بيروت - عمر حبنجر
تتجه الانظار الى اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة غدا وما يسبقه من مشاورات يجريها الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى مع العواصم العربية المعنية.
رئيس مجلس النواب نبيه بري جدد التحذير من وجود منحى لدى بعض الاوساط الداخلية والدولية لتدويل الملف الرئاسي اللبناني، وقال ان تدويل الملف الرئاسي ليس محكمة دولية، ففي المحكمة كانت هناك دماء لبنانية عزيزة، لكن في الملف الرئاسي هامشهم ضيق جدا، ولا يمكن ان تكون له مضاعفات كبيرة.
بري طالب الرئيس حسني مبارك من خلال السفير المصري في لبنان احمد البديوي بأن يتحمل القادة العرب مسؤولياتهم التاريخية ازاء لبنان، وقال: ربما تعمل القاهرة والرياض من تحت الطاولة مع الجانب السوري من اجل انجاز مصالحة بين الفلسطينيين، وهذا امر نباركه، لكن حري بالعرب العمل في السياق نفسه من اجل تسوية الوضع اللبناني.
مصادر في المعارضة لم تستبعد ان يأتي وفد من الوزراء العرب الى بيروت برفقة الامين العام عمرو موسى سعيا لمعالجة الامور.
صفير: سفينتنا لن تغرق
البطريرك الماروني نصرالله صفير اعتبر ان مرور شهر على الفراغ الرئاسي مؤشر عاطل.
وقال امام وفد من تجار جونية ان سفينتنا تتأرجح لكنها لن تغرق.
النائب روبير غانم نقل عن البطريرك صفير قلقه من «هذا الاهتراء السياسي»، ومن التشنج في اللهجة السياسية، وبالتالي فقدان المؤسسات الدستورية لدورها وهذا من شأنه تعطيل البلد.
واستغرب النائب غانم كيف ان التيار الوطني الحر الذي يرأسه العماد عون يتفاهم مع حزب الله الذي يترأسه السيد حسن نصرالله، وهو رجل دين نحترمه، ويمنع على غبطة البطريرك التعاطي بالسياسة. من جهته، جدد النائب بطرس حرب الدعوة الى احترام احكام الدستور وانتخاب العماد سليمان ومؤازرته في تشكيل الحكومة التي تحمل مشروعا للحل. وقال حرب ان المطروح اليوم من قبل المعارضة هو اعادة النظر بالنظام السياسي وتعديل اتفاق الطائف، وبالتالي الاطاحة بكل ما نص عليه الدستور اللبناني.
النائب السابق فارس سعيد اعتبر من جهته وردا على طروحات الامين العام لحزب الله ان الشراكة لا تبنى بالتهديد والوعيد بل بالحوار. ويقول سعيد: لقد برز واضحا ان لسورية اليد الطولى في التعقيد القائم من خلال تصريحات وزير خارجيتها وليد المعلم.
وقال: على المستوى الداخلي الافق مسدود تماما، وحزب الله يتابع عملية بناء دولته ضمن الدولة، وهذا ما ادخل التعقيدات الدولية والاقليمية على رئاسة الجمهورية.
وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ رأى ان اي اقحام للامور الدولية في الازمة اللبنانية من شأنه ادخال عناصر جديدة على الازمة.
من جهته، يرى الوزير المستقيل محمد جواد خليفة ان الازمة الداخلية هي امتداد للازمة العربية. وقال ان الدعوة للمؤتمر كانت بمنزلة دق لناقوس الخطر، وهو يبرهن على انسداد الافق في هذا المجال.
حملة المعارضة
في هذا الوقت، تابعت مواقع المعارضة حملتها على الرئيس فؤاد السنيورة والنائب وليد جنبلاط، حيث ان النائب السابق ناصر قنديل تهجم بعنف على النائب وليد جنبلاط، وقال في مؤتمر صحافي ان الاخير كان يقول منذ شهرين: لم لا يبقى سلاح حزب الله لخمسين عاما؟ ومنذ يومين عاد ليقول: ان هذا يجب ان يحسم امره الآن. وحذر قنديل من مغبة التطاول على السيد حسن نصرالله وعلى الرئيس نبيه بري لأن زمن التسامح ولى.
السنيورة وعروبة أنور السادات
بدوره، استغرب الوزير السابق البير منصور ردود الفعل الموتورة على حديث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، والذي قال انه لا علاقة لها بمضمون الكلام الذي يدعو فيه للمشاركة وفق احكام اتفاق الطائف.
وقال ان فؤاد السنيورة الذي يقول دائما انه ليس بحاجة الى شهادة العروبة هو بحاجة الى هذه العروبة، لأنه يسير الآن في «عروبة انور السادات»، وهم بالتالي جزء من عروبة السلام مع اسرائيل التي ترعاها اميركا.
من جانبه، رد النائب حسن فضل الله من حزب الله على مواقف السنيورة بالقول: رد السنيورة على طروحات السيد نصرالله يعكس طبيعة الموقف الاميركي الرافض للتسوية الداخلية، واضاف: السنيورة يفتخر بعلاقاته مع الاميركيين، وليقل لنا ماذا انتجت هذه العلاقات لمصلحة لبنان، وشيء معيب ان يقال ان كلام السيد نصرالله غير مسؤول، وقال ان السنيورة له اليوم اكبر مصلحة بالفراغ الرئاسي، فقد اخذ صلاحيات الحكومة وصلاحيات رئاسة الجمهورية.
النائب امين شري عن حزب الله رأى في مشاركة الحكومة بمؤتمر وزراء الخارجية في القاهرة عبر الوزير طارق متري نقلا لوجهة نظر المشروع الاميركي.
بدوره، علق جبران باسيل المسؤول السياسي في التيار الوطني الحر على التصريحات الاخيرة للنائب وليد جنبلاط بأن التكتل العوني يريد الشراكة مع النائب وليد جنبلاط وليس على جثته، وقال: لا يمكننا الرد على من «سرق اجراس الكنائس ومقاعدنا النيابية».
وعن سمير جعجع، قال باسيل: لا ضرورة للرد عليه لأنه يشكل جزءا صغيرا من المشكلة، وهو تابع لحلفائه ولا استقلالية له، بعكس العماد عون الذي يمثل الشراكة والاستقلالية، وقال ان نصرالله قادر على ضبط شارعه لكنه غير قادر على ضبط تحرك المعارضة في وجه استفزازات الحكومة.
الصفحة في ملف ( pdf )