تمكنت السيناتور هيلاري كلينتون، السيدة الأولى سابقا في الولايات المتحدة، من تحقيق الفوز في ساعة متأخرة من مساء أمس الاول بالانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي في ولاية نيوهامبشير، لتكبح جماح منافسها الرئيسي باراك أوباما، ويبدو أن حشرجة صوت كلينتون ودموعها التي كادت تنهمر من عينيها في آخر مؤتمر صحافي عند حديثها عن آمالها بشأن بلادها ساعدتها في العودة إلى حلبة السباق لتنافس في الحصول على ترشيح الحزب لخوض انتخابات الرئاسة، بينما فاز جون ماكين، الذي أيد ارسال القوات الأميركية إلى العراق، بالمركز الأول بين المتنافسين من قيادات الحزب الجمهوري.
واحتفلت كلينتون مع أنصارها في مانشستر بفوزها في ولاية نيوهامبشير وقالت لهم «استمعت اليكم ومن خلال هذه العملية وجدت فيكم صوتي الخاص. دعونا نعطي أميركا هذا النوع من استعادة المكانة الذي أعطته لي للتو نيوهامبشير».
واعترف أوباما، الذي كان قد حقق الفوز في أولى محطات السباق في ولاية أيوا الأسبوع الماضي مستغلا رسالة تبشر بالتغيير والوحدة السياسية، بالهزيمة بعد أن أظهرت النتائج تقدم كلينتون المستمر عليه طيلة الانتخابات.
وقال السيناتور أوباما (46 عاما) أمام حشد من مؤيديه في الولاية: «ما أزال متحمسا ومستعدا للمضي قدما أود أن أهنئ السيناتور كلينتون على فوزها الصعب هنا في نيوهامبشير».
وبعد أيام حفلت بتوجيه انتقادات لأوباما من خلال القول إنه خطيب مفوه لكن كلامه يخلو من أي مضمون، تحدت كلينتون استطلاعات الرأي التي توقعت فوز السيناتور الافريقي الاصل، بانتخابات نيوهامبشير بفارق يزيد على 10% عمن يليه. وحصلت كلينتون على 39% من الأصوات، بينما نال أوباما 37%.
وفي إطار استعراضه للقضايا التي ستتمحور حولها جولات الانتخابات التمهيدية المقبلة، أكد أوباما أنه سينفذ تعهداته بشأن الضرائب وكذلك بشأن انهاء الحرب على العراق «واتمام المهمة ضد تنظيم القاعدة في أفغانستان».
ووسط هتافات مؤيديه الذين راحوا يرددون «نعم، نحن قادرون»، تمسك أوباما بقناعته بأنه لايزال هناك الكثير من الصعوبات التي ستواجهه قبل أن يصبح أول رئيس أسود البشرة للولايات المتحدة.
وفيما يتعلق بالحزب الجمهوري حصل ماكين (71 عاما)، وهو أحد أبطال حرب ڤيتنام، على 37% من جموع الأصوات التي تم فرزها في 85% من مراكز الاقتراع، متغلبا على منافسه حاكم ماساتشوستس السابق ميت رومني الذي لم تتجاوز نسبة الأصوات التي حصل عليها 32%.
وقال ماكين أمام حشد من المحتفلين بفوزه في نيوهامبشير «الليلة، أظهرنا لهم بالتأكيد كيف يكون شكل العودة إلى الحلبة، اننا نحتفل بفوز واحد الليلة وسنتوجه إلى متشيغان غدا لتحقيق فوز آخر».
وفي إطار محاولاتها للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية، ظلت هيلاري كلينتون (60 عاما) تحت ضغوط كبيرة طيلة الأيام الماضية، من أجل تحقيق الفوز في نيوهامبشير للعودة إلى الحلبة من جديد وذلك بعد أن جاءت في المركز الثالث في انتخابات أيوا التي جرت الأسبوع الماضي.
ومنذ أيام فقط كانت نيوهامبشير تبدو معقلا لكلينتون، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أنها تتفوق هناك بأكثر من عشر نقاط، غير أن أوباما استفاد من قوة الدفع التي حصل عليها بفوزه في أيوا، وعوض الفارق. بيد أنه خسر في النهاية.
ولم يكن أمام المتنافسين من كلا الحزبين سوى خمسة أيام بعد انتخابات أيوا، لتغيير استراتيجياتهم وإطلاق حملة انتخابية في نيوهامبشير وذلك في إطار جهودهم للفوز بالترشيح لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية المزمع إجراؤها في الرابع من نوفمبر المقبل.
الصفحة في ملف ( pdf )