بيروت - عمر حبنجر
وصل الى بيروت بعد ظهر امس الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ليجد في استقباله كما من المشادات السياسية والتفسيرات المتناقضة حول مضمون اعلان القاهرة للحل في لبنان وآليات تنفيذه، خصوصا ما يتصل بحجم الحصص الوزارية في الحكومة العتيدة بين موالاة تعتبر حق الاكثرية، بصفتها اكثرية، الحصول على 14 وزيرا في حكومة من ثلاثين مقابل عشرة للمعارضة وستة لرئيس الجمهورية، ومعارضة تتمسك بأن مبدأ الشراكة الوطنية يفرض التوازي، طارحة المثالثة الحكومية، اي 10 وزراء للموالاة ومثلها للمعارضة ومثلها لرئيس الجمهورية، الامر الذي تعتبره الموالاة خارج اطار المنطق الذي يوجب اعطاء الاكثرية اكثر مما تعطى الاقلية والا بطلت ان تكون اكثرية. على هذا الاساس، لن تكون محادثات عمرو موسى في بيروت نزهة ولا سهلة، وربما وجد نفسه ملزما بالعودة الى مجلس وزراء خارجية الجامعة في 27 الجاري لاستصدار اعلان يتناول التركيبة الحكومية اللبنانية يتسم بالحزم على غرار اعلان اعتماد العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية. وقبل وصوله الى بيروت، قال موسى: لا شك في ان مهمتي صعبة في لبنان، ولا املك الا القول معي الله.
بيد ان الامين العام للجامعة اعرب عن تفاؤله بشأن قبول مختلف الفرقاء اللبنانيين للخطة العربية رغم عدم الرد عليها حتى الآن ورفضهم التعليق الا بعد الاطلاع عليها، وان التريث في التعليق امر جيد.
وكان مدير مكتب عمرو موسى السفير هشام يوسف استبق وصول الامين العام الى بيروت بعد ظهر امس بالقول ان المبادرة العربية لم تشر الى المساواة بين الموالاة والمعارضة ورئيس الجمهورية في عدد الوزراء بالحكومة، لكنها شددت على عدم الاستئثار بالسلطة او تعطيلها. واشار يوسف الى عدم وجود ضمانات لنجاح المبادرة، وان موسى والمسؤولين العرب بذلوا سابقا جهودا كبيرة لتسوية الازمة، لكن هذه الجهود لم تنجح.
بري: لا لحكومة14 + 10 + 6
بدوره، اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري انه اذا كانت هناك ثقة واستعداد لدى الجميع للتوصل الى حل، فإن كل العقد تعالج سريعا، واشار بري - كما نقل عنه زواره - الى ان الحل المتوازن يقوم على تأليف حكومة متوازنة لا تكون فيها اي ارجحية تقرير او تعطيل لهذا الفريق او ذاك الا لرئيس الجمهورية.
واضاف بري: اذا كان صحيحا كما يقولون ان المبادرة العربية تقضي بتأليف حكومة يكون فيه ستة وزراء لرئيس الجمهورية و14 وزيرا للموالاة وعشرة للمعارضة فإن هذه الصيغة ليست متوازنة، لأن وزراء الموالاة مع وزراء رئيس الجمهورية يستطيعون اتخاذ القرار الذي يريدون، الامر الذي لا يتوافر للمعارضة اذا ما قررت امرا بالاتفاق مع رئيس الجمهورية، لأن 16 وزيرا لا يشكلون نصابا تقريريا في الحكومة، بينما الـ 20وزيرا يشكلون مثل هذا النصاب، وهذا ما لا يمكن للمعارضة القبول به.
وتابع يقول: ان هذا الامر لم يحسم في اجتماعات القاهرة، وقد ترك الامر لعمرو موسى لمعالجته في بيروت. واشار بري الى ان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل طرح حكومة على اساس 14 + 10 + 6، فرد عليه موسى ان هذه الصيغة طرحها الفرنسيون ولم تقبل بها المعارضة، وان المطلوب هو بلورة صيغة جديدة اتى موسى الى بيروت للعمل عليها كما سبق ان وعد بري في اتصال هاتفي.
في هذا الوقت، بدأ الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سلسلة لقاءات مع شخصيات وقوى المعارضة بلغت السبعة وكان آخرها امس مع الرئيس عمر كرامي.
التحرك الشعبي رهن المبادرة
وفيما يخص التحرك الذي لوح به نصرالله وقوى المعارضة، نقل الزوار عن الامين العام لحزب الله ان هذه المسألة لم تطرح بعد، وهي مازالت رهن المعالجات السياسية، لكن فشل المبادرات سيجعل التحرك قائما. وقال النائب واكيم ان قوى اخرى من المعارضة تعد لبرنامج تحرك على الخلفية الاجتماعية، وهو ما تأخذه الحكومة والموالاة بعين الاعتبار. وفي لقاء نصرالله مع الوزير السابق عبدالرحيم مراد تم تناول فرضيتين، الاولى هي قبول فريق السلطة بمبدأ المشاركة، وعليه فإن المعارضة ستستمر على موقفها المطالب بتأليف الحكومة وفق النسب النيابية، اي 55% للاكثرية و45% للمعارضة، وهذا ما سيجري ابلاغه الى موسى.
اما الفرضية الثانية فتقول انه في حال عدم موافقة فريق السلطة على مبدأ المشاركة والاستمرار بالاستئثار، فإن المعارضة ستتحرك لاسقاط الحكومة عبر «الوسائل السلمية» حسب تعبير مراد الذي نقل عن نصرالله قوله ان التحرك المرتقب يقوم على مستويين اقتصادي مطلبي وسياسي رافض لربط لبنان بالمشروع الاميركي، اما التوقيت فلن يكون قبل اجتماع الوزراء العرب في 27 الجاري، الا في حال حصول تطورات يتبين من خلالها ان الفريق الحاكم يناور.
الحريري: لا للمثالثة
رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري تحدث من باريس، فقال: ان قوى 14 مارس تريد ايضا الشراكة، وتريد ان تعود رئاسة الجمهورية الى موقعها كرأس الهرم في لبنان. وحول توزيع الحقائب في الحكومة التي تأخذ منها المعارضة بابا للعرقلة، كما تقول الاكثرية، قال الحريري: لن ادخل في الارقام قبل لقاء عمرو موسى.
وقال: برأيي، يجب التركيز على انتخاب رئيس الجمهورية، الحكومة مهمة جدا، والذي خلص اليه الوزراء العرب واضح جدا ومبادرتنا لانتخاب العماد سليمان هي مبادرة توافقية. وكان الحريري رفض بعد لقائه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حكومة مثالثة على اساس 10 للموالاة و10 للمعارضة و10 لرئيس الجمهورية.
الصفحة في ملف ( pdf )