Note: English translation is not 100% accurate
أول اصطدام مباشر بين الحريري ونصرالله ومهمة بري الحوارية أكثر ضرورة... وصعوبة
الجمعة
2006/9/29
المصدر : الانباء
اكتملت حلقات الهجوم السياسي المضاد على حزب الله (وعلى مواقف أمينه العام في مهرجان الضاحية) من جانب اقطاب 14 مارس بانضمام رئيس كتلة تيار المستقبل سعد الحريري الى حليفيه وليد جنبلاط وسمير جعجع، وفي الواقع كان الخطاب الناري للحريري في أول افطار يقام في قريطم منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بمثابة تتويج لهذا الهجوم المضاد الذي تميز بالوضوح والحدة، وبالاعلان ان زمن «المسايرة والمهادنة» قد ولى.
خطاب الحريري كان موضع اهتمام شديد للأسباب التالية:
1ـ يعبر خطاب الحريري الذي ألقاه في حضور مفتي الجمهورية ورئيس الحكومة واتحاد عائلات بيروت عن موقف أو مناخ سني و«بيروتي» «هو على درجة عالية من التوتر والاحتقان بسبب الهجوم المركز على رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والضغوط السياسية الكبيرة التي يتعرض لها وتدفع في اتجاه تغيير الحكومة على قاعدة توازن سياسي جديد، خصوصا ان هذه الحملات الداخلية التي استهدفت السنيورة بأكثر مما استهدفت أولمرت جاءت مرفقة بخطوات وتطورات عملية على المستويين السياسي والأمني شكلت مبعث قلق في قريطم ومنها عملية التصدي لاجراءات وقرارات وزير الداخلية والاختراق السياسي في الطائفة السنية المتمثل بولادة «اطار جديد» هو «رؤساء الحكومات السابقين» في وقت كانت الانظار تتجه الى الطائفة الشيعية لترقب اتساع دائرة التمايز بين بري ونصرالله أو ولادة القوة الثالثة.
2ـ يعكس خطاب الحريري المكتوب والمدروس، والذي ألقاه بعد قليل على عودته من السعودية، وفي حضور سفراء السعودية ومصر والكويت وغيرهم، موقفا أو مناخا عربيا عاما متذمرا من حزب الله للأسباب ذاتها التي تدفع الى التذمر من حماس باعتبارها عقبة في طريق السلام والاستقرار في المنطقة، ومتذمرا من خطاب السيد حسن نصرالله للأسباب ذاتها التي حملت على الاستياء من خطاب الرئيس السوري بشار الأسد، وحيث تقاطع الخطابان عند نقطة الهجوم على الحكام العرب وانتقاد تخاذلهم واغفال دورهم المساند.
3ـ هذا أول اصطدام مباشر بين تيار المستقبل وحزب الله وتحديدا بين الحريري ونصرالله، فالحريري الذي اطلق معركة الدفاع عن الحكومة ورد الاعتبار لرئيسها فؤاد السنيورة وتوفير دعم قوي ومباشر له، لم يتردد في خوض مواجهة مباشرة مع السيد حسن نصرالله وفي رفض ودحض كل ما طالب به ودعا اليه من حكومة وحدة وطنية ودولة قوية عادلة نظيفة، وهذا التطور يعني: انقطاع تام في خطوط العلاقات والاتصالات بين الطرفين وتعمق أزمة الثقة والعلاقة.
وبعدما كان الحوار الثنائي والجانبي عاملا من عوامل امتصاص التوترات وتنظيم الخلافات في مرحلة ما قبل الحرب، فان توقف هذا الحوار واللقاءات الطوال من شأنه ان يوجد ثغرة في شبكة الأمان الداخلية وان يفتح الوضع على التصعيد.
ان مهمة الرئيس نبيه بري في استئناف الحوار باتت صعبة للغاية وحيث يبدو ان العودة الى الصيغة السابقة للحوار لم تعد ممكنة لا من حيث الشكل والحضور ولا من حيث المضمون و«الاجندة»، وان الرئيس بري الذي يعتبر ان شرط استئناف الحوار الوطني ومفتاحه هو التفاهم المسبق بين المستقبل وحزب الله، يواجه احراجا متزايدا أمام اتساع الهوة وقيام واقع جديد من الفرز السياسي الحاد بين معسكرين ومشروعين.
ان الطرفين، المستقبل وحزب الله، يخوضان مواجهة سياسية مفتوحة ويقودان كل من جهته حالة استقطاب واصطفاف سياسي، في ظل توازن المخاوف والهواجس:
الحريري لا يتخلى عن «حكومته» والأكثرية والا حصل انهيار في مجمل الوضع والمكتسبات المحققة منذ عام ونصف، ونصرالله لا يتخلي عن سلاحه وإلا حصل تطويق له في ظل سلطة غير موثوقة منه.
والوجه الآخر لتوازن الهواجس هو توازن الرعب، لمجرد ان الوضع بات يختزن عوامل «الانهيار» في حال استمر على هذه الوتيرة من التصعيد وانسداد الافق السياسي، وغياب امكانات التسوية بين فريقين: فريق لا يرى من اتفاق الطائف الا سلاح حزب الله وفريق لا يرى الا حكومة وحدة وطنية.
اقرأ أيضاً