحافيين انه لم يكن يقصد ما قاله مؤخرا الدعوة الى تعديل اتفاق الطائف.
في غضون ذلك، تمحورت الحركة السياسية في لبنان امس حول المواقف التي اطلقها كل من الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط في اطلالتيهما التلفزيونية المتقاربتين من حيث التوقيت والمتباعدتين من حيث المعنى.
وركز الموالون والمعارضون كل من جهته على توضيح ما غمض في كلام الطرف الذي يمثله مع موجة انتقادات للطرف الآخر، ما يؤكد على ما اشار اليه السيد حسن نصرالله من ان كل شخص في لبنان يستمع الى من يمثله وحسب.
النائب وليد جنبلاط كان اول المعلقين على حديث نصرالله، وقد اشار الى اصوات الرصاص في العاصمة والضاحية مع بداية حديث نصرالله الى تلفزيون «ان.بي.ان» الذي يشرف عليه الرئيس نبيه بري، وتوقف امام حديث نصرالله حول الحكومة والثلث الضامن، حيث اقترح صيغة تقوم على اعطاء 10 مقاعد في الحكومة من اصل 30 للمعارضة و14 للاكثرية و6 لرئيس الجمهورية، لكنه (جنبلاط) قال ان هذا رأيه الشخصي، معتبرا ان لغة التخوين التي يعتمدها حزب الله من شأنها ان تشجع الاغتيالات.
بدوره، قال الوزير السابق عبدالرحيم مراد ان نصرالله نافس سيدنا ايوب في صبره على الاكثرية، واضاف مراد - وهو من خط المعارضة - بقوله: ان نصرالله يمثل صوت العقل والضمير العربي واللبناني، آملا ان يأخذ الموالون بنصائحه. لكن عضو تكتل 14 مارس الوزير احمد فتفت كان له رأي مختلف بكلام نصرالله وطروحاته، وقد ادلى امس بمطالعة اذاعية استهلها بالقول ان الامين العام لحزب الله اعاد رفع الحواجز امام التسوية في لبنان من خلال الفراغ الرئاسي.
وسئل فتفت عن رأيه بطرح النائب وليد جنبلاط صيغة لعقدة «الثلث المعطل» في مجلس الوزراء، فقال انها وجهة نظر شخصية حملت توزيعة من 10 وزراء للمعارضة و14 للموالاة و6 مقاعد لرئيس الجمهورية، وقال: ان الاكثرية لا تمانع ان يكون لرئيس الجمهورية الكلمة الفصل، او ما سمي الصوت الوازن، وان يكون الرئيس هو من يقرر ما اذا كان من ضرورة لاستعمال الثلث المعطل ام لا.
وهذا المبدأ، يقول فتفت، رفضه السيد نصرالله حينما قال انه لا يثق بامكانيات العماد سليمان في مقاومة الضغوطات وحتى على العماد عون، وقد جاء هذا الكلام بعد كلام الوزير السابق سليمان فرنجية الذي وقال: اذا لم يعطنا العماد سليمان الثلث الضامن فلن ننتخبه، وبالتالي فقد وضع شروطا تعجيزية امام اي حل، انهم لا يريدون المشاركة بل نحن من يريد المشاركة.
وتابع فتفت عن يقول: ان السيد نصرالله وجه تهديدا واضحا لكل الوساطات عندما قال: لا دولة دون شراكة، اي لا دولة دون ان نعطيه ما يريد من ثلث مقرر او ثلث معطل وثلث مقيل للحكومة، فقال بتهديد واضح ان المعارضة ستنتظر 10 ايام لتبحث التفاصيل، ما يعني انه لم يتنازل عن اسلوبه التهديدي.
وقال فتــفت ان نــصرالله يــدعم السلاح الفلسطيني داخل المخيمات ويحميه.
طراد حمادة يرد على الأكثرية
ورد الوزير المستقبل طراد حمادة عن حزب الله متهما الاكثرية برغبة التدويل عند كل استحقاق. ونبه الى ان المعارضة لن تقف مكتوفة الايدي اذا انتهت كل الحوارات والمبادرات، مشيرا الى ان الادارة الاميركية هي من عطل المساعي الفرنسية - السورية.
واذ اعتبر ان كلام الوزير السوري وليد المعلم امس الاول اثبت ان سورية لا تريد التدخل بالشأن اللبناني، قرأ في موقف رئيس كتلة المستقبل سعدالحريري «هروبا» من تحمل المسؤولية.
مروان حمادة: لا خصخصة للخليوي
وزير الاتصالات مروان حمادة توقف عند كلام السيد نصرالله عن خصخصة محتملة لقطاعات اقتصادية ومنها الخليوي الذي لقبه بنفط لبنان، واوضح حمادة ان الحكومة قد قررت منذ اشهر طويلة واعادت التأكيد بناء على اقتراح وزير الاتصالات ان لا مزايدة حول الخليوي قبل انتخاب رئيس الجمهورية، وقال ان وزارة الاتصالات باتت رافدا اساسيا من روافد الخزينة اللبنانية.
صلوخ ومؤتمر وزراء الخارجية
من جهته، قال الوزير فوزي صلوخ قبل ظهر امس انه حتى اللحظة لم يقرر ما اذا كان سيحضر الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب في القاهرة. واضاف: لكن في الوقت الذي نرحب فيه بأي مساع جدية حريصة على الاوضاع في لبنان، نأمل ان تعمل هذه المساعي على تهدئة الاجواء العربية والاقليمية على الاقل حول الموضوع اللبناني. وكان الرئيس فؤاد السنيورة اتصل بالوزير المستقيل صلوخ وسأله ما اذا كان يريد تمثيل لبنان في المؤتمر، فرد انه سيدرس الوضع. وفي حال اعتذار صلوخ كما درجت العادة منذ استقالته مع وزراء امل وحزب الله، فمن المرجح تكليف وزير الخارجية بالوكالة طارق متري الا في حال قرر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ترؤس وفد لبنان الى الاجتماع الوزاري شخصيا.
الصفحة في ملف ( pdf )