عقدت في ولاية أيوا الأميركية أمس أول المجالس الانتخابية للاقتراع الرئاسي في الولايات المتحدة بعد اشهر على بدء الحملة الرئاسية الاطول والاكثر كلفة في تاريخ الولايات المتحدة.
وبدت المواجهة أمس مفتوحة أكثر من اي وقت مضى، ففي المعسكر الديموقراطي، أظهر آخر استطلاعات الرأي نتائج متقاربة للمرشحين الديموقراطيين الثلاثة الاوفر حظا اي السيناتور عن نيويورك هيلاري كلينتون والسيناتور الشاب عن ولاية ايللينوي باراك اوباما والسيناتور السابق عن كارولينا الشمالية جون ادواردز.
ونشرت استطلاعات الرأي عشية انعقاد مجالس الناخبين الـ(الكوكس).
وتطمح كلينتون الى ان تصبح المرأة الاولى التي تتولى رئاسة الولايات المتحدة، بينما يأمل أوباما أن يكون أول رئيس أسود في البيت الابيض.
وفي الجانب الجمهوري يتواجه المرشحان الاوفر حظا وهما حاكم اركنساس السابق مايك هاكابي القس المعمداني السابق الذي يسعى للحصول على دعم المسيحيين الاصوليين، وحاكم ماساتشوستس السابق ميت رومني، وهو رجل اعمال ثري من طائفة المورمون.
وفي اللحظات الأخيرة للحملة الانتخابية وقبيل انطلاق العملية، سعى المتنافسون على الفوز بترشح الحزبين الديموقراطي والجمهوري للفوز بالأصوات في اجواء شهدت ذروة الاثارة لأول مرة في حملة انتخابات الرئاسة الاميركية المقرر اجراؤها العام الحالي.
وطاف المرشحون بدءا من السيدة الأولى السابقة هيلاري كلينتون إلى القسيس المعمداني مايك هوكابي، مناطق ولاية ايوا الواقعة في الغرب الاوسط الاميركي والتي تكسوها الثلوج جيئة وذهابا في محاولة لإقناع المؤيدين والناخبين المتأرجحين. وبدا أن المرشحة الأبرز للحزب الديموقراطي عضو مجلس الشيوخ هيلاري كلينتون (60 عاما) تسعى لأن تصبح رئيسة للولايات المتحدة واسترجاع إحساس الاصرار في حملتها الانتخابية الذي تراجع في الأسابيع الماضية في مواجهة العرض القوى الذي اظهره منافسها عضو مجلس الشيوخ باراك أوباما (46 عاما) الأميركي ذي الأصل الأفريقي.
واشترت كلينتون مددا زمنية في القنوات التلفزيونية المحلية لحملة تستمر دقيقتين لتكون بمنزلة «العرض الاخير» لها في السادسة مساء امس الاول، وتتنافس هيلاري كلينتون حاليا مع 16 مرشحا آخر يعتقد كل منهم أنه صاحب النصيب الاوفر في الفوز بالانتخابات، إلا أنه من المتوقع أن يخرج من حلبة المنافسة البعض منهم بعد إعلان نتائج أيوا.
واتسمت روح المرشح الديموقراطي جون إدواردز (54 عاما) صاحب الشعبية الواسعة والالفاظ القاسية بالعصبية وسرعة الاثارة.
وكان ادواردز قد احتل نتائج طيبة في المؤتمر الحزبي بولاية أيوا عام 2004 ما ساعده على خوض انتخابات الحزب منافسا لجون كيري ونظم إدواردز اثني عشر لقاء في اطار حملته الانتخابية امس الاربعاء.
ويأمل المرشح الجمهوري هوكابي (52 عاما) القس المحافظ ذو التوجهات الاجتماعية والحاكم السابق لأركنسو في الحصول على دفعة قوية من نتائج انتخابات أيوا التي يعد 40% من ناخبيها الجمهوريين من رفاقه المسيحيين الإنجيليين.
وقفز هوكابي من الصفوف الخلفية في استطلاعات الرأي في الولاية والاستطلاعات القومية ليتحدي حاكم ماساتشوستس السابق ميت رومني (60 عاما) رجل الأعمال الثري الذي دائما ما ينظر إليه منذ فترة طويلة باعتباره المرشح الأبرز للحزب الذي يمثل يمين الوسط.
وأعطى عمدة ولاية نيويورك السابق رودي جيولياني (63 عاما) اهتماما قليلا بولاية أيوا وسعى من اجل الفوز بأصوات الناخبين المعتدلين في أجزاء أخرى من البلاد.
واجتمع الناخبون في نحو 1800 موقع لإجراء المناقشات والمداولات والكشف عن مرشحهم الافضل في الانتخابات بدلا من الذهاب إلى صناديق الاقتراع والإدلاء بالأصوات، الأمر الذي سيؤديه الناخبون في العديد من الولايات في سلسلة من الانتخابات الأولية خلال الأسابيع والأشهر المقبلة. ويطلق على تلك الاجتماعات وصف «المؤتمرات الحزبية» وهو تعبير يعتقد ان له جذورا اميركية اصلية.
وعــاد المــوضوع الاقتصاــدي ليتصــدر المواضيع الشاغلة، فأزمة الديون العقارية احيت المخاوف من تدهور اقتصادي بينما اصر كل المرشحين على موضوع التغطية الصحية والتعليم الشائك.
الصفحة في ملف ( pdf )