توجه المتنافسون على ترشيح الحزبين الديموقراطي والجمهوري لخوض معركة الرئاسة في الولايات المتحدة الى ولاية نيوهامبشير لشحذ التأييد قبيل التصويت التمهيدي لاختيار مرشحي الحزبين الذي سيجري بعد غد.
وباراك اوباما في موقع قوي بعد فوزه في موقعة ايوا استعدادا لخوض المرحلة الثانية من السباق الى البيت الابيض التي ستجري في نيوهامبشير.
ووسط حشد تجمع في مركز رياضي بكونكورد عاصمة ولاية نيوهامبشير الصغيرة، قال اوباما «ان الوقت لنا فان كنتم معي وتنظمون معي الانتخابات، وان كنتم تؤمنون بحدسكم ولستم مستعدين للتسليم بما يقوله الوقحون، فإننا سننتصر في هذه الانتخابات التمهيدية، وكذلك في الانتخابات المقبلة وبالرئاسة» في نوفمبر.
وهاجم اوباما بطريقة شفافة منافسته هيلاري كلينتون التي وصلت الى نيوهامبشير بعد هزيمتها في ايوا في موقع دفاعي، وهو مرتاح لفوزه المريح اثناء الانتخابات الاولية لاختيار مرشح الحزب الديموقراطي.
واضاف اوباما «ان ما تريدونه هو سياسة مرتكزة الى الواقع والصراحة وليس الى الايديولوجية»، واعدا بـ «سياسة جديدة» قادرة على جمع «الشبان والمسنين، البيض والسود الديموقراطيين والمستقلين والجمهوريين».
وفي رد مباشر على هيلاري كلينتون التي تحذر من المجازفة بالتصويت لسيناتور لم يمض على انتخابه سوى ثلاث سنوات، لفت اوباما ايضا الى «ان الرهان الحقيقي هو البقاء على الافكار نفسها واللعبة نفسها، وايضا انه رهان لا نستطيع ان نسمح به».
وكانت هيلاري كلينتون التي وصلت فجر امس الاول الى الولاية محاطة بمستشاريها الذين يبدو عليهم اثر الصدمة، ووجهت نداء تستحث فيه عزيمة الديموقراطيين واعادة التعبئة، وهي تخشى ان تمنى بهزيمة جديدة بعد غد تضع حدا لطموحاتها الرئاسية.
وقالت هيلاري كلينتون التي تحظى بتفوق معقول في نيوهامبشير (32% مقابل 26% حسب استطلاع لمؤسسة زغبي الجمعة الماضية) «لدينا القليل من الوقت لكنه يكفي ليقول الناس لانفسهم «دعونا ننتظر ونر».
وصاحت كلينتون في تجمع انتخابي في مدينة ناشوا في نيوهامبشير بعد ان اخذت الميكروفون من اشد مؤيديها زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون «هل انتم مستعدون للايام الخمسة المقبلة».
وتحتاج كلينتون التي كانت تبدو قبل اسابيع فقط تتجه نحو ترشيح الحزب الديموقراطي لها الى استعادة قوة الدفع بعد ان جاءت في الترتيب الثالث في ولاية ايوا.
ورغم ان عدد سكان ولاية نيوهامبشير حوالي 1.3 مليون نسمة فقط فإن الولاية الواقعة في الشمال الشرقي تعتبر حيوية بالنسبة للمرشحين للحصول على قوة دفع في التصويت الذي يجري من ولاية الى ولاية في الاسابيع المقبلة لتحديد المرشحين الديموقراطي والجمهوري لانتخابات الرئاسة في انتخابات 4 نوفمبر المقبل.
وتشهد ولاية فلوريدا المنافسة الكبرى التالية في 29 الجاري يليها يوم 5 فبراير المقبل «الثلاثاء الكبير» عندما يتوجه الناخبون في 21 ولاية من بينها الولايتان ذات الثقل كاليفورنيا ونيويورك الى الانتخابات.
ومن الواضح ان المرشحين الفائزين في الانتخابات التمهيدية في ولاية ايوا السيناتور الديموقراطي عن ولاية ايلينوي باراك اوباما والحاكم السابق لولاية اركنساس الجمهوري مايك هاكابي يملكان آراء مختلفة بوضوح حول العراق.
وقال هاكابي في بيان على موقعه الالكتروني الرسمي «اركز على الانتصار. قد تكون للانسحاب نتائج استراتيجية خطيرة بالنسبة لنا ومرعبة انسانيا بالنسبة للعراقيين. اذا غادرنا، سيواجه جيران العراق من جميع الجهات ازمة لاجئين وسينجرون الى الحرب كما وقف اوباما وهاكابي على الجانبين المختلفين بالنسبة لاستراتيجية الاغراق، فقد دعم هاكابي الخطة من اجل تعزيز عدد القوات الاميركية في العراق مؤقتا بهدف تحقيق الاستقرار في البلاد».
وقال هاكابي في فبراير الماضي انه «علينا ان نثق» بالجنود هناك «قد يعرفون عن الوضع هناك اكثر قليلا من الاشخاص الموجودين هنا والذين يتطلعون الى التقارير الاستخبارية لمعرفة الاوضاع»، اما اوباما فقد اعلن معارضته وادانته للخطة في مجلس الشيوخ الاميركي بعد قليل من اعلانها.
وقال اوباما «لقد فقدت حياة اشخاص كثيرين وانفقت مليارات عديدة من الدولارات من اجل ان نثق بالرئيس او بسياسة اخرى فاشلة يعارضها الجنرالات والخبراء، والديموقراطيون والجمهوريون، والاميركيون وحتى العراقيون انفسهم»، واضاف «لقد حان الوقت لنغير جذريا سياستنا».
الصفحة في ملف ( pdf )